يتمتع العرب بالبلاغة اللغوية وحسن التشبيه هذه صفاتهم منذ القدم , وعندما هبت الثورات تنطلق عام 2011 وخرج ثوار ابرياء وعملاء مدفوعين وقتلة يصبون اهدافهم ببراعة , وباتت شاشات التلفزيونات غارقة فى ما بين ثوار تنطلق حناجرهم بالتهاف ضد الظلم وبين حرائق مشتعلة وقتلى فى الشوارع ’ حدث فى عدد كبير من الدول العربية بفارق زمنى بسيط وقتها ظهر تعبير الربيع العربى.
وأعتقد أن هذا المصطلح من ادوات الخداع التى تعرضنا لها , فقد بات معروفاً أن ما جرى في العام 2011 وما بعده لم يكن ربيعاً بأي حالٍ من الأحوال، ولم يكن فصلاً من فصول الطقس ولكنه كان ولم يزل يمثل مرحلةً جديدةً في تاريخ العالم العربي والجمهوريات العربية، وهي مرحلةٌ تمثل تراجعاً حضارياً واسعاً في انتشاره كبيراً في آثاره. وسقطت الدول العربية ضحية وتحول عدد منها إلى جماعات متقاتلة وارهابية لا دول صاحبة سيادة تتمتع بثراء يجعلها فى مصاف الدول المتقدمة
وتأتى مذبحة رفح الثالثة التى تعرض لها الجنود امس وقتل فيها احدى عشر من خيرة ابناء مصر الذى يحمون امنها بداماءهم لتوكد ان مصر على الرغم من استعادتها بقوة الجيش والشعب بعد اختاطفها من جماعة ارهابية الا ان هذه الجماعة والتى تفرعت الى تشكيلات مسلحة ابرزها انصار بيت المقدس , وعلى الرغم من ان مصر فى اتحاهها للقضاء نهائيا على الارهاب الا ان المحاولات الإقليمية والعربية المعادية لمصر مستمرة في التآمر عليها ومحاولة دعم تلك الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية قائمة وأخطر ما في ذلك التآمر هو استغلال الأوضاع في ليبيا ومحاولة ضرب مصر من هناك وبسلاحٍ يتمّ تهريبه من السودان إلى ليبيا ثم إلى داخل مصر. ليتشتت الجيش القوى شرقا وغربا ,
واذا نظرنا الى الداخل الليبيى نجد جماعة الاخوان المسلمين هناك تسعى جاهدة لإحراق ليبيا وشعبها بالكامل ما لم يخضعوا لسلطتها، حيث تبدو الجماعات الارهابية التى تقودها جماعة الاخوان فى ابشع صورها وبقوة السلاح تسعى للتدخل فى الحياة السياسية ,ورفض لنتائج الانتخابات، وعدم اعتراف بمجلس النوّاب المنتخب، والإصرار على الإبقاء على المؤتمر الوطني العام المنتهية مدته لأنها تسيطر عليه.
وفي سوريا يبدو الخطر اعمق واقوى فالجماعات المسلحة الارهابية بكافة الاشكالٌ وألانواعٌ متعددة، شيعية فجماعات سنية واخرى علوية، فتنظيم داعش وحزب حزب الله اللبناني، وتنظيم جبهة النصرة ومثيلاتها، واصبح المجال رحباً لتلك الجماعات لتعيث فساداً في البلاد والعباد، وتصبح مركزاً لاستقطاب الإرهابيين من شتى أنحاء العالم وإنتاج وتفريخ أجيال جديدة من الإرهابيين.
وفي اليمن,تنطلق جماعة الحوثي المسلحة تحاصر العاصمة صنعاء، وتهدد استقلال اليمن، ولديها كل الإمكانات التي تؤهلها للاستحواذ على العاصمة وتهديد الدولة اليمنية،
وجماعة الحوثي فى اليمن تستهدف كل مكونات الشعب اليمني بلا استثناء، وفى المقابل وكغيرها من الدول العربية بيما تتوحد جماعة الحوثي تتشتت وتتمزق القوى السياسية والتقليدية فالأحزاب السياسية في نزاعات وانشقاقات والقبائل اليمنية هى الاخرى تائهة فيما يحمي مصالحها الخاصة بعيداً عن الدولة
أما العراق وإن كان له ربيع مبكر خاص به إلا أنه قد طاله موسم الربيع العربى الاكبر بسبب حكم رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الطائفي وبسبب ضعف الجيش العراقي، وبسبب ترك الحبل على الغارب لتكوين الجماعات المسلحة االتى امتلا العراق بها بين جماعات سنية واخرى شيعية لتنتج للمجتمع الدولى داعش التى باتت مهددة ليس للعرب فقط وانما للمجتمع الدولى كافة لتهب رياح الربيع على كل الدول