– لا يوجد مسيحي واحد في الموصل الآن
– الحل فى يد الشعب العراقي
– الكنيسة فى العراق تجهز “كرافانات” للنازحين قبل الشتاء
– داعش نتاج نقاط ضعف مر بها العراق
– نحن جزء من مجلس كنائس مصر
– أطالب بعقد مؤتمر إسلامي مسيحي
أكد الخور أسقف فيليب نجم المدبر البطريركى لإيبارشية القاهرة على الكلدان بازيليك العذراء سيدة فاتيما ،أن حل قضية العراق فى يد الشعب العراقى ،مشيرا إلى أن إيبارشيات الموصل جميعها قد أغلقت بالكامل.
وأوضح الخور أسقف فى هذا الحوار أن تنظيم داعش بالعراق كان نتاج نقاط ضعف مرت بها البلاد مطالبا المجتمع الدولى بوضع الإنسان بعين الإعتبار،،آراء وإجابات للأسقف فيليب نجم على تساؤلات وجهت له من “وطنى نت”فى هذا الحوار
**ما هو وضع الكلدان فى مجلس كنائس مصر؟
نحن أعضاء فى مجلس كنائس مصر منضمين جميعا تحت مظلة الكنيسة الكاثوليكية تحت رعاية الأنبا إبراهيم إسحق وهو رئيس مجلس بطاركة الكاثوليك فى مصر ، فكل طوائفنا أعضاء فى مجلس كنائس مصر ولنا ممثل فى المجلس، والدليل على ذلك أنه عندما حدث ماحدث فى العراق وتهجير مسيحييها فأول من تحرك مجلس كنائس مصر وتحت طلب من قداسة البابا تواضروس الثانى والذى أصر أن يكون هناك مبادرة للحديث والحوار للتحرك بشأن مايحدث.
** البابا تواضروس طالب بالصلاة من أجل المتألمين فى الشرق الأوسط وخاصة العراق كيف أوصلتم هذا إلى مسيحيى الموصل وكيف استقبلوه؟
*أوصلت الشعور الطيب من البابا تواضروس إلى البطريرك ما لويس روفائيل الأول ساكو، والذى شكر البابا على هذا الشعور النبيل، وشكرت البابا حينما تقابلت معه على المجهودات التى عملها من أجل مسيحيى الموصل فأبلغ كل الأساقفة خارج مصر أن يصل صوتهم إلى المسئولين فى بلادهم، وكان له دور فى التحرك الدولى ، ووصلنا أيضا إلى العراق فى الوفد الذى ذهبنا لهم وأبدوا سعادتهم بمؤازرة البابا لهم.
** طالبت فى لقاءك برئيس الجمهورية عقد مؤتمر مسيحى إسلامى فى مصر، لماذا ؟ وهل سيمكن تحقيقه؟
*الحقيقة كان طلبى عقد مؤتمر على صعيد إسلامى مسيحى عالمى ويكون مقره مصر ، لأن بها مقومات عديدة منها التغيير الأخير الذى شهدته والإرادة الشعبية القوية فى البلاد، والتى غيرت النظام السابق واختارت الرئيس الناجح الذى يستطيع قيادة البلاد، كما أن هناك مؤسسة الأزهر القوية بدورها المعتدل والمؤثر والأزهر له تاريخه المشرف وكذلك الكنيسة الأرثوذكسية، والتى تعتبر أقوى كنيسة فى الشرق الأوسط الآن، بالإضافة إلى الجامعة العربية، وبما أن مصر أعطت مثال أن الشعوب تستطيع أن تحدد مصيرها إذن فهى مناخ مناسب أن يقام فيها مثل هذا المؤتمر وكل الديانات التى قامت عليها تشترك فى قيم واحدة مثل المحبة والتسامح وأى تعطيل فى انعقاد مثل هذا المؤتمر يرجع على المسئولية على الشعب والكنيسة والأزهر والسياسيين ويجب أن يكون المؤتمر أقوى من أسلحة داعش وأكبر من التنظيمات الإرهابية .
