· حمدي الكنيسي : ” يوميات مراسل حربي ” و ” صوت المعركة ” أجمل ذكرياتي علي الجبهة
· علي بلال : اهداني الجنود ” شطرنج ” حصلوا عليها من حصن العدو ومازلت احتفظ بها حتي إلان
· جمال بخيت : درست العروض لأكتب قصيدة للنصر وأصبحت شاعر محترف بفضل أكتوبر 73
· أحمد عبد الحليم : ” الرصاصة لا تزال في جيبي ” تم تصويره علي أطلال الحرب وشاركت فيه دبابات المعركة
· يوسف القعيد : قررت العودة ” للمصور” بعد بيان الجيش الاول وكان “صائد الدبابات” أبرز ما حفر بداخلي
كتبت – ايمان صديق
ما بين ذكريات عزة وشرف وفرحة النصر وأخري أليمة لفقد شهدائنا البواسل تترك حرب اكتوبر المجيدة أثرها الحميد بنفوس كل من عاشها ، فعندما يقص ويحكي قادات الجيش المصري ذكرياتهم مع الحرب فيرسمون بكلماتهم تصور لجلل هذه اللحظة فيرتعد الجسد وتزرف الدموع
قال حمدي الكنيس الإذاعي الكبير عن ذكرياته في حرب اكتوبر : لحظة إندلاع شرارة حرب اكتوبر كنت في إتحاد الإذاعة والتليفزيون وعلي الفور إتجهت لرئيس الإذاعة آنذاك وكان الإذاعي المخضرم محمد محمود شعبان “بابا شارو ” رحمه الله وطلبت منه أن أذهب إلي الجبهة كمراسل حربي للإذاعة فأبدي دهشته لطلبي ، وبالفعل تحركت للجبهة في اليوم التالي من إندلاع الحرب وبدأ خط سيري بسيارة الإذاعة التي أوصلتني إلي الإسماعيلية ثم إلتقيت أنا وعدد من المراسلين بضابط من الشئون المعنوية وكانت إسرائيل تلقي القنابل علي خط القناة محاولة تعطيل تدافع القوات وعبورهم للضفة الشرقية فطلب منا الضابط عدم الذهاب للجبهة في هذا الوقت لما في ذلك من خطورة بالغة وتعرض حياتنا للخطر إلا أنني وأحد مراسلي الصحف رفضنا البقاء في الإسماعيلية فأخذنا قارب مطاط وتحرك معنا جندي ونزلنا القناة فكنا معرضين للضرب من قنابل المدفعية الإسرائلية التي كانت تقذف في المياه حولنا في كل لحظة خلال عملية الوصول للجبهة ، وعندما إقتربنا من الشاطئ الشرقي للقناة فجأنا بأحد جنود الصاعقة ينبهنا أننا أمام حقل ألغام فعدنا للخلف قليلا وغيرنا خط سيرنا لتفادي هذا الحقل
وذهبت بعدها لنقطة تسمي “القنطرة شرق” بعد أن كانت القوات طهرتها تماما من العدو وإجريت عدة لقاءات مع الجنود اللذين قالوا لي كيف حاصروا الجنود الإسرائلين داخل هذه النقطة العسكرية حتي إستسلموا وسيطرت عليها قواتنا المسلحة فكتب أحد الجنود بالجير علي الجدران “إنتصرنا في الشوط الأول 3- صفر “، فكانت خفة دم الجنود المصريين حتي أثناء العبور ثمة أساسية لهم ، وأجريت العديد من اللقاءات التي لن أنساها مثل لقائي مع صائد الدبابات عبد العاطي ومحمد المصري
إستمريت علي الجبهة منذ اليوم التالي للعبور وحتي وقف إطلاق النار فكنت أذهب للجبهة كل يوم الفجر وأعود إلي الإذاعة ليلا اقوم بعمل المونتاج للقاءاتي هناك واسجل برنامجيي ” صوت العركة ” و “يوميات مراسل حربي “
