ترأس قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني بطريرك السريان الارثوذكس ببلدة صدد الاحتفال بالقدّاس الإلهي بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لمجزرة صدد، رافق قداسته في هذه الزيارة صاحب النيافة المطران مار ديونيسيوس جان قوّاق، المعاون البطريركي. و كان في استقبال قداسته عند مدخل البلدة صاحب النيافة مار سلوانس بطرس النعمة، مطران حمص وحماة وتوابعهما.
ثمّ سار قداسته إلى الكنيسة في موكب تتقدّمه الفرقة الموسيقية الكشفية حيث وضع إكليلاً من الزهور أمام صور شهداء صدد.
ثم قام قداسة البطريرك أفرام الثاني بخدمة القدّاس الإلهي وخلال موعظته، نقل قداسته لأهل الشهداء في صدد مشاعر كلّ السريان في كلّ مكان الذين يتضامنون معهم ويتألّمون لآلامهم ومعاناتهم. وقال: “لا ننسى التضحية الكبرى التي قدّمها هؤلاء الشهداء الأبطال التسعة والسبعون فبذلوا حياتهم من أجل الدفاع عن إيمانهم ومجتمعهم وأرضهم ووطنهم لذا نصلّي من أجلهم اليوم مستذكرين بطولتهم الإيمانية والوطنية”.
وتابع: “كان على هذه البلدة العزيزة صدد أن تدفع غالياً ثمن ثباتها وإخلاص أبنائها للمسيح أوّلا وللوطن الغالي سوريا خاصّة”. وأشار إلى أنّ الكنيسة تصلّي من أجل صدد ومن أجل سوريا كافة مضيفاً أنّ “شمس الحرية والأمن والسلام تنير قلوب أبناء الوطن المخلصين”.
تحدّث البطريرك أفرام الثاني أيضاً عن أنّ الأزمة تتفاقم عندما نسمح بوجود أمور غريبة عن الحضارة السورية تتغلغل فتتلاعب بذهنية وفكر الإنسان السوري فيبتعد عن أخيه وجاره وشريكه في الوطن مؤكّداً أنّ هذا ما يترك “جرحاً عميقاً في قلوب المواطنين، لن يلتئم إلا بإيمان كبير بالله، وإخلاص للوطن ومحبّة للإنسان، كلّ إنسان”.
واستعاد البطريرك أفرام الثاني الذكرى الأليمة لمجازر السريان “سيفو” التي كانت منذ قرابة المئة عام وذهب ضحيتها نص مليون شهيد سرياني عدا الأرمن واليونان الذين قُتلوا بلا ذنب وذُبحوا بسبب إيمانهم بالمسيح. وقال: “هذه الكوكبة الصددية من الشهداء تنضمّ إليهم وذلك إنّما يؤكّد تعلّقنا بالإيمان بالمسيح يسوع، وتمسّكنا بأرضنا ووطننا”.
من جهة أخرى، حيّا شهداء الجيش العربي السوري والدفاع الوطني والحزب القومي الذين يتوحّدون حول سوريا ويدافعون عنها بدمائهم “التي امتزجت بدماء شهداء صدد ممّا يدلّ على محبّتهم الكبرى للوطن حتّى ضحّوا بحياتهم في سبيل الدفاع عنه”. وأكّد “أنّنا لا نقبل المساس بكرامة أيّ مواطن سوري، مسلماً كان أم مسيحيّاً” مشجّعاً الشباب على التمسّك بأرضهم ورفض الهجرة التي تذلّ الإنسان، بل البقاء في الوطن من شأنه الحفاظ على كرامتنا وعزّتنا.
وفي نهاية القدّاس، قدّم قداسته التعزية لذوي الشهداء.