قام الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتوقيع اتفاقية تعاون اليوم 21 سبتمبر بشأن “مكافحة عمالة الأطفال وتحسين إلتحاق الأطفال المعرضين لخطر دخول سوق العمل بالتعليم ، وذلك تحت رعاية رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، و تبلغ قيمة الإتفاقية 60 مليون يورو .
وقال السفير جيمس موران، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر خلال المؤتمر : “يسعد الإتحاد الأوروبي التعاون مع برنامج الأغذية العالمي في العمل على مكافحة عمالة الأطفال، مع التركيز بشكل خاص على إلحاق الفتيات بالتعليم” وأضاف: “نحن نتطلع إلى العمل بشكل وثيق مع الحكومة المصرية ومنظمات المجتمع المدني والمجتمعات المحلية في هذا المجال الحيوي، وهو أمر مهم جداً للتنمية المستقبلية للبلاد”.
وأوضح السفير موران أن المشروع الذي تبلغ مدته أربع سنوات سيقوم بمساعدة حوالي 100,000 طفل سنوياً، معظمهم من الفتيات، الذين هم عرضة لخطر الدخول في سوق عمل الأطفال. وسيتم تطبيق المشروع في 16 محافظة، معظمها في صعيد مصر، حيث يتلقى الأطفال وجبة خفيفة يومياً في المدرسة عبارة عن بسكويت التمر المقوى بالفيتامينات للمساعدة في الحد من الجوع العارض وتوفير 25٪ من الاحتياجات الغذائية اليومية المطلوبة.
بالإضافة إلى ذلك، سوف يتلقى حوالي 400,000 من أفراد الأسر التي تواظب على إرسال أطفالهم إلى المدارس المجتمعية على حصص تموينية شهرية، تؤخذ كتعويض عن الأجر الذي قد يحصل عليه الطفل إذا ذهب إلى العمل بدلا من المدرسة. كما سيدعم برنامج الأغذية العالمي حوالي 50,000 أسرة، لا سيما الأمهات، لبدء الأنشطة المدرة للدخل التي تساعد على إبقاء أطفالهم في الدراسة.
حيث يعمل في مصر، حوالى 2,7 مليون من أصل ما يقرب من 11 مليون طفل في سوق العمل. وأفادت دراسة في عام 2010 قامت بها منظمة العمل الدولية والجهاز المركزي المصري للتعبئة العامة والإحصاء أن 13 في المئة من السكان في عمر الدراسة في مصر تسربوا من المدرسة لدخول سوق العمل، مع معاناة الفتيات في المناطق الريفية بشدة من محدودية فرص الحصول على التعليم.
- وقالت لبنى ألمان، الممثل المقيم والمدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في مصر: “إننا من خلال توفير الحوافز والمساعدات الغذائية وسبل العيش، نهدف إلى تشجيع الالتحاق بالمدارس، والأهم من ذلك، الاحتفاظ بالأطفال الأكثر ضعفاً في المدرسة، وخاصة الفتيات،” وأضافت: “برنامج الأغذية العالمي يدعم بالفعل برنامج التغذية المدرسية الوطني في مصر، كشبكة أمان بالغة الأهمية بالنسبة للأسر الأشد فقراً، وبالإضافة إلى ذلك سوف يدعم جهود الحكومة لتحسين الإطار القانوني لعمالة الأطفال”.
وأوضحت أن المشروع المشترك بين الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأغذية العالمي يأتي استمراراً لأنشطة المنظمتين في مصر لمكافحة أسوأ أشكال عمالة الأطفال وتحسين فرص الحصول على التعليم للأطفال الأكثر ضعفاً.فبرنامج الأغذية العالمي يعمل في مصر منذ عام 1963، وقدم حتى الآن أكثر من 681 مليون دولار أمريكي في هيئة مساعدات للفئات الأكثر ضعفاً. وفي عام 2014، سوف يستفيد أكثر من 650،000 من المصريين من مشروعات برنامج الأغذية العالمي في مختلف أنحاء البلاد.
