+ يوافق الجمعة 19 سبتمبر الجارى العام الـ 78 لعيد التجليس الفعلى لنيافة الحبر الجليل الانبا ميخائيل مطراناً على كرسى ابراشية أسيوط .. وتذكاره كالآتى .. صباح الخميس 19 سبتمبر 1946 توقفت عربات قطار الصعيد بمحطة أسيوط ليبدأ نيافة ابانا انبا ميخائيل ( أسد الصعيد ) الخطوات العملية الأولى لتكليفه الالهى .. ليحمل على كتفيه عبء ايبارشيه ضخمة فى عمره الذى لم يكن ليتجاوز الـ 27 عاما يبرز فيها أسماء لرموز عائلات عريقة ، ووجهاء البروتوستانت ومدارس للطوائف الانجيلية .. وقيل وقتئذ .. انه مطران بكل محطة كانيمر بها قطار الصعيدكان نيافته يلاقى ترحيباً حاراً ويلوح لنيافته بالهتاف المتواصل والتصفيق الحار من مستقبليه .
+ وعلى رصيف رقم 2 بمحطة اسيوط وعند باب عربه القطار احتشدت الجموع الفقيرة .. لم يستطع الكثيرون الدخول من بوابه المحطة مما اضطرهم الى الوقوف على جانبى الطريق الذى يقطع المسافة ما بين محطه السكه الحديد وحتى كنيسة القديس مرقس الرسول ( المطرانية القديمة ) .
+ ويروى لنا الاغنسطس سمير الجهينى 85 سنه مدير عام التعليم الفنى سابقا والذى كان مشرفاً على الكثير من قطاعات الخدمة بالمطرانية وعلى مدى 70 عاما مضت ما حدث فى ذلك اليوم بالقول : تمت رسامه سيدنا أنبا ميخائيل مطران لأسيوط بالقاهرة .. وظل بها بعض الوقت وحسبما يذكر كتاب تاريخ البطاركة ان نيافته كان مرتبطاً بصداقة قوية مع الأنبا يوساب الثانى وساهم بقسط وافر فى ترشيحه للبطريركية .. ولما فاز بالمنصب جعله سكرتيراً خاص له وبعد شهور قلائل رسمه مطرانا على كرسى أسيوط فى 25/8/1946 – أذ كان منصب المطرانية لازال شاغرا بفوز نيافة الأنبا مكاريوس مطران أسيوط الاسبق بمنصب البابوية بِأغلبية ساحقة وتم تنصيبه بطريركاً التاسعة مساء الجمعة 4 فبراير 1944 .. يعنى ظل كرسى المطرانية شاغرا من 4 فبراير 1944 وحتى 25 اغسطس 1946 .. واضاف : وصلت الى مسامع جموع الشعب أن الأنبا ميخائيل مطران أسيوط قادم النهارده صباح الخميس يوم 19/9/1946 الى اسيوط .. أنا كنت وقتها فتى صغير وكان يوماً تاريخياً مشهوداً .. رأيت الناس كلها بتجرى .. البعض كان منتظر فى المحطة والبعض لم يستطع الدخول سبب الزحام الشديد .. والبعض كان على جانبى الطريق بدافع حب الاستطلاع ليروا المطران الجديد صغير السن والذى خلف نيافة الانبا مكاريوس والذى كان قوى الشخصية مهيباً على كرسى المطرانية .
+ واضاف : اذكر انه حضر الى المحطة لاستقبال نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط عزيز بك اباظة مدير مديرية أمن أسيوط – اذ لم يكن قد تم تقسيم المحليات الى محافظات – كان عزيز بك اباظه شاعراً ، عظيماً ، روحه حلوة .. ويرتبط مع الأسر القبطية العريقة بعلاقات طيبة وكانت تجمعه صداقة خاصة مع حبيب باشا دوس والذى كان يمتلك قصراً جميلاً بشارع الحكمدار.. وعلى رصيف محطة القطار ظهر مع سيدنا نيافة الأنبا ميخائيل يتوسط نيافة المتنيح الانبا ايساك مطران الفيوم والجيزة الأسبق والقمص يوحنا وكيل مطرانية اسيوط ، وخله المعصرانى كبير الأراخنة وحبيب العمدة وآخرين .
