تحت رعاية السفارة الفرنسية بالقاهرة ، وفي إطار أسبوع القصص المصورة (الكوميكس) أقيمت حلقة نقاشية حول تحديات ترجمة القصص المصورة، وذلك بمركز البلد الثقافي امس 24 سبتمبر. ودار النقاش حول روايتي “فلسطين” التي قام بتأليفها “جو ساكو” فنان الكوميكس والصحفي المالطي الأمريكي، وترجمها محمد عبد النبي، و”فردوس الزهراء” التي قام بكتابتها أمير وخليل وقام بترجمتها أحمد وريم .
وتحدث المترجم محمد عبد النبي عن رواية “فردوس الزهراء” ، وقال : إنه وبالرغم من أن الرواية تتحدث عن الحياة في المخيمات الفلسطينية وعن تجربة خاصة من جو ساكو إلا أني لم أشعر بأي كآبة في العمل، بل كان يضج بالحياة والسعادة.
وبالرغم من ان من قدم الرواية هو إدوارد سعيد الكاتب الفلسطيني إلا إنه لم يتطرق للحديث عن المخيمات بل تحدث عن اهمية فن الكوميكس. وأشار عبد النبي إلى أن المترجم هو قاريء بشكل من الأشكال؛ فهو يقرأ الكتاب أولا كقاريء ، وبعد أن ينفعل بالعمل يقوم بترجمته. وأضاف: ” لأن العنصر البصري له عامل مهم في القصة فيجب مشاهدة القصة ورسوماتها أولا عند ترجمة الكوميكس، ثم يتم البدء فى الترجمة مع محاولة ان يكون الكلام مسموعا أكثر منه مقروءً.” كما تطرق إلى أهمية التوازن بين عدد ومساحة الكلمات المترجمة بالنص الأصلي حتى يتنسنى وضعها بسهولة في الحوار.
وألمح محمد سيد مصمم الجرافيك إلى أهمية إحترام العمل الفني والرسام، فلا يمكن تغيير الألوان أو التغيير في الرسوم إلا في أضيق الحدود وبعد الرجوع إلى الرسام نفسه. كما أشار إلى اهمية التوازن بين المادة المقروءة والصور حتى لا نرهق القاريء.
وقالت ريم، باحثة في علم الاجتماع السياسي: “فردوس الزهراء هي رواية تتناول انتفاضة 2009 في ايران، والتي تتشابه في كثير من أحداثها مع ثورة 25 يناير، لذا كان من المهم لنا ان نرى ما حدث. ولأن الرواية كانت موجهة للقاريء الامريكي فكان هناك تركيز على أمور كانت بالنسبة لنا بديهية وغير مهمة، فكان الكاتب -على سبيل المثال- يركز على كرم الشرق وروحانيته وسحره، كما اقحم مشاهد مثل مشهد شنق المثليين معلقا: لو كان رأى جلال الدين الرومي ذلك لحزن فهو كان يحب شمس التبريزي.”
وقد اوضح أحمد المتخصص في مجال المعلوماتية : إنه كان بذلك يحاول أن يزيل الحواجز والتنميط الذي لدى القاريء الغربي عن المجتمع الشرقي، لكننا رأينا في ذلك محاولة لتنميط المجتمع الشرقي. وأضاف أحمد: “الرواية كانت تتضمن أيضا ملاحق معلوماتية، وقد اخذنا وقت طويل في إعادة كتابة الجزء المعلوماتي لأن المعلومات كانت موجهة أيضا بشكل أكبر للقاريء الأمريكي.”
وأضاف أحمد: ” أنه رغم ترجمة الرواية المصورة فى مجملها إلى العربية ، إلا أنه عند كتابة المصطلحات المعربة، بدلا من ان نضيف كما إعتدنا حروف علة مقابل حروف العلة الانجليزي، لكننا هنا أضفنا تشكيل بدلا من الحروف؛ لأنني رأيت أن ذلك ملائم أكثر، وهو المستخدم أيضا في اللغة الفارسية، كما قمنا بكتابة الاسماء الإيرانية بالحروف الفارسية كما هى في محاولة منا لإطفاء الروح الايرانية على الكتاب”
وقال أحمد لوطني: “قد تكون قرب أو بعد هوية الكاتب أحد عوامل اختيار المادة التي سيتم ترجمتها، فلو ترجمنا قصة شخصية ومحلية في ثقاففتها ، فهذا سيجعل ترجمتها أمر صعب وتحدي كبير لأن نتيجتها أنها ستصبح جذابة للقاريء العربي، لانك تكشف له جزء من هوية الأجنبي، كما قد تكون غير جذابة له باعتبار ان القصة تتحدث عن ثقافة أخرى بشكل خاص، وهو ايضا نفس التحدي عندما تقوم بترجمة سير ذاتية.” وأضاف: “عندما استخدمت الحروف الايرانية توقعت ان الناس سيستوعبوا ذلك بسرعة وخاصة إن الحروف المستخدمة في اللغة الفارسية هي ذاتها الحروف العربية مع إضافة بعض الحروف ، وبشكل عام فقد استطعت بذلك أن أعطيهم لمحة من الروح الايرانية.” وصرح أحمدإنه في حال اختياره لقصة جديدة لترجمتها لن يعتمد على الهوية في اختياره بل سيعتمد على شغفه بالعمل.
يذكر أن اسبوع الكوميكس المنعقد حاليا في الفترة من 22 حتى 27 هو الأول من نوعه في مصر، وتم تنظيمه بالتعاون بين المعهد الفرنسي ومعهد جوته الألماني وعدة منظمات وهيئات مصرية.