**وكيف تصل توصيات أو نتائج هذا المؤتمر إلى البسطاء ؟
هذا المؤتمر لابد وأن يطالب بتدريس وجهات النظر التى تقرب الأديان بعضها لبعض ،و كيف نتحاور ونعيش سويا ونصل للآخر وكل رجل دين لابد يوضح عقيدته ، توضح معتقده الصحيح ، ومن خلال ذكر السيد المسيح فى القرآن ويطبق ذلك فى العظات الدينية و تجمع الأفكار والقيم المشتركة فى كتيب تربوى يوزع على الطلاب فى المدراس ، حتى يكون هناك جيل جديد يربى على إحترام وقبول الآخر وعلى المحبة والطمأنينة ولا تدخل المعتقدات الدينية فى عملنا ،فنحن البلد الأضعف فى التعليم ولذلك نحتاج إلى الدروس الخصوصية، خلونا نربى ولادنا بعقلية أخرى ، لماذا نضيع الوقت ،ولدينا مؤسسات قوية فهذا يشجعنى لهذا المؤتمر ،ولن أتنازل عن المطالبة بعقد هذا المؤتمر ، أن نوجه شبابنا ونخلق مجتمع جديد ،وسأطالب فى كل مناسبة.
**ما مدى إنتشار كنائس الكلدان فى العراق وخارجها وما الحال الذى وصلت له كنائس العراق الآن؟
توجد عدة طوائف أكبرها الكلدانية الكاثوليكية والمقر البطريركى فى العراق ،ولنا كنائس فى أمريكا ،كندا أوروبا وفى الشرق الأوسط الأردن ،مصر العراق ،لبنان وإيران
أما فى العراق فتوجد عشرات الكنائس من مختلف الطوائف منها السريان الكاثوليك ،الروم ،السريان ،الآشورية ،الأرمن ،والإنجيلية ففى بغداد وحدها أكثر من 40 كنيسة وكل الكنائس كلها تقريبا تضررت من تنظيم داعش وليس داعش فقط بل ومن كل التطرف بشكل عام واختطفت كهنة ومطارنة.
فأغلقت كل إيبارشيات الموصل وأصبحت فضاء واسع، والمطارنة مهجرين مع النازحين ولم يتبق ولا واحد مسيحى فى الموصل الآن، المؤمنين وهم فى المناطق الشمالية وأغلقت بالكامل والكل عايش فى الكنائس فى الحدائق ،الشوارع وغيرها
**فى تصريح سابق أشرت إلى أن مسيحيى الموصل سيعانون فى العراء مع إقتراب فصل الشتاء ،ألا توجد خطوات إيجابية تجاههم الآن؟
الكنيسة ستقوم بعمل “كرافانات” وهى بيوت متنقلة لحمايتهم من برد الشتاء والأمطار فتعتبر المنطقة النازحين إليها منطقة ثلج ، ولكن ليس هذا كافيا الطبع لأناس تهجروا من بيوتهم تاركين كل مايملكونه ليحافظوا على إيمانهم
**هل أنت متفائل أو تتوقع حل الأزمة؟
*بصراحة لا يوجد أى أمل ، وبالعكس متشائم لأن الشعب العراقى عانى وقاسى من ويلات الحروب والتردى الإقتصادى وكل ذلك كان ضد الشعب العراقى الذى لم يعد يستطيع مواجهة المجتمع الدولى فالناس مهجرين فى بلادهم وتنظر للمستقبل بصورة سودوية لا الحكومة تفعل شىء والكنيسة عليها أن تؤكلهم وتجلسهم فى خيمة لأن الكنيسة ليست دولة والدولة ضعيفة.