+ قال : انا فوجئت بالزحام الشديد بشارع المحطة .. فجريت اسابق الريح الى كنيسة القديس مرقس الرسول ( المطرانية ) لعلى أتمكن من رؤية موكب سيدنا وهو داخل الى فناء الكنيسة .. دخل سيدنا بعد قرابة ساعة وكان يستقل سيارة فخمة زرقاء اللون بصحبة عزيز بك اباظه مدير المديرية وكانت تحوطه سيارات لكبار العائلات .. واصطف الجموع على الجانبين وينتظرون الموكب حيث كان مبنى كنيسة القديس مرقس الرسول ( المطرانية القديمة ) يشبه القصور .. فعلى جانبى الفناء درج ضخم نصف دائرى يؤدى الى البلكونات ومنها الى صحن الكنيسة .. واستقبل الموكب فى حينه بالهتاف والتصفيق وكان قد أعد برنامج الاحتفال الذى حوى كلمات الترحيب والامانى .. قال مضيفى بالطبع لا أتذكر الآن الكلمات التى قيلت ـ فقط ـ اتذكر بأن احداها كانت للأستاذ عزيز بك عباس ناظر مدرسة اخوان ويصا التى كانت قديماً تقع خلف الكنيسة الانجيلية الأولى بغرب البلد .. لكن الاحتفال بصفة عامة كان يليق بمطرانية أسيوط وبمنزله مطران أسيوط .
+ وفى حداثه عمره – هكذا يفند ألبوم الذكريات الخاص بأبانا نيافة انبا ميخائيل مطران أسيوط والذى اعده خدام دير العذراء بجبل اسيوط فى اغسطس
2011 ذكر : بان النعمة السمائية الظاهرة فى نبوغ نيافته رغم صغر سنه ما بين باشاوات الصعيد ورموزهم جعلته محط انظار الصحافة الوطنية والقبطية فجمعت فى سبتمبر عام 1946صورة تذكارية ما بين نيافته ووفد صحفى من جريدة ” صوت الأمه ” جريده حزب الأغلبية وقتها تحت رئاسه تحرير شيخ النقاد محمد مندور ويظهر فى الصورة مندوبا الجريدة الذان وصلا الى اسيوط خصيصاً للقاء نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط بمقره بالمطرانية عقب اعتلاءه كرسيه .
2011 ذكر : بان النعمة السمائية الظاهرة فى نبوغ نيافته رغم صغر سنه ما بين باشاوات الصعيد ورموزهم جعلته محط انظار الصحافة الوطنية والقبطية فجمعت فى سبتمبر عام 1946صورة تذكارية ما بين نيافته ووفد صحفى من جريدة ” صوت الأمه ” جريده حزب الأغلبية وقتها تحت رئاسه تحرير شيخ النقاد محمد مندور ويظهر فى الصورة مندوبا الجريدة الذان وصلا الى اسيوط خصيصاً للقاء نيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط بمقره بالمطرانية عقب اعتلاءه كرسيه .
+ اما الصحافة القبطية فقد حرصت على الحصول على المقالات الروحية البليغه بقلم نيافته خاصة فى اعدادها وأعياد الميلاد والقيامة المجيدة مثل مجلة رسالة المحبة التى تصدرها جمعية المحبة القبطية الأرثوذكسية .. اذ أظهر نيافته فى باكوريات كتاباته اللغة القوية الرصينة والبليغة والتى بقيت معه خطيباً مبهراً لسامعيه أثناء القاؤه لكلماته ارتجالاً وجهراً ودون اعداد مسبق مما استدعى أن يلقبه المثقفون ( بمكرم عبيد ) .. ولا غريب فقد قام الراهب متياس المقارى بنسخ العديد من المخطوطات التى صاغت شخصيته الابوية الروحية مثل : ” مخطوط الاعتراف الصحيح فى تجسد المسيح ” .
+ كما كان معروفاً ايضا لمن يتعامل معه كيف انه ذواقاً للكلمه واللفظ ، يضع الكلمة فى موضعها مفعمه بكلمات السجع .. وكان ينتقى باصغاء لجمل وكلمات المتحدثين اليه من كل شائبه اللفظ او خلط المعنى .. حتى صار الحديث اليه مدرسة للقيمة والفضيلة وحسن التعبير ( وهذا ليس بغريباً ايضا على من تتلمذ الى كتابات يعقوب السروجى )
+ ولنثبت لنصوص مقالين يعودان بنا الى السنوات الأولى لحبرية انبا ميخائيل المطران الشاب عامى 1950 ، 1951 بمجلة ( رسالة المحبة ) الشهيرة ويظهر فى تقديم المحرر لهما ان المجلة اعتادت طلب نشر مقالات نيافته لتتصدر اعدادها الخاصة اواخر الأربعينات وأوائل الخمسينات من القرن الماضى وكان المحرر يقوم باعداد افتتاحية بديعة لمقالات نيافته .. قال تقديماً لاحداها : ( لنفتتح رسالة المحبة فى عددها الممتاز ابريل 1950 بمناسبة عيد القيامة المجيد بهذه الدرة الفريدة ونحن محررها اذ نقدم شكرنا القلبى على هذا العطف الأبوى والرسالة الكريمة التى اعتاد نيافة انبا ميخائيل مطران أسيوط أن يقدم بها اعدادنا الممتازة حاملة ارق العواطف واثمن الأدعية والبركات ) .
