الرئيس السيسى قرر ان تأتى الانتخابات البرلمانيه فى موعدها بعد عيد الاضحى مباشرة والصوره السياسيه والشعبيه غائمه فزخم الاستقطاب بين التيار الدينى والتيار المدنى على أشده والصراع السياسى على السلطه يشبه النار تحت الرماد وايضا الحلف المدنى ل30 يونيو مضطرب بشده فالجناح المدنى الثورى فيه خرج مهزوما مدحورا تعانى طلائعه ويلات السجن والاحكام القضائيه المروعه وباقى فصائله لم تتحد ولم تنجز اتفاقا نهائيا على التمثيل البرلمانى الا ربما تكون فلول النظام القديم ورجال اعماله بسيطرتهم التقليديه على المواقع والبرلمان
هذه الفتره ليس لعبه بل يكاد يكون الواجهه السياسيه الاهم لنظام الحكم الوليد وهو يشكل قوه دستوريه تتجاوز قوة الرئيس ولايظن ساذج حتى أنه من الممكن تسليمه لقوه سياسيه مناوئه كقوة الاسلام السياسى مثلا ..ولاتعرف فى اصعب الظروف لما يظل الرئيس السيسى ثابتاً واثقاً يمضى فى برنامجه غير المعروف والذى يجاهر بعض المتنفذين والمطلعين والعامه حتى ان الاجهزه الامنيه القويه تمسك بكل شىء وكل شىء محسوب والبرامج فى الدرج وسريه ولاتخرج الا بحساب
وفى هذا السياق يكون متوقعاً أن برلماناً بمثل هذه الاهميه والخطوره السياسيه ايضاً فى الدرج ومحسوب ومخفى اعضاؤه فى سريه لايخرجون الا وقت الحاجه وساعة الصفر وهكذا على طريقة التفكير الامنيه المعتاده والتى تبدو مبرره لسلطه يقوم تنظيرها السياسى الرئيسى حول مواجهتها لأخطار امنيه داخليه وخارجيه حاله وكبيره وماحقه فلا سبيل الا توقع ان تكون سلطة وبرلمان مابعد 30 يونيو هى سلطة الحرب وبرلمان الحرب تعلى من شأن الجوهر الامنى للنظام الوليد ومن سياسة الولاء السياسى التقليديه حيث ينقسم الناس الى موالين واعداء ولاشىء فى المنتصف ولايعدم الامر من ظهير شعبى قوى يساند هذه السياسه المرحلية الطابع تلك الاغلبيه الشعبيه التى تستجيب لعامل الخطر وتنحو نحو غاية الاستقرار مهما كلفها الامر من تضحيات حتى انه باتت القوى الثوريه التى خاضت غمار يناير فى حالة مواجهه عدائيه بينها وبين الرأى العام البسيط المذعور ..
ذلك هو حال المرحله الحاليه وعلى المدى السياسى المنظور الفريق الامنى يقود تنفيذيا وسياسيا مع حلفاءه الموالين حتى الخروج من عنق الزجاجه التاريخى بثمره لن تكون فى الاخير الا ثمرة الامن وهى ثمره مره فى كل الاحوال ولكنها المنطقه البائسه من العالم التى اعتاد اهلها تناول الحصرم بشهيه طيبه ..كل مرحله تاريخيه ونحن طيبون