- وقالت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي: إن برنامج التغذية الاوروبية للطفل يهدف الي العمل بكل الوسائل سواء من خلال تغذية الطفل في المدرسة أو توفير دعم للاسرة مقابل أنتظام حضور الاطفال للمدارس وعدم التسرب من التعليم ، الي جانب الحرص علي عدم ذهاب الاطفال الي سوق العمل، أى أن هذا الدعم موجه للاسرة ككل مقابل انتظام الطفل داخل المدرسة.
- وقال الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم: إن هذه الاتفاقية الهدف منها الوصول الي التغذية المدرسية والصحية والتعليمية لجميع للاطفال لمكافحة الامراض ، وهذه الأغذية تقوم بتقليل الامراض ، بالإضافة إلى أنها تساعد علي فهم المعلومات، وهناك عدة برنامج لموازنة الدولة بهدف التقليل من التسرب من التعليم، فهناك برنامج الغذاء العالمي وايضا برنامج الأمم المتحدة وهناك تعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي في مشروعات اخري بالنسبة للتعليم.
- وبسؤال وطني لسفير الاتحاد الأوروبي في مصر جيمس موران، عن لماذا فكرة الغذاء مقابل التعليم ؟ و لماذا لا يكون محور البرنامج الأنشطة مقابل التعليم؟
أجاب السفير موران : هناك طرق عديدة تهدف لمنع تسرب الأطفال من التعليم ، ولكن نحن نهتم بالغذاء بسبب أنه لا يمكن استيعاب المعلومات التعليمية بدون تغذية سليمة وصحية، لذا البرنامج مهتم بأن يتم توفير الغذاء بسبب ظروف أولياء الامور التي تحرم الاطفال من التعليم بسبب الفقر وعدم القدرة علي توفير الوجبة الغذائية، أيضا البرنامج من خلال توفير الوجبة الغذائية لمائه الف طفل يقوم بتشجيع تعليم الاطفال ، وهذا البرنامج لا يقدر ان يحل كل المشاكل ولكنه يهدف لمكافحة التسرب من التعليم خاصةً للفتيات من مرحلة التعليم الاساسي، وهذه تمثل نسبة عالية جدا، وأيضا تمثل خطر علي مصر والشرق الاوسط .
- وبسؤال وطنى للسيدة لبنى ألمان عن ما هي ضمانات جودة الأغذية والرقابة عليها؟ والهدف المتوقع للبرنامج؟
أجابت السيدة ألمان : هناك مراقب بصفة مستمرة من خلال فريق عمل ، وأيضا جمعيات المجتمع المدني تقوم بالمراقبة ، بالإضافة إلى أن هناك مراقبة دورية علي التعبئة وفحص المنتجات ومراقبة الصلاحية ، للتأكد من جودة المنتج وعدم تخزين المنتجات .
وبرنامج مكافحة عمالة الاطفال وبرنامج التغذية المدرسية كان سابقا يستهدف 26 الف طفل ، وبالتعاون مع المنحة المقدمة من الاتحاد الاوروبي سنصل بالبرنامج إلي مائة الف طفل، أيضا هناك دعم غذائي شهري مقدم للاسرة في هيئة 10 كيلو من الارز أو القمح ، بالإضافة الي الزيت ، وهذا الدعم هو لتحفيز الاسر علي مواظبة أطفالهم علي الذهاب إلي المدرسة بنسبة حضور 80 % ، والهدف هو الحفاظ علي استمرارية وجودهم في المدرسة ، وهناك مراقبة من خلال المدرسة علي حضور الاطفال ، وهذا العمل يتم بالتعاون مع الجمعيات الأهلية، إلى جانب أن هناك تدريب مدرسين الفصل الواحد، و يخدم هذا المشروع 16 محافظة في صعيد مصر وبعض المحافظات في الدلتا وعدد الاسر المستفيدة من المشروع حوالي نصف مليون أسرة .