+ وفى العدد الخاص من ( رسالة المحبة ) يناير 1951 يقدم محررها لمقال انبا ميخائيل بالقول ( يسر رسالة المحبة وهى تبدأ عامها الـ 17 أن تفتتحه كعادتها بالرسالة الأبوية الكريمة التى تفضل حضرة صاحب النيافة الحبر الجليلى الانبا ميخائيل مطران كرسى أسيوط – اجابة لرغبتنا – بتوجيهها الى قراء رسالة المحبة الاعزاء نفحه مقدسة وتمنيات مباركة )
+ وحسبما يسجل تاريخ الآباء البطاركة .. وعلى أثر ايقاف البابا الأنبا يوساب الثانى عن اداء مهامه الادارية وسفره الى الدير المحرق .. اجتمع المجمع المقدس فى 27 سبتمبر 1955وانتخب ثلاثة من الآباء المطارنة أعضاء اللجنة الباباوية لادارة الكنيسة وهم المتنيح الأنبا اغابيوس مطران ديروط وصنبو وقسقام الاسبق والمتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية والأنبا ميخائيل مطران أسيوط – اطال الله حياته سنيناً عديدة – وبصفه نيافته عضواًفى اللجنة البطريركية فى حقبه هامة من تاريخ الكنيسة اتسعت خريطة خدمته .. فقد ساهم نيافته فى الاشراف على بناء مبنى الكلية الاكليركية الجديد والذى كان يشرف عليه القمص مكارى السريانى (المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) والذى جمتعه مع طلبة القسم العالى بالكلية الأكليركية عند مدخل المبنى الجديد عدة صور ترجع الى 24 ديسمبر 1953 .. وضمن جولاته قام نيافته ايضا خلال نفس الفترة بزيارة للأنبا اغابيوس بمطرانية ديروط فى مارس 1955 واعقبها بزيارات رعوية لكنيسة مارمرقس كليوباترا مصر الجديدة 19 فبراير 1956 وتكريس كنيسة القديسة العذراء والقديس يوسف النجار بسموحه بالاسكنردية 31 مارس 1956 .
+ صمت محدثى قليلا ثم قال : تفضل سيدنا برسامتى لرتبه أوغنسطس وأن باعتز بالأمر ده . كنت مسئول عن اجتماع الشباب وتنظيم الحضور والعظات والافتقاد .. حياتى كلها كانت محبه وطاعة لسيدنا .. واردف بالقول : وكمان عيش وملح كان يقول لى : ( سمير الأصيل الذى لا يتلون )
فى بدايات الخمسينات انتهيت من دراستى الجامعية .. واذكر انه فى المناسبات كنا بنجلس الى سيدنا فى غرفة الاستقبال ( الضيافة ) بكنيسة القديس مرقس الرسول ( المطرانية ) كانت مفتوحة للضيافة كان سيدنا بنفسه يخرج لاستقبال ضيوفه .. من بعض الأراخنة وكبار العائلات .. نفترش السفرة الكبيرة .. اذكر انه كان أبرز المأكولات التى توضع امامنا هى الطعمية والترمس .. لا زلت اتذكر عم أمين الطباخ وعم صديق وكان مخلصاً جداً لسيدنا .. قال تصورى أن اللى صحب سيدنا من القاهرة الى أسيوط وكان خادم سيدنا الخاص هو ( الاخ الشقيق لملك ) و الذى أساء الى سيده البابا يوساب الثانى وكان السبب الرئيسى فى عزله من كرسيه .
