على هامش لقاء صاحبي القداسة كيراكين الثاني البطريرك الأعلى وكاثوليكوس عموم الأرمن ، ومار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، اصدر صاحبى القداسة بياناً مشترك حصل موقع “وطنى” على نصه و الذى جاء فيه الاتى:
نحن، كيراكين الثاني، البطريرك الأعلى وكاثوليكوس عموم الأرمن، ومار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر الشرق والرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، نرفع الحمد للثالوث الأقدس: الآب والإبن والروح القدس الذي جمعنا في المركز الروحي لعموم الأرمن، الكرسي الأمّ في إتشميازين، من خلال الدعوة الأخوية لكاثوليكوس عموم الأرمن لنؤكّد على وحدة إيماننا ورغبتنا بزيادة التعاون بين الكنستين الشقيقتين.
أضاف البيان: إنّ الكنيستين الشقيقتين الرسوليتين الأرمنية والسريانية الأرثوذكسية تتشاركان بعقيدة المسيح والتقليد الرسولي، والتراث الآبائي وقديسين مشتركين، ومعترفين وشهداء. يسرّنا أنّ العلاقات التاريخية بين الكنيستين تتوطد اليوم أيضاً أكثر فأكثر. وفي هذا العالم المتقلّب، تتعرّض كنيستَيْنا لتحدّيات جديدة في الحياة الرعويّة. نضع أهمّية كبرى على تطوير علاقاتنا الثنائية في مجالات التعليم الروحي واللاهوتي، والحياة الرعوية وازدهار الرهبنة. إننا نشجّع ممثلي كنائسنا على متابعة التعاون على مستوى الأبرشيّات.
إنّ الوضع في الشرق الأوسط يقلقنا: فبلاد المشرق، التي هي مهد الديانات التوحيدية وحيث عاش ممثّلو الديانات المختلفة وعملوا جنبًا إلى جنب لقرون عديدة، تتعرّض لأزمات كبرى. إنّنا ندين بشدّة كلّ المجموعات الإرهابيّة وأتباع الفكر الديني المتطرّف؛ كذلك، ندين جميع أعمال العنف التي تمارس بحقّ المسيحيين والمسلمين والإيزيديين والأقلّيات الآخرى. كلّنا أمل بأنّ الحرب ضد الإرهاب في العراق وسوريا ستنجح في إحلال السلام في المنطقة، بحيث أنّ الذين أُجبروا على التهجير والنفي سيعدون إلى منازلهم.
كذلك، نعبّر عن قلقنا لاستمرار الحرب في سوريا. فندعو المجتمع الدولي من جديد إلى احترام إرادة الشعب السوري بإيجاد حلّ سلميّ لمشاكلهم وانقساماتهم السياسية. نحثّ ونصلّي للإفراج الفوريّ للمطرانين المخطوفين مار غريغوريوس يوحنا إبراهيم وبولس يازجي. نحن متفائلون بأنّ المجتمع الدولي سيواصل تقديم المساعدات الإنسانية في المنطقة، سواء كانت مالية، طبية أو سواها لخير ومساعدة الإنسان وإزالة جميع العقبات التي تقف في وجه المساعدات الإنسانية.
و قال صاحبى القداسة بالبيان المشترك انه قد مرّ مئة عام على بداية الحرب العالميّة الأولى التي تسبّبت بالكثير من الدمار والبؤس. تتذكّر دول وحكومات العالم الشرّ الذي سبّبه البشر وتسترجع الأحداث التي أسفرت عن خسائر لا تعوّض. جلبت الحرب عواقب مؤلمة للأرمن الذين خسروا أكثر من مليون ونصف المليون من شعبهم وقسم كبير من أرضهم، والسريان الذين خسروا أكثر من خمس مئة ألف من شعبهم. نرفع الصلاة من أجل الشهداء الأرمن والسريان ولكلّ ضحايا الحرب العالمية الأولى. كما ندعو العالم المسيحي برمّته للإتّحاد في الصلاة في إحتفالات الذكرى المئوية للمجازر الأرمنية والسريانية “سيفو” في عام 2015. وندعو العالم المتحضّر للاعتراف وإدانة الجرائم التي ارتُكِبَتْ بحقّ الشعبَيْن الأرمني والسرياني والجماعات المسيحية الأخرى.
أختتم البيان ب: نشكر الله من أجل التعاون القائم بين الكنائس الأرثوذكسية الشرقيّة التي تتشارك الإيمان. يسرّنا أنّ عائلة كنائسنا تشارك في الحركة المسكونية والحوار مع الكنائس والجماعات المسيحية الأخرى. في ظلّ هذا الواقع التاريخي الجديد، يجب على الحوارات اللاهوتية أن تساهم في الشهادة المشتركة لكنيسة المسيح في هذا العالم المتقلّب. كذلك، إنّنا مسرورون بأنّ العلاقات الثنائية والمتعددة الأطراف في تقدّم دائم مع ممثّلي الديانات الأخرى ومنظّمات العلاقات ما بين الأديان، من أجل إحلال السلام في العالم والازدهار للبشرية.
نصلّي ونتضرّع إلى الله من أجل بنيان الكنائس، ومن أجل إحلال السلام على الأرض وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، طالبين من الرب أن يحقّق السلام والسعادة لشعب سوريا.