أكدت الجامعة العربية مجددا دعمها الكامل لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعت الجامعة العربية، في بيان أصدره اليوم قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية بمناسبة الذكرى الثانية والثلاثين لمجزرة صبرا وشاتيلا ، “ المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني إلى التدخل الفوري لرفع العدوان الغاشم الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة ووضع حد للاعتداءات الصارخة التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي، التي امتدت منذ أكثر من ستة عقود ماضية ولا تزال ضد الشعب الفلسطيني الأعزل وذلك في تحد سافر لجميع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب، ضاربة بعرض الحائط بأي مبادرات عربية أو دولية من شأنها وقف دائرة العنف في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما سيؤدي حتما إلى نتائج خطيرة تهدد الأمن والاستقرار ليس فقط في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولكن في المنطقة بأسرها “.
كما دعت الجامعة العربية الأطراف المعنية بعملية السلام إلى تحمل المسؤولية الكاملة في انقاذ العملية السلمية وتوفير كافة الوسائل والمساعي في سبيل تحقيق حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام، ووقف كافة الانتهاكات الخطيرة والممارسات العنصرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني والذي يتعارض مع ما نصت عليه مواد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأوضحت أن هذا الامر لن يأتي سوى بقبول اسرائيل بمبادرة السلام العربية التي توفر فرصة تاريخية للسلام بين الحكومة الإسرائيلية والحكومات العربية في منطقة الشرق الأوسط بعد انسحاب إسرائيل من كل الأراضي العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولفتت الجامعة العربية، في بيانها، إلى أن اليوم السادس عشر من سبتمبر عام 2014 يصادف الذكرى الثانية والثلاثين للمجزرة الوحشية لمخيمي صبرا وشاتيلا والتي ارتكبت بحق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والتي تعتبر واحدة من أكثر الفصول الدموية في تاريخ الشعب الفلسطيني الصامد والتي ارتكبت بتواطؤ وتغطية إسرائيلية بعد خروج قوات الثورة الفلسطينية من لبنان من خلال اتفاقيات موقعة مع أكثر من طرف دولي وبإشراف المبعوث الأمريكي فيليب حبيب وبموجب ذلك أصبح أمن المخيمات منوط بكافة هذه الأطراف وبذلك أعطى الجانب الأمريكي ضمانات للقيادة الفلسطينية واللبنانية بحماية وسلامة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إلا أن تلك الاتفاقيات لم تحترم مخلفة هذه المجزرة الوحشية التي أدانتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث رفضت الولايات المتحدة الأمريكية قرار إدانة الجمعية العامة.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن مسؤولية إسرائيل عن هذه المجزرة قاطعة ومؤكدة، إلا أن دعوة المجتمع الدولي حينها إلى تأليف لجان للتحقيق في هذه الجريمة لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية.
وأوضحت أن أولى فصول تلك المجزرة الشنعاء بدأت بإغلاق جيش الاحتلال الإسرائيلي مداخل المخيم وأطبقت قبضتها على سكانه بمساعدة أعوانها، وقتلوا المدنيين الأبرياء بدم بارد وبلا هوادة، ولم يسلم الأطفال دون الثالثة والنساء الحوامل والشيوخ من هذا البطش وقتل كل من حاول الهرب.
وأضافت أن عمليات القتل استمرت قرابة 48 ساعة ولم تفتح أبواب المخيم إلا بعد انتهاء المجزرة حين استفاق العالم على مذبحة من أبشع المذابح في تاريخ البشرية والتي تركت ذكرى اليمة لا تمحى في نفوس من نجا من أبناء المخيمين، موضحة ان عدد ضحايا تلك المجزرة الشنعاء بلغ 3000 لاجيء فلسطيني، حيث تم التمثيل بجثث الجميع ودفنهم بمقابر جماعية.
وشددت الجامعة العربية، في ختام بيانها، على ضرورة مساءلة مرتكبي تلك المجزرة، مؤكدة أن حق الضحايا الأبرياء لن يسقط بالتقادم.
يذكر أن مجزرة صبرا وشاتيلا الدموية تحتل الصدارة في سجل تاريخ الشعب الفلسطيني والأمة العربية كونها إحدى أبشع المجازر الهمجية التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية المحتلة والتي لازالت آثارها عالقة في ذاكرة العالم والأمة العربية جمعاء.