حينما يتحول الدم إلي مجرد صلة قرابة.. والأخوة إلي جلادين يمارسون السادية علي اخواتهم لضعف قدراتهم العقلية أو بساطة فكرهم أو حتي نقاوة قلوبهم ونواياهم.. حينما تتمزق أواصر الرحمة علي أيادي المحبين أو بالاحري من كان عليهم أن يظلوا محبين.. حينما يحدث كل ذلك نعلم أننا في هاوية الأحزان نحيا.. وفي خندق الشر نختبئ.. فلنرفع أعيننا نحو الله ليترفق بنا من الهاوية والخندق وتخلي المحبين والاخوة.
أنه شاب في الثلاثين من عمره.. طيب القلب بسيط التفكير.. شماس بالكنيسة يبتغي أن يكون ذات يوم كاهنا للمذبح.. يعمل موظفا في إحدي الجهات الحكومية بمحافظة من محافظات القناة.. له أخوان يكبرانه في السن.. أحدهما في أوربا والآخر في مصر.. والدته انتقلت منذ أعوام إلي راحة السماء وتركته يعاني وحده.. والده مريض بفيروس سي.. فاستدعاه الأخ الأكبر للعلاج في أوربا.
يحيا الشاب طيب القلب مع أخيه في منزل واحد.. يعاني من قسوة الحياة وقسوة اخيه أيضا.. كل ذبه أنه طيب إلي حد الدروشة.. لا يتقن النفاق ولا يجيد معسول الحديث.. ولا يطمح إلا أن يكون كاهنا.. عاني طويلا من دوالي الساقين.. حتي أجري جراحة في ساقيه.. فشلت الجراحة فقرر أن يأتي إلي القاهرة حيث التأمين الصحي ليشكو لطبيبه سوء حالته عقب إجراء الجراحة.. أمام المستشفي أوقفوه إذ اكتشف أنه نسي بطاقة هويته في فرع إحدي شركات المحمول أثناء شرائه خط تليفون.. صرخوا في وجهه لا يمكن أن تدخل.. كشف لهم ساقيه وإذا بقرح الأوعية تقفز للناظرين.. استدعوا له الطبيب من الداخل أمر بإدخاله فورا إلي العناية المركزة مستندا إلي بطاقة التأمين الصحي التي في حوزته.. ومن العناية المركزة للأوعية الدموية تنقل الطيب.
هاتفي في إنزعاج شديد قائلا: أنا في العناية المركزة تعبان جدا.. ماعرفش حد في القاهرة محتاج حد معايا يجيب لي أكل يسأل عني ماليش حد ومش عارف أيه اللي بي.. ماتسيبونيش.. لا أعلم لماذا تعاطفت معه جدا منذ أن سمعت كلامه.. أبلغته أنني سأتولي الأمر وأعاود الاتصال به وقبل أن أغيب عنه نصف ساعة عاد ليطلبني مرة أخري قائلا: ممكن اللي هايجيني يجيب لي أي لقمة اكلها لأني ماكلتش من إمبارح طبعا طبعا كان اجابتي.. ثم عاد ليطلبني مرة ثالثة قائلا: محتاج جلابية وغيار مش عايز أتفضح عارف أني تقلت عليكم..
كدت ابكي كلما سمعت مطالبه البسيطة الخجولة التي عرضها واثقا أننا سنستجيب.. لا أعلم أيضا لماذا شعرت منذ الوهلة الأولي أنه طيب جدا.. وبدأ باب افتح قلبك إلي مستشفي صيدناوي للتأمين حيث يرقد.. عدنا مضطربين مما رأيناه.. فالقرح قد أدت إلي انتفاخ كافة شرايينه وأوردته وأوعيته.. جسم منتفخ للغاية.. اقدام متقرحة.. شاب ملقي بالعناية المركزة بإحدي مستشفيات التأمين الصحي.. لا يملك حتي ملابس ليستبدلها.. إذ جاء غير عالم أنه سيصاب بتلك المفاجأة.. وهناك نقلوه من الرعاية الخاصة بالأوعية بعد أن تورم جسمه بالكامل فضغط علي قلبه وارتفع ضغطه بشكل جنوني فاضطر لنقله إلي رعاية القلب..