**ماذا عن قافلة الإغاثة التى توجهت من مصر لمساعدة النازحين وأكثر المواقف التى تأثرتم بها ؟
فى البداية الوفد المصرى المشارك راح على حسابه الخاص من غير إستغلال ولاجنيه واحد من التبرعات وكانت كلها لصالح النازحين وقدمنا الخدمة باسم الشعب المصرى.
كما أن قافلة الإغاثة كان لها صدى كبير فى نفوس الناس هناك، فتجولنا على كل المخيمات ورأينا كم يحبون مصر، وكانوا بيقولولنا “هنيالكم”عندكم رئيس زى السيسى” ،كما أن بطريرك الكلدان التقى الوفد المصرى وهو الوفد الوحيد الذى إستقبله البطريرك ،الوحيد وعزمه على العشاء وتحدث معنا فرد فرد أوأبلغنا تحيات وشكر شعب العراق لمصر
أما من المواقف المؤثرة هناك ،دخلنا إحدى المخيمات لقينا 3 طوائف مختلفة”يزيدية ،مسلمة ومسيحية “يعيشون فى نفس المخيم مع بعض ويقضون يومهم وكأنهم عراق مصغر وكان هذا حال العراق فى يوم من الأيام إلى أن تدخلت اليد الأجنبية وإستغلت الدين والتطرف لتضعف البلاد وتستولى على مابه من ثروات طبيعية.
**وهل هناك قوافل إغاثة أخرى مصرية لمساعدة النازحين؟
نفكر فى القافلة القادمة ونفكر فى كيفية جمع التبرعات اللازمة فالنقل صعب وثمن تكلفته عالى.
وعلى فكرة أشكر قناة مى سات برئاسة الأنبا أرميا وأشكره على مشاركته بمحطة التليفزيون وكان يعلن عن الحساب البنكى لصالح مساعدة النازحين.
**هل ترى أن تنظيم داعش كان نتاج مراحل من الضعف مر بها العراقي وفى رأيك في ماذا تتمثل هذه النقاط ؟
*بالطبع فالعراق مر بنقاط ضعف كثيرة مثل ضعف الدولة الجيش الذى ضعف مؤخرا وإرادة شعب مهزومة وغزو العراق فكان ذلك مناخ مناسب لأن يقوم مثل تنظيم داعش .
**هل ترى أن الضربات الجوية من الغرب يمكن أن تضعف أوتحل تنظيم داعش؟
*أرى أنها لاتحل الأزمة فآخر الأخبار بإحدى الصحف يقول أن أمريكا تكسب من ضربات داعش أموالا طائلة ، فهى ليست عملية لخدمة الإنسانية وإنما لمصالح شخصية.
** تناولت الجمعية العامة للأمم المتحدة ما يحدث فى العراق هل ترى أن ردود الأفعال كافيه؟
*بالطبع ردود الأفعال لم تكن بحجم الكلام الذى قيل لأن”الكلام ببلاش مش عليه ضريبة”
*هل تتوقع أن العراق يفوق ويستعيد هيبته فى يوم ؟
الرهان على الشعب العراقى الذى يجب أن يحدد مصيره وأن يقف وقفة واحدة المسيحى ،المسلم اليزيدى،الشيعى،وكل الطوائف وأن يقف كالأسد فى وجه الإستعمار ويعيد صنع مستقبله وهيبة بلاده زى ماعملت مصر
**فى رأيك ألا توجد حركات تنبىء بتحرك شعبى فى العراق ؟
لا توجد حركات إلى الآن تنبىء بتحرك شعبى ضد الإستعمار وإن وجدت فهى ضعيفة ولا تستطيع الصمود
**وما الحلول من وجهة نظرك؟
الحل الدولى هو أن يأخذوا الإنسان بعين الإعتبار وأن يعرفوا أن له كرامة ، وأن يعرفوا خطورة تنظيم داعش بشكل عام ، لأن تنظيم داعش له منتمين فى كل بقاع الأرض .