برعاية الانبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وتوابعها احتفلت كنيسة ماريوحنا ببنها بالذكرى ال12 لنياحة راعيها ومؤسسها القمص بيشوى فؤاد، وذلك بإقامة صلاة عشية تضمنت كلمة للقس يوحنا وهيب راعى الكنيسة عنوانها “كيف يكون الخادم صاحب رسالة؟” وتطبيق ذلك على حياة وخدمة القمص بيشوى فؤاد وكذا تضمنت عرض لقداس الهى نادر لهذا الراعى الأمين. وفى اليوم التالى أقيم القداس الإلهى لروحه الطاهرة وسط حضور كثيف من أبنائه وتلاميذه من الكهنة والخدام الذين تتلمذوا على يديه
يذكر أن هذا الراعى البار ولد فى القاهرة يوم 20 / 6 /1935 باسم طلعت فؤاد وحصل على ليسانس الاداب قسم اللغة الانجليزية من جامعة القاهرة عام 1965 ثم عمل بالتدريس وكان من أشهر مدرسى اللغة الإنجليزية وفى عام 1970 بدأ التفكير فى شراء قطعة أرض لاقامة كنيسة تخدم منطقة بنها الجديدة فوقع الاختيار على قطعة أرض كانت قد بنيت على أنها مصنع للبلاط وكان السقف من خشب الاسبستوس المعلق على عروق خشب وقد قام فريق عمل متكامل لتجهيز المكان فى مقدمته طلعت فؤاد مدرس اللغة الانجليزية “القمص بيشوى فيما بعد” وشقيقه المهندس جمال فؤاد “القمص كيرلس ببورسعيد فيما بعد” وادوارد صادق “القس شنودة صادق بطنطا فيما بعد” وبعد انتهاء العمل أقام المتنيح الانبا مكسيموس المطران أول قداس بها ثم تمت رسامة طلعت فؤاد كاهنا عليها باسم “القس بيشوى”فى 10 /9 /1971 وخدم الكاهن الجديد فى تلك الكنيسة التى كانت مياه الامطار تدخلها فى الشتاء بسبب السقف الصاج ولم يتذمر حتى تم بناؤها وفى عام 1994 تمت ترقيته قمصا بيد الانبا مكسيموس أسقف بنها وقويسنا وتحولت الكنيسة على يديه الى ملجأ للكثيرين ومن الاشياء التى كان رائدا فيها تـأسيس أول حضانة فى كنائس بنها واهتمامه بالأطفال اهتماما بالغا لانه كان يرى فيهم مستقبل الكنيسىة واهتمامه بالفقراء وعدم بخله عليهم وكان بابه مفتوحا لكل محتاج فى بنها وكذلك اهتم بزواج البنات الفقيرات والبيوت المستورة التى لايعرفها سواه ..أيضا لم ينسى للحظة افتقاد الأرامل والأيتام وكان يقضى يوم العيد فى زيارتهم على اعتبار أن هذه هى الديانة الطاهرة التى تحدث عنها يعقوب الرسول “يع 3: 27” وكذا اهتم بالشباب وباعداد الخدام وخدمة السجون وزيارة المساجين بشكل منتظم
وبعد خدمة مباركة لمدة 31 عاما تنيح بسلام فى 17 / 10/ 2002 وقد رثاه الناشط الحقوقى والكاتب الصحفى مجدى خليل بجريدة “وطنى” فى مقال مطول حمل عنوان “نياحة كاهن أمين القمص بيشوى فؤاد راعى كنيسة ماريوحنا ببنها “تعرض فيه لظروف بناء الكنيسة ومعاصرة راعيها لتلك الظروف العصيبة واكتوائه بنيران بعض الحاقدين لايقاف البناء وتذرعه بالصبر والايمان والصلاة وهى ذات الصفات التى لازمته طوال خدمته المثمرة والتى نلمس ثمارها يوميا فى الكنيسة التى أسسها وتلاميذه من الكهنة والخدام الذين ارتوا من نبع محبته وأبوته ومن المواقف التى تروى عنه هذين الموقفين :
أبونا بيشوى ساعدنى فى زواج بناتى
قال لنا القس أثناسيوس ابراهيم راعى كنيسة ماريوحنا ببنها أنه خلال فترة خطوبته عام “2009” كان يبحث عن شقة وعندما ذهب لصاحب احدى العمارات وعرف أنه مسيحى قال لى “أنا أحبكم جدا لما رأيته منكم “وعندما استفسرت منه قال لى “أولا أحب أبونا الكبير فى شارع المحطة “(يقصد مثلث الرحمات القديس الانبا مكسيموس المطران ومبنى المطرانية ) لانه كان يجعلنى أسترزق فى المناسبات من عمل الشاى والقهوة وأضاف بلغته البسيطة “وأيضا أحب أبونا اللى فى كنيسة النجدة “(يقصد القمص بيشوى فؤاد وكنيسة ماريوحنا الموجودة بتلك المنطقة) لانه لما عرف حالتى وقتها كان يعطينى كل شهر 100 جنيه حتى تمكنت من تزويج بناتى
على فين يا أبونا؟ ..على السجن
أما ألفونس داود أمين عام الخدمة بالكنيسة فيقول أنه فى أوائل السبعينات وكان مدرسا شهيرا لمادة الرياضيات وكان يذهب لاعطاء دروس لابناء مأمور سجن بنها وكان المأمور مقيما فى شقة يتم الدخول اليها من باب السجن العمومى وبالطبع كنت أدخل بتصريح ممهور بتوقيع المأمور وعند خروجى فى احدى المرات عقب انتهاء الدرس وعلى بوابة السجن فوجئت بأبونا بيشوى وكان مرسوم حديثا داخل من البوابة بسرعة فقلت له :”على فين يا أبونا؟..ليرد بكلمة واحدة : داخل السجن..” وعلمت بعدها أنه مع بداية خدمته بالكنيسة قابل المأمور ورتب معه مواعيد دورية لافتقاد المساجين وكان يداوم على زيارتهم وتناولهم من الاسرار المقدسة على مدار العام وليس فى الاعياد فقط ..وكان أكثر كهنة بنها على الاطلاق اهتماما بهذه الخدمة