اصدر مركز المحروسة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بيان اليوم عن ما حدث فى في قمة السلام العالمي للتحالف الدولي للأديان حيث لم تتصور توكل كرمان الحائزة علي جائزة نوبل أن تجد أمامها مجموعة من المشاركين المصريين في قمة السلام العالمي للتحالف الدولي للأديان – والتي إنعقدت في الفترة من 17 إلي 19 سبتمبر الجاري – وهم يعترضون علي كلمتها المليئة بالكراهية ضد مصر وشعبها.
وكان مركز المحروسة قد تمت دعوته للمشاركة في قمة السلام العالمي كواحدة من مؤسسات المجتمع المدني المصري الداعمة لجهود السلام المجتمعي. وشارك كل من هاني إبراهيم رئيس مجلس الإدارة ومريم سليمان المدير التنفيذي في المؤتمر إلي جانب عدد آخر من المؤسسات المصرية.
بدأت القمة بإلقاء القيادات السياسة والدينية لكلماتها الرئيسية ومناشدتها العالم بالتوقف عن الحروب التي غالبا ما يروح ضحيتها النساء والشباب والأطفال وأن ينعم العالم بالسلام وأن يبذل الوقت والجهد في رفاهية الشعوب. وعندما حان دور توكل كرمان لتلقي كلمتها تركت كل شئ يدعوا للسلام وإركزت جهدها في كرهها لمصر وشعبها. وتحدثت كيف أن شوارع مصر مليئة بالدماء وأن رئيسها الشرعي محمد مرسي مسجون في سجون الإحتلال وكيف أن مصر صارت دولة داعمة للتخريب والإرهاب والحروب.
كان من المفترض أن يشارك في القمة فضيلة مفتي الديار المصري “الدكتور شوقي جمعة” لكن لظروف لا نعلمها وجدنا كلمته مكتوبة في ملف القمة لكنه لم يشارك ولم يرسل مندوبا عنه. كان عدد من منظمات المجتمع المدني المصري وبعض قيادات الكنيسة القبطية وبعض قيادات منظمات حقوق الإنسان وممثل عن وزارة الشباب المصرية قد شاركوا في القمة تمثيلا لمصر وإن كان تمثيلا يعبر عن إهتمام شخصي لجميع المشاركين بقضايا السلام وكيفية نشر وتعزيز السلام عبر الأديان. ومن المشاركين شيرين قاسم عن المبادرة المصرية للتنمية وإسلام أحمد أمين عن الجمعية المصرية لتنمية النشئ والشباب وماجد حسني ومصطفي علي عن الدولية لدعم التنمية والإستشارات وجيهان فاروق أخصائية التنمية والتدريب لمنظمات المجتمع المدني وراندا البيطار عن وزارة الشباب ومازن حمزة عن مؤسسة آدم للتنمية الإنسانية.
ورفض أغلب المشاركين كلمة توكل كرمان وإعتبروها مسيئة لمصر وأن كلمتها تحولت من كلمة تدعو للسلام إلي كلمة مليئة بالكراهية ضد مصر. كما رفض المشاركون الإستمرار في الإستماع للكلمة وتوجهوا إلي توكل كرمان لإعلان رفضهم لكلمتها والإعتراض علي مضمونها. في البداية تحدثوا إليها بإسلوب راقي رافضين موقفها وأن ما تقوم بنشره والحديث عنه ما هو إلا خطاب كراهية ضد مصر وطالبوها بالتوقف عن ذلك وأن تتوقف عن الإساءة لوطنهم. وإزداد الموقف سخونة عندما تدخل مجموعة من المحيطين بتوكل كرمان وقاموا برفع علامة رابعة ثم نعت أحد المشاركين “بالكلب” ونعت الفريق المصري بالخيانة والعمالة للعسكر. مما إستفز الفريق المصري الذي إحتد في النقاش وقام بعض المشاركين بتكوين حاجز بين المصريين وبين توكل كرمان وطالبوهم بالسلام بينهم.
أثارت الضجة إنتباه أعداد كبيرة من المشاركين ووسائل الإعلام الكورية والدولية وتساؤلوا عن ما يدور فتم توضيح الآمر وأن ما تقوله توكل كرمان يعد خطابا للكراهية ضد مصر وأنها بذلك تثير الفتن والقلاقل بسبب مواقفها الداعمة للتنظيمات الراديكالية ويكفي ما تقوم بنشره ضد الحوثيين في بلدها وأن هذا لا يندرج تحت بناء السلام وخاصة أن توكل يتم توسيقها علي أنها حاصلة علي نوبل للسلام. فانضم كثير من الحضور للفريق المصري وقالت إحدي المشاركات أنا اليوم مصرية وقالت أخري أن توكل هي رمز للخراب الذي يحل بالمنطقة العربية ووصفها أحد القيادات الدينية العراقية المشاركة بأنها آلة الحرب التي تخرب الوطن العربي.
