أعرب مكارم ويبيسونو، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967، عن عميق انزعاجه إزاء الخسائر الفادحة التي تكبدها المدنيون الفلسطينيون، خاصة الأطفال في غزة نتيجة العملية العسكرية الإسرائيلية التي استمرت 50 يوماً هذا العام.
وقد أدت العملية الإسرائيلية الأخيرة في غزة إلى قتل 1479 مدنياًّ فلسطينياًّ من بينهم 506 طفلاً، إضافة إلى عدد مهول من الجرحى المدنيين الفلسطينيين بلغ 11.231 ألف جريح من بينهم 3436 طفلاً، يعاني العديد منهم الآن من إعاقات ستلازمهم مدى الحياة.
ويعيش عشرات الآلاف من الأطفال صدمات نفسية بسبب ما شاهدوه بأم أعينهم من قتل مروع لأفراد أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم.
ونقل بيان وزعه مركز الأمم المتحدة بالقاهرة اليوم قول ويبيسونو – في ختام مهمته في المنطقة:”إن ذلك يطرح تساؤلات خطيرة بشأن انتهاكات إسرائيل المحتملة للقانون الدولي الإنساني ولقانون حقوق الإنسان”.
وأضاف المسئول الأممي:”لا يمكن الدفاع عن ادعاء إسرائيل بالدفاع عن النفس ضد سكان يعيشون تحت احتلال وتحت حصار غير قانوني بموجب القانون الدولي. في مجتمع يبلغ سكانه 8ر1 مليون نسمة، أكثر من نصفهم دون سن 18 سنة، يمثل ذلك مأساة حقيقية ستشعر بها الأجيال القادمة”.
ولاحظ المقرر الخاص أنه لا يوجد طفل واحد في غزة لم يتضرر من النزاع، فالأطفال يعانون الآن من التبول اللاإرادي، ومن صعوبة النوم والكوابيس وفقدان الشهية فيما تشهد المدارس المزيد من السلوك العدواني لدى التلاميذ.
في الوقت ذاته يقدر عدد الذخائر غير المتفجرة في أنحاء قطاع غزة ب 7 آلاف تمثل تهديداً خطيراً ومتواصلاً لسكان غزة بما فيهم الأطفال.
وأشار البيان إلى أن 50 يوماً من القصف المتواصل تسببت في تضرر 228 مدرسة من بينها 26 دمرت تماماً أو تضررت بشكل غير قابل للإصلاح. وتعمل الآن 87 مدرسة بنظام الحصتين.
وقد تم إبلاغ المقرر الخاص بأن الأطفال الذين حالفهم حظ العودة للمدارس تمكنوا من الحصول على دعم نفسي مؤقت إلا أن غيرهم من الأطفال وخاصة أولئك الذين فقدوا والديهم، سيحتاجون لدعم ومشورة من حرفيين مهرة على المدى الطويل.
كما لا يزال ما يقدر بنحو 60 ألف مدني نازح في 19 ملجأ في جميع أنحاء قطاع غزة ومع اقتراب فصل الشتاء تتأكد الحاجة لإعادة الإعمار بشكل سريع، وأيضا الحاجة الملحة للإسكان المؤقت لإعادة الأمل والكرامة للشعب الفلسطيني في غزة.
وأثار المقرر الخاص أيضا مخاوف جدية إزاء الوضع المتدهور لحقوق الإنسان في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، بخصوص الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية في سياق المظاهرات والاشتباكات خلال الأشهر الأخيرة.
وحث ويبيسونو، إسرائيل على الامتثال للمبادئ الأساسية بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية، ملاحظاً أنه خلال الفترة من 12 يونية إلى 31 أغسطس من عام 2014، قتل 27 فلسطينياًّ من بينهم 5 أطفال. وكان أصغر هؤلاء الضحايا دون سن 11 سنة.
و قال الخبير الأممي “لا يمكن تبرير استعمال الرصاص الحي ضد الفلسطينيين – حتى لو يقذفون بالحجارة”.