علي صدره وضعوا اللاصق المسكن لآلام القلب.. في يديه علقوا المحاليل إذ منعوا عنه الطعام.. لا يملك إلا تليفونه المحمول ليحدثني منه بين الحين والآخر.. لا يريد إلا أن يتابعه أحد ليتولي شراء العلاج والدفع فهو لا يملك المال ولا الأخوة ولا الأصحاب..
اتصلنا بأخيه حيث يوجد.. لكنه ينفر منه جدا ويصفه بـالمدروش.. قال لنا في حدة: أنا ماليش دعوة بيه ده تعبني أتصرفوا معاه أغلق الهاتف تماما.. لم نكن نتصل به ليرعاه ولا ليدفع عنه شيئا إذ نقوم بما تتطلبه الحالة من كافة الجوانب لكننا فقط كنا نريد أن نعلم لأهله طريقه خشية أن يحدث له مكروه فماذا سنفعل حينها..
علي أي حال اكتشفنا أن أخيه وجوده كعدمه تماما.. وأعتقد أنه حتي لو أصيب الشاب الطيب بمكروه أو توفي راحلا عن الدنيا الفهلوة لن يعني اخه أن يدفنه أو يتسلم جثمانه.. فالقسوة حينما تتمكن من الناس تنسيهم صلات الدم وذكريات العمر والواجب والأصول أيضا.. حينما تتمكن القسوة تمحو أحضان الأخوة واكتاف النخوة وتفتح فقط أحضان التخلي وتطلق العنان للنذالة.
نحن في انتظار ماذا سيجري لصاحب القلب الطيب.. خاصة إنه في مستشفي للتأمين الصحي فلا تمريض جيد ولا كلمة طيبة وملائكة الرحمة هناك هم سماسرة الرحمة.. كله بالفلوس بدء من تغيير فرش الأسرة وانتهاء بتعليق المحاليل.. وحتي في ذهاب المرضي إلي الرقاد الأخير يسعون للاتجار.
إيد الحب
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
500 جنيه طالبة صلوات القديسين بأسيوط
3000 جنيه من فيض نعمتك يارب
2000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه من يدك وأعطيناك وطالبين شفاعة البابا كيرلس وتماف إيريني
15000 جنيه أولاد العذراء بواشنطن
2000 جنيه لمعي حكيم شنودة
1000 جنيه طالبين شفاعة أبونا فلتاؤس السرياني
400 جنيه العريش
500 جنيه طالبين صلاة أمنا إيريني
400 جنيه علي روح المرحوم وليم سمعان
200 جنيه كيرلس ومونيكا أيمن
200 جنيه علي روح المرحوم إميليا فهيم بسوهاج
200 جنيه من يدك وأعطيناك
8000 جنيه المعطي مسرور بأسيوط
250 دولارا أمريكيا د.سمير تادرس بأمريكا
امتدت أيادي الحب بالمبالغ التالية:
500 جنيه طالبة صلوات القديسين بأسيوط
3000 جنيه من فيض نعمتك يارب
2000 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
200 جنيه من يدك وأعطيناك
1000 جنيه من يدك وأعطيناك وطالبين شفاعة البابا كيرلس وتماف إيريني
15000 جنيه أولاد العذراء بواشنطن
2000 جنيه لمعي حكيم شنودة
1000 جنيه طالبين شفاعة أبونا فلتاؤس السرياني
400 جنيه العريش
500 جنيه طالبين صلاة أمنا إيريني
400 جنيه علي روح المرحوم وليم سمعان
200 جنيه كيرلس ومونيكا أيمن
200 جنيه علي روح المرحوم إميليا فهيم بسوهاج
200 جنيه من يدك وأعطيناك
8000 جنيه المعطي مسرور بأسيوط
250 دولارا أمريكيا د.سمير تادرس بأمريكا