قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال اللقاء الأسبوعي لقداسته أننا نشكر الله لانتهاء أزمة جبل الطير، وننتظر شق التحقيقات في هذا الموضوع، كما طمأن الشعب على صحة الأنبا باخوميوس مشيراً إلى أن العلاج الطبيعى يسير بنجاح ويتقدم خطوة بخطوة وأنه من الممكن خلال أسابيع قليلة أن يرجع نيافة الحبر الجليل الأنبا باخوميوس بسلام إلى مصر.
ومن جانبه هنأ البابا القوات المسلحة بالذكرى الــ 41 لنصر أكتوبر، كما هنأ المصريين بعيد الأضحى المبارك قائلاً:”الله يجعل أيامنا القادمة كلها أعياد في مصرنا الحبيبة”.
وقال قداسة البابا نشكر الله الذي أتم زيارة كندا كزيارة رئيسية وهذه هي المرة الأولى لزيارة البابا لكندا، موضحاً أن المناسبة الأساسية لزيارة كندا هو مرور 50 سنة على بداية الخدمة في كندا ورسامة أول كاهن لخدمة أمريكا الشمالية… وقد شارك في الاحتفالات وافتتاح كاتدرائية العذراء مريم ومارمرقس في تورونتو بكندا السيد رئيس الوزراء “ستيفين هاربر” وقدم البابا شكراً لكل السلطات الكندية وخاصة RCMA لمرافقتهم البابا طوال الرحلة، وأيضاً السفارة الكندية في مصر على مجهودها في الإعداد للزيارة، وأيضاً السفارة المصرية في أتاوا عاصمة كندا وتم تعيين سفير جديد الأسبوع الماضي وكانت فرصة لزيارته.
وأوضح البابا أنه قبل زيارة كندا بأسبوع قام بزيارة هولندا للمشاركة في مؤتمر الشباب القبطي في أوروبا في أمستردام، وكان يرافقه الأنبا موسى والأنبا أرسانى أسقف هولندا، وأتى الأنبا أباكير والأنبا ميخائيل، ثم زيارة سويسرا وزيارة كنيسة العذراء وكنيسة الملاك، وذهبنا في احتفال خاص إلى دير القديس موريس وهو شهيد قبطي وأهدوا قداسته جزءاً من رفاته.
من جانبه اختار البابا عنوان عظته هذا الأسبوع عن “عمل النعمة” قائلاً أنه في سنة 1964 قام المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس برسامة كاهن وأرسله ليخدم في أمريكا الشمالية، وكان لا يوجد كنيسة ولا شعب ولا هيكل للخدمة، ولكن الإيمان يصنع المعجزات، كانت رسامة أبونا مرقس مرقس هي البداية، مشيراً إلى أن هذا هو الإيمان الذي لابد أن نبدأ منه.
وأوضح قداسته صفات عمل الله “النعمة” أولها أن للنعمة قوة أعظم من الطبيعة، نتذكر عصا موسى التي كانت عصا من الخشب ولكنه أمام البحر شخص معه شعب وخلفه فرعون، والنتيجة الطبيعة معروفة ولكن يعطي الله قوته ونعمته لهذه العصا الصغيرة، فيضرب بها البحر وينشق الطريق، ويتدخل الله بعمل معجزي يسجله الكتاب المقدس في خروج الإصحاح 15، وتسجله الكنيسة في تسبحتها اليومية في الهوس الأول، فالنعمة دائماً لها عمل فوق إدراك البشر.
الله دائماً يعمل من خلال الإيمان، فقد يرى الإنسان بعين الإيمان ما لا يراه غيره، ولكن ليس الكل له هذه العين.
وأضاف قداسته أن الله لا يعطينا عندما نتكاسل، الله فقط يعطينا عندما لا نستطيع، والله في محبته ورقته يأخذ القليل الذي يمكن أن نقدمه ويجعله كثيراً ووفيراً. عمل نعمة الله يبدأ مع الشخص الذي يرى بعين الإيمان، يوجد من يعترض على كل شيء هذا الإنسان قصير البصر، الله يعطينا عندما نعمل ونجتهد، قال بولس الرسول:”أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني”.
وقال البابا أن النعمة تكره الفراغ (الوقت الفارغ والقلب الفارغ والعقل الفارغ) النعمة تحتاج أن يعمل الانسان باستمرار دون توقف. كل عمل في حياتنا مصدره الله وقوته الله وهدفه الله. كل ما في حياتنا مصدره المسيح، وكل ما يجري في حياتك بقوة المسيح والمهم أن يكون هدفك المسيح، أن يكون كل عمل من أجل المسيح شخصياً.
وتحدث البابا عن كيفية عمل النعمة قائلاً:”لا يمكن أن يقف إنسان أمام الله ويقول له أنه مستحق هذه النعمة، الفضل يعود أولاً وأخيراً إلى نعمة المسيح العاملة.. بولس الرسول يقول:”أنا ما أنا بل نعمة الله العاملة فيَّ” ويشبه نفسه بالساقط وهذه صورة من صور الاتضاع.
ولا يمكن أن يدعي إنسان أن له فضلاً في الخدمة:“وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ للهِ لاَ مِنَّا”(2 كو4 : 7).. الكنز هو النعمة والأواني الخزفية هي أشخاصنا فكل منا هو إناء خزفي يمكن أن يكسر بخبطة صغيرة.. ليكون فضل القوة لله لا منا، لا يمكن أن يدعي شخص أنه صاحب فضل في الخدمة.
كما أن النعمة تجعل الخادم منشغلاً مثل اللاعب في الملعب كل ثانية محسوبة فهو يعمل بنشاط في زمن محدد، الكل يعمل والكل في حالة حركة، أيضاً عمل النعمة يستر ضعفاتنا، فطوبى للإنسان الذي يرى ضعفاته ويطلب من الله دائماً أن يستر عليه، فلولا ستر الله ما كنا تحركنا وخدمنا.
يستطيع الله أن يكمل النقص.. أن يخرج من الجافي حلاوة.. أن يجعل خدمتك فعالة.
وأضاف البابا أن النعمة تهيء قلب الانسان:”لأَنَّ كَلِمَةَ اللهِ حَيَّةٌ وَفَعَّالَةٌ وَأَمْضَى مِنْ كُلِّ سَيْفٍ ذِي حَدَّيْنِ، وَخَارِقَةٌ إِلَى مَفْرَقِ النَّفْسِ وَالرُّوحِ وَالْمَفَاصِلِ وَالْمِخَاخِ، وَمُمَيِّزَةٌ أَفْكَارَ الْقَلْبِ وَنِيَّاتِهِ”. كلمة الله لا تعود فارغة أبداً، فكلمة الله من خلالها تنساب النعمة.
كما أن النعمة تعطي الإنسان شبعاً فالنعمة عندما تعمل في المخدوم تجعله شبعاناً بالله، وهذا بلا شك يفرح أسرته وكنيسته ومجتمعه وأيضاً مسيحه، النفس الشبعانة تدوس العسل.. ندوس أي إغراء، والنعمة تعطي استجابة في القلب والنعمة تعطي شبعاً وارتواءً.