كان قداسة البابا شنوده طوال تاريخ أبوته للكنيسه الارثوذكسيه القبطيه المصريه للكرسى الباباوى هدفاً رئيسياً لتيار الاسلام السياسى الصاعد آنذاك رمزاً روحياً عالياً يستهدفون من ورائه رعيته الاقباط المصريين وكان الرجل الذى عاش الصعود الدرامى للتيار بعد حرب 67 والذى تكرس بولاية الرئيس الذى سمى نفسه المؤمن أنور السادات ولعب بالنار حين صور له خياله السياسى المتكلف والمصاغ من أجود أنواع الكيوف المعتقه أن القضاء على الإرث الناصرى فى السياسه والاقتصاد والدوله لن يتم الا بصعود الاسلام السياسى كعدو رئيسى للإرث الناصرى.
ومن ضمن تداعيات تلك السياسه الخرقاء فى ممالأة الاسلام السياسى صعود تيار الكراهيه لشركاء الوطن وتدشين مايسمى الفتنه الطائفيه ثم تسليم رئيس الدوله بالمطلقات السياسيه للاسلام السياسى كلها وتشدقه بلا ادنى رويه بمقولته أنا رئيس مسلم لدوله مسلمه ومن يومها بدأت المزايدات الدينيه حتى وصلنا الى الحاله الداعشيه الاخيره كحصاد آخير لتسليم الدوله النظرى بمنطلقات التيار فلم يبق الا كفاح التيار من أجل السلطه التى هى عمليا أسيره لكل دعاويهم النظريه وفلسفتهم ومذهبيتهم المنغلقه ورجالهم الذين تربوا فى عز النظام الساداتى وافرخوا وباضوا.
وكان البابا شنوده فى حقيقة الامر بغض النظر عن رئاسته الروحيه لكنيسة الاسكندريه يمثل رمزاً أصيلاً للوطنيه المصريه ووحدة الوطن كجغرافيا وتاريخ ومستقبل ..كان يمثل كل القيم الحضاريه لمصر فى أنبل وأرقى تطلعاتها ولعله لايغيب مقولته الخالده فى وجه كل من كان يستنقص من الوجود القبطى الاصيل فى وجدان الحياه المصريه :إن مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطن يعيش فينا.
وعلى درب أباء الوطنيه المصريه العظام ولدت أبوة البابا تاوضروس وسط المحن والفتن العمياء التى تجتاح مصرنا ومنطقتها العربيه وصار الكأس أمر وأدهى والأسلام السياسى يصيغ السلطه والدستور والوطن ومقدراته وكان الرجل وشيخ الازهر الجليل هما الجناحان القويان صعدت بهما الحركه الشعبيه فى 30 يونيو وشكلا المصداقيه الجوهريه لحركة الجيش المصرى بعدها فى صعوده التاريخى وقطع حبل المؤامره والنجاه بالوطن من المحن والفتن ..ولد الاب العظيم تاوضروس كبيرا فى ظروف تاريخيه كبيره كما يولد العظماء وقام بالدور التاريخى الكبير المناط به من قبل العنايه الإلهيه بمصر وشعبها وتحمل وكنيسته ورعيته طريق الآلام حرقت الكنائس واستهدفت الرعيه وصبر وتحمل ووقف مواقف خالده لاتنسى وقال حينها اقوال خالده لاتنسى ولعلنا الان بعد مرور حين على تلك الاحداث نتأمل مواقف المسيحيين بالجوار فى سوريا حيث اقدم الكنائس تهدم وتدمر ويؤسر الرهبان والراهبات ويقتل الشعب ويدفع الجزيه ويذبح بدم بارد فى معلولا وغيرها حيث يتكلم البشر هناك باللغه السريانيه لغة المسيح وحيث اقدم كنائس العالم وايضاً فى العراق حيث نرى ونبكى على آلام مسيحى الموصل اقدم مسيحيى الشرق ايضا
والان نستطيع ان نتأمل بعمق المعدن النادر العظيم للبابا العظيم تاوضروس بابا الاسكندريه الذى وقف بصلابه وشجاعه وحكمه منذ اللحظة الاولى لتكريسه أسدا جامعاً وسدا مانعا مع جيش بلاده وازهر بلاده ومواطنى بلاده حتى لانقع ابداً فى كارثة معلولا ولا الموصل ولعل كلمات الرجل الخالده التى ترشح بالحكمه والفهم العميق والشجاعه النادره التى يحتاج فهمها الى رجال كبار النفوس والارواح ليفسروها ..نستطيع ان نعيش فى وطن بلا كنائس ولكن لانستطيع ان نعيش فى كنائس بلا اوطان حيث يكون الوطن هنا هو كل كنيسة البابا وقلبه وموضع تعبده ..آيها البابا الخالد العظيم تاوضروس الذى ولد كبيرا :لك المجد