لا يطاوعنى قلمى على رثاء فنان لم ترتوى الشاشة البيضاء من نبرات صوته المتلون بعد .ولم يشبع وجداننا من ادائه الصادق القوى .مازالنا ننتظر الكثير منه .لانه يملك طاقات بارعه من فن التمثيل .كيف تاتى النهاية بهذه السرعة .فى هذا الفيلم البايخ الاحداث .الواقعى رغم انف الجميع .يلا قسوة القدر .لم يعرف خالد صالح مبكرا .بل جاءته الشهرة متاخرة مثل الكثير من المبدعين الكبار – لعلكم تذكرون الموهبة الفذة لحسن عابدين – وهكذا خطف خالد الكاميرا فى مشاهد قليلة بدور القاضى فى فيلم محامى خلع مع هانى رمزى وداليا البحيرى .لياخذ مساحة اكبر فى فيلم (احلى الاوقات ) ويقدم شخصية زوج هند صبرى الذى يعشق الكباب ويهمل الرومانسية وينتهى به الامر فى النهاية ان يجمع بين شراء الكباب والورد ! اداء بسيط وسلس نسال من هذا الممثل .؟يذهب الى التليفزيون بحثا عن الانتشار ليقدم دور البلطجى فرج خنزيرة فى مسلسل ( احلام عادية ) مع يسرا ليسرق الاضواء من جديد وان كان يعتمد على تغليظ صوته فقط فى اداء الشخصية .وفى افلام مثل حرب ايطاليا وملائكى اسكندرية وثمن دستة اشرار يقدم نموذج مختلف لشخصية الشرير المحبوب .الى ان يلمع جدا مع المخرج خالد يوسف فى فيلم (الرئيس عمر حرب ) ليقدم شخصية مركبة من اعقد الشخصيات التى قدمتها السينما المصرية وينجح فى ذلك بقدرة فائقة وبدون اصطناع .وهو دور ترك علامة وبصمة لاتنسى فى وجدان مشاهديه .وعلى منواله ياتى دور الاخ الاكبر فى فيلم (كف القمر )الصعيدى الديكتاتور الذى يتحكم فى مصائر اخوته ويبحث عن ذاته ولذاته كما قدم فى مجال الاعاقة دور المتخلف عقليا الذى يتم استغلاله بنزع اعضائه عن طريق لص وطبيب يتاجر فى الاعضاء البشرية فى فيلم ( الحرامى والعبيط ) وقدم دور الاعمى فى مسلسل ( تاجر السعادة ) وهو مسلسل اجتماعى كشف من خلال بصيرته عن الكثير من خفايا وكواليس وعورات المجتمع المصرى .ان خالد صالح كان يملاء الشاشة بحضور مدهش وباهر .ولا يقل ادائه فى التراجيدى عن ادائه فى الكوميدى ويظهر ذلك فى فيلم ابن القنصل مع احمد السقا وغادة عادل ومسلسل 9 جامعة الدول ..وينتظر جمهور خالد الجزء الثانى من فيلم الجزيرة الذى لن يراءه خالد صالح .فقد كتب النهاية قبل العرض ؟!