ما أن وجه ملك بلجيكا الدعوة إلى الرئيس السيسى لحضور الاحتفالية التى تقام لتكرين شهداء الحرب العالمية الاولى والتى سوف تقام فى اكتوبر القادم والتى سيرفع فيها العلم المصرى لاول مرة فى بلجيكا اعترافا منها بفضل الجنود المصريين فى هذه الحرب إلا وانطلقت الاقلام والمواقع الاخبارية والفضائيات لتبحت عن أصل القصة ولماذا الان وهل لدينا جنود حاربوا فى بلجيكا وشهداء دافعوا عن تراب دولة أخرى فى اقاصي العالم بالنسبة لنا، وما قصة القروض المصرية التى ارسلها الملك فؤاد لبلجيكا لانقاذها من الجوع ولماذا لم ترد وهل هى مساعدة ام كانت ديون , ولماذا تجاهلت هذه الدولة حق الجنود المصريين فى التكريم فى الوقت الذى تم تكريمه من بريطانيا واليونان وايطاليا؟
رفض الدكتور أشرف صبرى الباحث فى الشئون العسكرية وحقيد اللواء ابراهيم باشا صبرى من سلاح الفرسان الذين حاربو فى الحرب العالمية الاولى ضمن 100 الف جندى إلا أن يكرم جده وزملاؤه الذين حاربوا على الاراضى البلجيكية
ويقول د. أشرف صبري :قمت بارسال خطاب مسجل لملك بلجيكا أشرح له القضية، وبصفتي حفيد أحد شهداء هذه الحرب، فوالد جدي هو اللواء إبراهيم باشا صبري من سلاح الفرسان وممن حاربوا في الحرب العالمية الأولى ضمن 100 ألف جندي مصري، موضحا فى خطابي أنه لا يمكن أن تكون الدولة التي تحفظ حقوق الإنسان هي التي تحرم المصريين حقوق تمجيد ذكرى أجدادنا الذين استشهدوا في بلجيكا، كما حدث في فرنسا وإيطاليا واليونان وإنجلترا، فلم يرد على خطابي أحد”.
ويضيف د. أشرف أنه تعجب من عدم الاستجابة، إلا أن ذلك زاده أصرارا، وبعد شهرين قام بإرسال خطابه هذا مدعما بالوثائق للصحافة البلجيكية، وفوجئ باتصال له من الملحق الحربي المصري في بلجيكا يخبره بأن ملك بلجيكا قام بإرسال دعوة للرئيس المصري بناء على مخاطباته التي اقتنع بها وبالوثائق المقدمة.
واكد الدكتور أشرف صبري الباحث في تاريخ مصر العسكري أنه أستطاع العثور على سفن غارقة في شواطئ الأسكندرية كلها تعود إلى الحرب العالمية وتؤكد مشاركة مصر وأبناء شعبها في الحرب العالمية الأولى، وكيف كانت مصر نقطة الحلفاء الأولى للوصول إلى الدولة العثمانية وهو ما جعل مصر تتعرض إلى الهجوم من قبل الألمان و الأتراك.
وأشار أنه بدأ رحلته في البحث عن صحة مشاركة مصر في الحرب العالمية الأولى من الخارج وتحديداً من فرنسا وهو ما جعله يبحث عن المستندات الفرنسية حول مشاركة مصر في تلك الحرب
وقال الدكتور الباحث في تاريخ مصر العسكري أنه سعى وراء الحصول على تلك المستندات من الجهات الأجنبية من خلال تأكيد مشاركة جده في الحرب العالمية الأولى.
وأكد أن مقابر المصريين المشاركين في تلك الحرب في بلجيكا كانت تحمل كلمات مكتوب فيه “البقاء لله” ورقم الوحدة التي ينتمي إليها الجندي الشهيد وأسمه الكامل، وأوضح صبري أن دول الكومنولث تحتفظ بمجموعة كبيرة من البيانات التي تدل على القرى ينتمى إليها الجنود المصريين بالتفصيل.
وأكد أن مصر دفعت أموالا لكل من أنجلترا و بلجيكا لإنقاذ الثانية من الجوع ولدعم الأولى في حربها. كما أن السلطان فؤاد الأول سلطان مصر وقتها أرسل أموالا (في الفترة من 1918 إلى 1920) تقدر بثلاثة مليون فرنك فرنسي لانقاذ الشعب البلجيكي من الجوع ومرض السل، حتى أن ملكة بلجيكا وقتها أرسلت خطابات بخط يدها تشكر شعب مصر على انقاذه للشعب البلجيكي”.
وكانت هذه أعلى قيمة تبرعات وصلت لبلجيكا حتى أن الملك البرت والملكة اليزابيث زارا مصر بعد الحرب العالمية مباشرة لتقديم الشكر للشعب المصري، وقاما باستقلال القطار لأول مرة في حياتهما، حيث أن مصر ثاني دولة في العالم تدخل قطار السكة الحديد، وشعرا بالفخر بعد ركوبهم القطار وتمنا أن تصل بلجيكا للتقدم الهائل الذي تعيش فيه مصر.
ومن جانبها أكدت المؤرخة الدكتورة لطيفة سالم أستاذة التاريخ أن مصر حاربت في الحرب العالمية الأولى في العديد من الجهات من الشمال والجنوب ومن الشرق.
وأضافت الدكتورة لطيفة سالم أن الجيش المصري تعرض للتفكيك من قبل قوات الاحتلال الانجليزية في ذلك الوقت حتى يسهل السيطرة عليه.
وعن الديون التى قدمتها مصر تقول أستاذة التاريخ أن الديون التي دفعتها مصر للدول الأوروبية مثل انجلترا و بلجيكا هي ديون موثقة، مؤكدة أن مستشار المالية لدولة بلجيكا في ذلك الوقت كان يدون كل ذلك ووصلت إجمالي الديون البلجيكية لصالح الدولة المصرية 3 ملايين جنيه إسترليني، وأشارت إلي أن الأموال المصرية لبلجيكا كانت قروضا وليست منح على عكس ما يحاولوا الترويج لذلك.