أكد أسامة هيكل وزير الإعلام الأسبق ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، أن حرية الرأى والتعبير يمنحها المجتمع للإعلاميين، ولابد أن توجد لدينا معايير نستطيع أن نميز بها بين الإعلام المستنير وبين الاعلام المضلل.
وأضاف هيكل، عبر لقائه ببرنامج “القاهرة اليوم” مع خالد أبو بكر، على فضائية “اليوم”، أن وسائل الإعلام ضخّمت من حجم مظاهرات الجبهة السلفية وأنه ليس قلقًا من مرور اليوم الجمعة، ولكنه قلق من يوم السبت بعد محاكمة الرئيس الأسبق حسني مبارك، حيث حال حصوله على البراءة سينضم المعارضون له مع جماعة الأخوان وينتج حالة من الفوضى داخل الدولة، لافتًا إلى أن جماعة الأخوان ستنهك قوات الأمن في مظاهراتها، لتنفيذ الكثير من العمليات الإرهابية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح هيكل أن المذيع صاحب الصوت العالي هو الذي يتمتع بشعبية في هذا الوقت في ظل معلومات مغلوطة.. وأن الإعلام له تأثير كبير وهناك أخبار مكذوبة يتم تداولها عبر المواقع ويخاطب شريحة من الشعب ومن هنا لابد من اختيار من يعمل في الإعلام بشكل صحيح.
وقال هيكل أنه قبل 2011 تم التوسع في القنوات الفضائية دون ضابط أو رابط ولم يستطيع أحد أن ينتقد الرئيس أو سياسته، وكان لابد من معرفة اتجاه القناة قبل انطلاقها سواء كانت عامة أو إخبارية أو غير ذلك.. وكانت البداية أنه لا توجد قنوات إخبارية باستثناء التليفزيون المصري. ووجود قنوات لرجال أعمال كانوا مقربين من نظام مبارك سبب حقيقي في حدوث ربكة إعلامية واحتقان في الشارع المصري
واستطرد هيكل أنه عندما جاءت الثورة ” 25 يناير ” أصبح كل ما هو ثوري صاحب حق.. والإعلام أصبح يساند الثورة سواء أخطأت ام أصابت، ومنذ 18 فبراير 2011 الأخوان ركبوا الموجة ودخل القرضاوي ميدان التحرير وتغيرت هوية ميدان التحرير وسيطر الأخوان على مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون – ليس لأنهم أخوان ولكن لأن صفوت حجازي رئيس أمناء الثورة، واستطاع الأخوان استغلال الإعلام بشكل جيد حتى وصلوا إلى السلطة وأن عدد كبير من الإعلاميين قاموا بتغيير جلدهم فى تلك المرحلة.
وبعد 30 يونيو 2012 أصبح الأخوان يشعرون بأنهم أسياد البلد وهنا شعر الإعلام بالخطر من سطوة الأخوان، ومنذ الاعلان الدستوري وقف الإعلام في مواجهة الأخوان ورفع حالة الوعي بشكل غير مسبوق بين أبناء الشعب المصري.
الصحافة الألكترونية أخطر وسائل الإعلام:
وقال هيكل أن من يتولى المسئولية الأن يقع تحت ضغط رهيب لأنه يسير في إطار منظومة عمل إداري سابقة.. وأن أخطر وسائل الإعلام حالياً هي الصحافة الاليكترونية فمنها من يعمل في اطار مؤسسي ومنها مواقع مجهولة المصدر، والخطر الكبير هنا أن بعض وسائل الإعلام المرئية تستقي أخبارها ومعلوماتها من تلك المواقع المجهولة.
حقوق المصادرة:
وقال هيكل أنه عندما تولى وزارة الإعلام، تعرض لهجوم شديد من أن هناك قنوات للرقص الشرقي على القمر المصري – نايل سات ، مع العلم أن تلك القنوات لا تُبث على القمر المصري نايل سات، وأن رئيس الوزراء أصدر قراراً بوقف عرض فيلم “حلاوة روح” فقام منتج الفيلم بالسفر إلى لندن وتأسيس شركة بهذا الإسم واطلق قناة “حلاوة روح” على القمر يوتل سات والفيلم يذاع عليها، وأصبح المنع مستحيلاً.. وهذا يحتاج إلى علاقات بين الدول وهذا لن يحدث فنحن هنا لا نستطيع أن نمنع ولكن تستطيع ان تمتد بتأثيرك لتقلل من حجم التأثير القادم من الخارج.
الإعلام يحتاج تطوير:
وأوضح هيكل: إننى أتابع جميع برامج التوك شو ولابد من تطوير الإعلام وتجويده وفكرة لأن المذيع الذي يسأل ويجاوب ويفسر غير مقبول بشكل كبير وأيضاً نفس الضيوف والجمهور المتابع تشبع وعرف فكر وتوجه كل البرنامج..
الذوق العام منحدر والعشوائيات زادت:
وقال هيكل أن مواثيق الإعلام في العالم متشابهة وأن الذوق العام المصري تغير إلى الأسوأ، والإعلام جزء وسبب في ذلك. بالإضافة إلى وزارات الثقافة والتعليم والتعليم العالي – تلك المنظومة المسئولة عن تشكيل الوعي..
وأعرب هيكل عن صدمته بانتشار العشوائيات والتي أدت إلى تغيير المنظومة القيمة للمجتمع وازدادت تلك الظاهرة بشكل كبير في السنوات الماضية.
الإنتخابات البرلمانية:
وفي الشأن السياسي قال هيكل نحن أمام مرحلة تاريخية ولابد ان يتحمل الجميع المسئولية وفي مقدمتهم الأحزاب ونحن مقبلين على انتخابات برلمانية، وأصبح لا يوجد حزب وطني ولا أخوان ، والدور المهم للأحزاب أن تكون مستعدة للانتخابات البرلمانية مع ضرورة الإسراع بالبدء في الانتخابات البرلمانية.