إستمر ضغط الفريق المصري وأصر علي الحصول علي بيان رسمي مكتوب بان ما قامت به توكل كرمان مرفوض وأنه لا يعبر عن رأي القمة وأن المنظمة تعتذر عن كل ما يسئ لمصر. أصر الفريق المصري علي أن تقوم المنظمة الراعية للمؤتمر بتقديم إعتذار رسمي ورفضوا أن يكون الإعتذار فقط شفاهي لهم.
تقول جيهان فاروق أحد المشاركين ان الإساءة لم توجه لي شخصيا بل وجهت للوطن المصري بكامله ولابد أن يكون الإعتذار للوطن وليس لنا كأفراد مشاركين.
ومع إصرار المجموعة المصرية أدي إلي تقدم المنظمة بإعتذار رسمي مكتوب تم إرساله لكل أعضاء الفريق المصري عبر الإيميل وتم تسليم نسخة رسمية منه إلي السيدة / راندة البيطار ممثلة وزارة الشباب وينص الخطاب علي ما يلي: أن منظمة HWPL – وهي المنظمة الكورية الراعية للمؤتمر – تكن كل إحترام للمجموعة المصرية المشاركة في قمة السلام العالمي للتحالف الدولي للأديان والمنعقدة في مدينة سول الكورية وتشكرهم علي أنشطتهم الفاعلة في القمة. وتؤكد HWPL علي أن جميع البيانات والخطب والرسائل التي تم نشرها أو الحديث بها أو الإشارة إليها أثناء القمة تعبر فقط عن رأي أصحابها ولا تعبر بأي شكل عن القمة العالمية للسلام. وتتقدم المنظمة بالإعتذار الرسمي عن أي إساءة قد تكون حدثت خلال القمة للجانب المصري سواء أكانت إساءة مكتوبة أو منطوقة. كما تتقدم المنظمة بالنيابة عن الشعب الكوري بخالص التحية والتقدير لمصر حكومة وشعبا”
وترى المجموعة ان موقف الدفاع عن مصر ورفض البذاءات التي تطلقها يوميا توكل كرمان ضد مصر وشعبها نابع فقط من إيمان المجموعة بوطنهم وأن الإساءة إليه لا تجوز وأن الخلاف السياسي أو العقائدي بين مجموعات داخل الوطن لا ينبغي أن تكون سببا بأي حال في كراهية الوطن والتسبب في مزيد من الإنشقاق داخله. كما تدعوا كافة المصريين الذين يشاركون في مؤتمرات وأحداث دولية تشارك فيها مثل هذه الأصوات الناعقة ضد مصر بأن يتخذوا موقف صلب وأن يتم إتباع إسلوب الضغط الدبلوماسي لوقف مثل هذه الأصوات فلا تجد لنفسها مكانا تبث سمومها فيه.
الجدير بالذكر أن قمة السلام العالمي دعت إليها ثلاث منظمات تتخذ من كوريا الجنوبية مقرا لها وهم منظمة HWPL منظمة الثقافة السمائية وإستعادة نور العالم ومنظمة الشباب العالمي للسلام IPYG ومنظمة نساء من أجل السلام العالمي IPWG. شارك في تنظيم المؤتمر أكثر من 200 ألف مشارك من كوريا وحدها و1500 قيادة دولية سياسية ودينية بالإضافة إلي مئات المنظمات الأهلية المعنية بقضايا السلام.
يتزعم المؤتمر القيادي الكوري ذو الأصول الملكية “مان هي لي” والذي يحسب إليه تدخلة في الفترة الأخيرة لوضع نهاية للنزاع الذي استمر أربعون سنة بين المسيحيين الكاثوليك والمسلمين السنة في الفلبين كما يقود هذا القيادي جهودا دولية حثيثة للتبشير بأهمية السلام العالمي وترتكز جهوده علي أن الشباب هم الأكثر دفعا لثمن الحرب وهم أيضا مستقبل السلام.
لينك للفيديو الذى يوضح المواجهه بين الوفد المصري وتوكل كرمان والموالين والحرس الخاص بها في قمة السلام العالمي بكوريا الجنوبية سبتمبر 2014
[T-video embed=”HCr6eNmw1j8″]