+ كان لقاء الجمعة الكبير بالنسبة لى لقاء تاريخى ذا خصوصية فى غرفة استقبال سيدنا .. اذكر انه فى احد المرات جمعنا بسيدنا الانبا ميخائيل لقاءاً حميمياً مع المهندس مفيد الصيفى والذى كان صديقاً لسيدنا والاستاذ الدكتور المهندس ميلاد حنا الأستاذ بجامعة القاهرة والذين كان لهم دور كبير فى بناء كاتدرائية رئيس الملائكة ميخائيل .. كان أحيانا سيدنا يستقبل فى صباح الجمعة أطفال مدارس الأحد حيث ندخل معاً الى الصالون ونشرب العصائر ذات الألوان الأحمر والأصفر .
+ كان لسيدنا مواقف لا تنسى فى الخدمة .. اذ كان سيدنا يمسك دقيق جدا أكثر من المعتاد .. والدقة كانت احياناً تسبب تعباً وارقاً لمن حوله .. يعنى لما نكتب اعلان عن خدمة معينة .. ممكن نعرض عليه كلام الاعلان لأكثر من عشرة مرات حتى يوافق عليه .. كان بنفسه احياناً يحضر لقاءات الشباب ومناسبات اعياد الميلاد والقيامة واعياد النيروز وكلها كانت تقام فى كنيسة الشهيد مارجرجس ويشارك فيها الفتيان والفتيات .. أذكر أننا كنا نستعين أحيانا بأحد المخرجين المسلمين لتنظيم فقرات الاحتفال .. أظن كان اسمه الاستاذ سعد الكريمى وكان موظفاً بمحكمة اسيوط وكان يقوم بتدريب الفتيان على طريقة الالقاء والخطابة .. و بيحضر الملابس والديكورات الخاصة بالاحتفالات .. ومن المواقف الطريفة لازالت اذكرها هذا الموقف الطريف .. اذ كنا بنعد لاحتفال عيد الميلاد واقترحت على سيدنا أنه أثناء الأطفال بيرددوا احدى ترانيم الميلاد نقوم باطفاء الأنوار وايقاد الشموع فى ايدى الأطفال .. كان ابانا لا يفضل ذلك حتى لا تتسخ أرضية الكنيسة والمقاعد و كما انه كان يخاف على الأطفال .. و هذا لا يحدث فى كل كنائسنا القبطية فى انحاء الكرازة لكنه فى حينه وافق على الفكرة وقمنا باطفاء الأنوار و أوقدنا الشموع فى أيدى الأطفال .. وبموافقة سيدنا كنا أحياناً نعرض للشباب أفلام ذات قيم انسانية أو اجتماعية كان سيدنا عندما يحضر الاحتفال لا يتحدث كثيرا بل ينطق بتعليقات قصيرة جداً على كلمات الترانيم والصوت ومخارج الألفاظ .. ونحن نردد فى نهاية الاحتفال كلمات الشكر والامتنان ( شرفتنا يا سيدنا ، باركتنا يا سيدنا ) .
+ استضافت مطرانية أسيوط فى هذه الفترة بعض مشاهير الوعاظ ابرزهم القمص ميخائيل سعد حيث اعتاد أن يقدم نهضه روحية خلال الفترة ما بعد صلاه عيد الميلاد مباشرة لحاد صلاة قداس عيد الغطاس .. كما استضافة المطرانية أبونا عبد المسيح توفيلس النخيلى .. وكان الواعظ الشهير الارشدياكون عبيد ميخائيل من الأسماء اللامعه اذ كان يرافق نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط فى جولته الرعوية بالقرى فى فترة الخماسين المقدسة خصوصاً قرى الخط الشرقى .. البدارى والساحل ونزله الملك والشامية والعونة والنواميس .. و كان البسطاء يسمون الجولة التفقدية ( بالسرحه ) .. وكنا نبداها باحتفال الكنيسة ( أحد توما ) حيث نقوم بالذهاب الى كنيسة الشهيد تواضروس المشرقى بقرية دير ريفا .. حيث نصعد الى المغارة اعلى الجبل الغربى 150 م على بعد 12 كم من مدينة أسيوط وبعد صلاة القداس صباحاً كنا نجلس بصحبة نيافة انبا ميخائيل مع شعب القرية جلسة ودية ونتناول معاً طعام الافطار .. على شرف حضور سيدنا الذى كان متعففاً جدا فى طعامه وفى المساء نستمع الى العظة بفم الارشدياكون عبيد ميخائيل وكان محبوباً وكلماته بسيطة جذابة .. و هكذا كان اقباط قرى أسيوط كانت بتنتظر زيارة سيدنا عاماً بعد عام .. خلال فترة الخماسين المقدسة .