إحتفظت بعدة تذكرات من الجبهة كان أطرفها جزء من بدلة لطيار حربي امريكي ويحمل الجنسية الإسرائلية بعد أن أسقطته قواتنا وطائرته ” الفانتو” فكان يرتدي بدلة معدة بأجهزة ترسل إشعاعات معينة لمراكز عمليات العدو يعلموا من خلالها أين سقطت الطائرة وترصد تحركات قائدها في حالة بقائه علي قيد الحياه فوقع اسيرا وتمزقت البدلة وكان لي نصيبا في جزء منها أعطيته ذكري لبابا شارو ، وكذلك بطاقة ضابط اسرائلي تم أسره مازلت احتفظ بها حتي إلان
قال اللواء محمد علي بلال عن ذكرياته في حرب اكتوبر : كنت رئيس شعبة عمليات تشكيل بالجيش الثالث ويوم 5 اكتوبر الساعة 9 مساءا تجمعنا بمركز قيادة الجيش وتم ابلاغنا بالعملية بعد ما حلفنا علي المصحف بسرية العملية وتنفيذ العملية طبقا للتخطيط المتفق عليه سابقا وبناءا عليه عدت للمعسكر وبدأت احول التوقيتات بساعة “س” وهي لحظة بدأ العملية وبدأ التوقيت في العد التنازلي مع تحرك القوات حتي توقيت إقتحام القناة ومن هنا بدأت أغير التوقيتات للساعة الحقيقية وفي اليوم التالي 6 اكتوبر الساعة 9صباحا تجمع اللواءات وبدأت أعطيهم التوقيتات الحقيقية التي سينفزون عليها عملياتهم وبالفعل بدأت تحركات القوات والقوارب من الخلف للأمام إلي أن دقت الساعة 2 ظهرا فرأينا قواتنا الجوية تعبر من فوقنا للضفة الشرقية للقناة في مشهد لم تنساه عيناي وتحركت معه كل جوارحي وسالت الدموع من الجميع جنودا وضباطا وقيادات لدرجة أن الجنود زغردة علي الجبهة وبالفعل نجحت الضربة الجوية ب220 طائرة قتالية في أداء مهمتها ثم بدأت المدفعية تضرب ثم عملية إقتحام القناة وإنشاء الكباري
ومن المواقف التي لن أنساها عند نقطة “رأس مسلة ” يوم 8 اكتوبرعادة القوات من عملية الإستطلاع بالعربية الجيب محملة بتفاح وبن ومراتب وشطرانج وأخطرتنا القوات أنهم وجدوا هذه النقطة خالية من الجنود الإسرائلين بعد أن فروا هاربيا بعد عبور القناة وكان الشطرنج من نصيبي أهدتني إياه الجنود لأنهم كانو يعلمون أنني أحب الشطرنج ومازلت محتفظ به حتي إلان والبن كان من نصيب اللواء صلاح زكي رحمه الله
قال الشاعر جمال بخيت : كنت وقتها طالب عنده 19سنة ولحظة إذاعة البيان الأول للقوات المسلحة كنت في البيت وكانت فرحة عارمة عمت أجواء مصر كلها ، وبدأت اسمع الإذاعات الاجنبية لمدة يومين 6 و7 اكتوبر إلي أن تأكدت من عبور قواتنا المسلحة للقناة والذي إعترف به العالم كله من خلال محطاته الإخبارية وتأثرت بالحرب وكتبتلها
الشمس شافت جهادنا طلعت ع الألف مدنا وقالت الله اكبر
والبدر طلع علينا لاقانا جوه في سينا هتف معانا وكبر
وقدمتها لفؤاد حداد رئيس مجلة “صباح الخير” آنذاك ونصحني أن ادرس العروض والأوزان لضبط القصيدة وبالفعل درست وعدلتها وعرضتها عليه مرة أخري أعجب بها ونشرها في المجلة وكانت البداية الحقيقية للشاعر جمال بخيت وليس الهاوي فكان لحرب اكتوبر الفضل في تحفيزي للدراسة وبعث الأمل بداخلي لكتابة الشعر والأهتمام بمستقبلي الدراسي والعملي فغيرت خط سير دراستي من معهد فنيين تجاريين إلي الثانوية العامة وبعدها كلية الإعلام في حين أن قبل الحرب كنت غير متحمس لأي شيئ
