بلغة أهل الفن عندما يعاد تصوير المشهد أكثر من مرة لفشل الممثل في أدائة يقال كلاكيت رابع أو سادس أو عاشر مرة.. ومن الواضح أن حكومة السودان التي رقص زعيمها عندما انشطر السودان نصفيين – شمالا وجنوبا، لا يفهم أن مصر لا تفرط في حبة رمال واحدة من أرضها. فمرارا وتكرارا أوضحت مصر سيادتها على هذا المثلث خاصة بعدما وعدهم المعزول بها وكان لمصر وقفة جادة وقتها.
ثم يظهر وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية – كمال إسماعيل، في تصريحات صحفية، قد أعلنها سابقاً “موقفنا الواضح بأن حلايب أرض سودانية”
وأضاف إسماعيل: “لكن معالجتنا للملف تختلف حسب الظروف والقضايا الموضوعية، لا نريد أن ننجرف لصراع جانبي في هذه الظروف”
وردا على تلك المزاعم المتكررة أكد اللواء وجيه المأمون – رئيس مدينة شلاتين، أن السيادة المصرية على منطقة حلايب وشلاتين ورأس حدربة حتى خط عرض 22 مع الحدود المصرية – السودانية، مصرية بنسبة 100%، وأن الدولة تمارس سيادتها عليها، فيما شددت حكومة الخرطوم على تمسكها بما سمته ((سودانية منطقة شلاتين))
وقال رئيس المدينة أن جميع القرى والتجمعات البدوية تتم بها خطة تنمية وتطوير وإنشاءات بتكلفة تصل إلى نحو 800 مليون جنيه، تم تخصيصها للمرحلة الأولى، لتنفيذ العشرات من المشروعات الخدمية ضمن خطة تنمية وتطوير مناطق حلايب وشلاتين وأبورماد، التي أقرها مجلس الوزراء بداية العام الجاري.
وأضاف «المأمون» أن نحو 80% من مشروعات المرحلة الأولى، التي تنتهى في يونيو 2015، تم الانتهاء منها ويتواصل العمل من خلال إحدى الشركات الوطنية التي تم إسناد الخطة لاستكمالها.
وأوضح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يولي اهتماما بتنمية المنطقة والانتهاء من خطة التنمية، حسب الجدول الزمني المقدم من مجلس الوزراء.
ومن جانبه أكد الدكتور أيمن شبانة – نائب رئيس مركز الدراسات السودانية في جامعة القاهرة، أن أزمات السودان تضخمت بعد انفصال الجنوب، وعدم قدرة النظام الحالي على احتوائها، ليلجأ إلى افتعال قضايا خارجية من بينها موضوع “حلايب”، لإلهاء الرأي العام السوداني عن الأزمات الداخلية.
كشف شبانة، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “ممكن” على قناة “سي بي سي”، أن إعلان السودان إدراج منطقة حلايب ضمن دوائرها الانتخابية ليست المرة الأولى، إذ سبق وأن تم ذلك عام 2010، موضحًا أن السودان تفعل ذلك “على الورق” فقط وليس فعليًا، ولذلك فإن الحكومة المصرية تغض النظر عن مثل تلك التصرفات المفتعلة.
ووزارة الخارجية اكدت تعليقًا على الأنباء التي تم تداولها حول اعتزام السلطات السودانية ضم منطقتي حلايب وشلاتين إلى دوائرها في الانتخابات المقبلة في السودان، وما تردد عن إقامة منطقة تكامل مصرية سودانية في حلايب وشلاتين، أن ما سبق طرحه بالنسبة لفكرة إقامة مناطق تكامل يتعلق بمنطقة الحدود المصرية السودانية كلها وليست منطقة حلايب وشلاتين التي تعتبر جزءًا عزيزًا لا يتجزأ من الأراضي المصرية.