الإعلام بشتى فروعه يلعب دوراً خطيراً في أي مجتمع، أما الدور الأخطر فهو التليفزيون والفضائيات لأنها تجمع بين الصوت والصورة والحركة والفكرة، من هنا تهتم كل الدول بفضائياتها وتحرص على شفافيتها وصدقها وآدابها حتى تخلق المواطن الصالح المنتمى المحب لبلده.
في مصر وجدنا فجأة فضائية شيطانية تحت اسم فلول تقدم برامج هابطة وكلمات بذيئة وإيحاءات جنسية، وهات يارقص عمال على بطال، وتحرك المفكرون والكتاب، وكتبت في رأي حر في “وطني نت” عن هذه الفضائية الخارجة على القانون وعادات المجتمع وتقاليده، وكتب كثيرون حتى اسم هذه الفضائية نفسه لم يكن مفهوماً، بل كان يثير الشك، فما معنى فلول؟!.
نتيجة لثورة الرأي العام على فضائية فلول، صدر قرار بغلقها واسترحنا من هذا اللعب بأخلاق أجيالنا الجديدة، ومحاولة نشر الأخلاق غير الحميدة، والفن الهابط (هز البطن)، وشعرنا أن الدولة حريصة فعلاً على تقديم الإعلام الصادق المهذب الذي يفيد الناس ويربي الأجيال ومرة ثانية يفاجأ الرأي العام المصري بظهور السيدة سما المصري على الشاشة في فضائية جديدة تحت اسم: تمام، وهو تحدي كبير للرأي العام والمصريين الذين رفضو بالإجماع تقريباً قناة فلول وما تقدمه هذه السيدة تطلق على نفسها فنانة، الغريب أن القرار الصادر بوقفها يتغير فى يوم وليلة، وطبعا اضطرت إلى تغيير اسم قناتها إلى تمام بدلا من فلول ومع ذلك تكتب على الشاشة معظم الوقت عنوان فلول وهوتحدٍ صارم لقرار وقفها، تحدى للقانون والرأي العام والناس! فكيف يحدث هذا؟!
تعود سما المصري لتظهر على الشاشة وتقدم قناتها الجديدة تحت اسم تمام، فتظهر وهي تقبل حمامة بطريقة خارجة عن اللياقة وبجوارها زجاجة شمبانيا مفتوحة وتقول: تمام أنا بحب الحمام!! ما معنى وهدف ذلك بالإضافة إلى ميوعة الصوت ودلع الأنثى.. مرة ثانية.. ما معنى ذلك أيها المشرفون أو المسئولون عن الفضائيات؟!
قناة تقدم أتفه البرامج والمذيعة والراقصة والمديرة والمحاورة والمعدة والمطربة هي سما المصرية!!
تقدم برنامج حواري فتشتم الضيف وتقول له كلمات يأبى قلمي أن يكتبها، ثم تضرب الضيف على قفاه!
وتهزأ بكبار الشخصيات، وإذا كنا نختلف مع البعض فإن الاختلاف يجب أن يكون في حدود الاحترام المتبادل بين الناس والمحافظة على ماء وجههم وكرامتهم.
وتسمع ألفاظاً شوارعية في حوارها مثل: إنت ياواد.. هفلطة.. وحياة أمك.. ياابن ال…!.
تشجع هذه القناة المشاهدين لمشاهدتها عن طريق تقديم المصارعة الحرة بين الرجال والنساء والأطفال والقرود، كذلك تقدم بعض الافلام السينمائية القديمة والأغنيات الوطنية، وحملات ساذجة ضد التحرش. الغريب أنها تظهر سما وهي تدخن الشيشة وتتقصع وترقص كما المعلمات وبنات الليل.
ومهما قدمت قناة فلول القديمة وتمام الحديثة والتي نقرأ الاسمين عليها فهي تأكيد على تحدي قرار الوقف وتحدي للرأي العام، فإن برامجها ساذجة وهدفها غير مفهوم وبعيدة عن القيم الدينية والأخلاقية، ويجب أن نحمي الأجيال الجديدة من الإسفاف والتخلف والجهل الذي تقدمه.
وإذا كانت سما المصري سيدة مصرية تبحث عن دور لها في الحياة فلماذا لاتعمل بالرقص؟ وهي التي أشبعتنا رقصاً ليل نهار من قناتها.. ثم لماذا لا تعمل بالغناء؟ وهي التي أشبعتنا غناء بكلمات ساذجة وألحان سابقة وكلها على واحدة ونص، بدلاً من أن تقدم قناة فضائية ساذجة متخلفة جاهلة تشغل مساحة من الهواء دون فائدة؟
ثم اتعجب من هذا النداء الذي تقدمه سما المصري على قناتها وتقول فيه: لو عايزين تعرفو أخباري اتصلوا بي على الأرقام التالية!!
ما معنى هذا النداء؟ ولماذا يتصل بها جمهور المشاهدين وما أهمية معرفة أخبارها الخاصة و….و….؟!.
ارحمونا من هذه التفاهات فنحن قمنا بثورتين ضد الفساد والتخلف والجهل، وليس من المعقول أن تتحدى سيدة راقصة أو مطربة الرأي العام الذي يخجل من مشاهدتها أو سماع أغنياتها؟