قال اللواء أحمد عبد الحليم الخبير العسكري الإستراتيجي : كنت رئيس عمليات اللواء 15 مدرع مستقل الذي كان إحتياطي الجيش الثاني الميداني فكانت مهامنا مع كل الفرق في الجبهة الفرق 16 والثانية و18 وعبرت مع الفرقة 18
فمن اللقاءات التي لن أنساها لقاءنا مع السادات إثناء فترة التجهيزات للحرب مايو 1973 في وصلت الملاك الكيلو 76 طريق مصر إسماعيلية والذي قال لنا فيه أننا لازم نحارب لأن أمريكا تسعي لتهدئة الأوضاع في المنطقة وهذا معناه بقاء الكيان الصهيوني في المنطقة فلن انسي كلمته المشهورة لنا ” ياولادي أنا عايزكو تعبرو وتقاتلوا القوات الموجودة في الشرق والباقي أنا هخلصوا بالسياسة ” ، فمن ابطال اكتوبر المحفورين بداخلي الملازم محمد بدير شقيق السيد بدير وكان مسئول عن سارية دفاع جوي مدافع عن قيادة اللواء 15ففي إحدي الغارات الشديدة ظل يضرب في العدو من إحدي المدافه ومن شدة إلقاء قذائف النابلم عليه وجدناه “سايح” في نفس مكان خدمته علي المدفع فلم يفر أو يهرب فكان بطل شهيد
ومن الأمور الطريفة لحرب اكتوبر هو مجيئ مجموعة من الفنانين بعد وقف إطلاق النار بفترة اهمهم رمسيس نجيب ومحمود ياسين ابطال فيلم “الرصاصة لا تزال في جيبي ” وقاموا بتصوير الفيلم في منطقة القنطرة ، والدبابات الموجودة في الفيلم دبابات الجيش التي شاركت في عملية الإقتحام وإستخدموا أطلال الحرب والدشم المحطمة لخط بارليف في التصوير فضلا عن تسجيل اجزاء اثناء العملية نفسها ، وسعدنا بهم وعاوناهم في تصوير الفيلم
قال الأديب والرؤائي يوسف القاعيد : كنت مجند في القوات المسلحة في سلاح الخدمات الطبية في مستشفي غمرة العسكري وكانت المستشفي بها مكتبة زاخرة بالكتب سواي التي كانت تطبعها القوات المسلحة أو التي كانت تهديها لها دور النشر فكنت زائر مستديم لهذه المكتبة ومن هنا بدأت شخصيتي الأدبية تتبلور فقرأت إستراتيجيات الحروب ومذكرات قيادات الجيوش في العالم وتجسدت تجربتي مع الحرب في روايتي “بر مصر” والتي تحولت لفيلم “المواطن مصري “
ويوم الحرب 6 اكتوبر كنت اجازة منذ الخميس4 اكتوبر وذهبت لعملي بمجلة المصور وأتذكر لحظة إذاعة البيان الأول للقوات المسلحة كنت أقف في ميدان التحرير انتظر مواصلات في طريق عودتي للمنزل وسمعت أنباء إندلاع الحرب فقررت العودة للمجلة وكتبت موضوع صحفي عن حرب اكتوبر جمعت فيه من الأرشيف كل ما قاله القادة العسكريون عن الجيش المصري ومنها مقولة نابليون بونابرت ” لو كان لدي مثل هذا الجيش المصري لغزوت به العالم ” وكذلك كل ما قيل حول طبيعة المقاتل المصري
وكان ابرز ما ترك أثر بداخلي خلال فترة الحرب مظهر التلاحم والتوحد في المجتمع المصري لدرجة إنه لم تحدث أي جريمة خلال فترة الحرب لدرجة أن اقسام الشرطة لم تحرر محضر واحد خلال فترة الحرب وكأن المجرمين والنشالين وغيرهم إمتنعو عن الجريمة خلال هذه الفترة
وكذلك كان ابرز ما تأثرت به الجندي عبد العاطي صائد الدبابات وما سمعته عنه بطولاته وهذا ما دفعني لعمل ملف صحفي بمجلة الهلال عام 1974عن جنود النصر الحاصلين علي نجمة سيناء وكان أهمهم عبد العاطي الذي دمر 26 دبابة للعدو