+ استكمل بالقول : لنيافة أنبا ميخائيل مطران أسيوط مواقف هامة فى تاريخ مطرانية أسيوط ففى يناير عام 1954 ظهرت بالصفحة الأولى بجريدة الأهرام اعلاناً اعطاه سيدنا للمراسل الصحفى صبحى شكرى لنشره بالجريدة تحت عنوان ( صرخة الى الله ) كان ذلك بشأن منارة كنيسة العذراء بالبدارى .. والتى اوقف المسئولون بناء منارتها .. وقد أعطى سيدنا تعليماته بقراءة الاعلان فى كل كنائس الايبرشية .. واعقب ذلك انه فى ليلة عيد الميلاد أعطى نيافته التعليمات للكاهن المسئول – أبونا جرجس – بأن يقف عند المنجلية صامتاً .. لا يتكلم فاطاع وعندئذ بدأت الناس تتساءل ماذا حدث لأبونا ؟! لماذا يقف صامتاً ؟! وفجأة بدأ يتكلم فقال : كان من المفترض أن يكون سيدنا موجوداً معانا لكنه فى فترة حزن على الظروف التى تجتازها الكنيسة فى أسيوط .. وكانت ثورة 1952 فى بواكيرها وقيادة الثورة بتحاول لملمه نفسها و كانت مش عاوزه ( نعرات الطائفية ) وعاوزه الناس تتجمع حول قياداتها .. ولاحقت الصرخة اصداء واسعه وصلت الى قيادة الثورة .. والتى سارعت بالنظر فى الشكوى لتحاول ازالتها .
+ وعلى ما أذكر لم نحتفل بيوم العيد .. اذ كان من المعتاد أن ياتى مدير المديرية صباح العيد للتهنئة .. فلما وصل الى بوابة كنيسة القديس مرقس الرسول مقر المطرانية وجد الباب الحديدى مغلقاً من الداخل الا طاقة بسيطة وقف من خلفها ( عم صديق ) خادم سيدنا .. كن رجل بسيط وتقى ويخاف الله .. ولما طرق المسئولين الباب وتساءلوا الا يوجد أحد هنا ؟! أجاب عم صديق بالقول : الباب مغلق وماعنديش أوامر افتح أبواب الكنيسة .. السنة دى مفيش أعياد .. والمطران منبه على بأنى ما أدخلش حد هنا .. وبالفعل لم يعيد الشعب .. و نيافة انبا ميخائيل لم يستقبل أحد.. وكان لهذا الموقف هيبة وتقديره واستجابت قياده الثورة لمطالب الكنيسة .
+لا زلت اذكر مأساة بداية الستينيات حيث حدثت ظروف طارئه بالكنيسة أثرها تم نقلى وزميلى الأستاذ فتحى كامل الموظف بالادارة التعليمية ( قدس أبونا يوسف ) أحدنا الى دمياط والآخر الى رشيد اثر مكالمة تليفونية من الوزارات بالقاهرة .. وكان ذلك اثر واقعة مؤلمة للكنيسة كلها .. وهى واقعه هدم سور الكاتدرائية الذى يفصل ما بين قطعة الأرض التى تخص الكنيسة وقطعة أرض المسجد بعد بناءه .. وذلك رغبه من الجهات المحلية فى زحزحة السور الى داخل ارض الكنيسة وقالوا أن الهدف هو عمل شارع فرعى يربط ما بين شارعى النميس وشارع الضرائب العقارية خلف الكنيسة وكان ذلك بسبب تعنت من جانب الجهات المسئوله وقتئذ ليفتح باب مبنى الكنيسة مباشرة على الشارع الفرعى .. وبالفعل تم هدم السور فى وجود سيدنا نيافة الأنبا ميخائيل ورغبة فى المزيد من الانتقام.. تم نقل بعض الخدام البارزين الى خارج اسيوط .. وعانى سيدنا اشد المعانة لقرابة 12 عام فى جولات مكوكية ما بين القاهرة وأسيوط حتى أخذ تصريح البناء .. وكنا انا وابونا يوسف ـ أثناء فترة غيابنا ـ نقوم بارسال الخطابات لسيدنا وكنت أبث فى خطاباتى مشاعرى والآمى بعد تركى لبيتى وأسرتى وكان سيدنا يعلق بكلمتين ( أعجبنا بخطابك فى مبناه وفى معناه ) .. وفى ذات مرة كتب يقول لى : أنا عاوز أصور الخطاب وأطبعه وأوزعه على الناس علشان يشعروا بالنبض الحى لكلمات الخطاب . وعدت الى كنيستى بعد قرابة 3 سنوات لاستكمال خدمتى وطاعتى .