خلال زيارات “حملة مين بيحب مصر” للمناطق العشوائية لمناطق منشأة ناصر والدويقة (والذي أطلق عليها زرزارة الدويقة)، وتبة فرعون، والحرفيين حيث تعتبر الدويقة أبرز المناطق العشوائية بالقاهرة التي بها أكبر بؤر للتلوث وتقع على مساحة 850 فدانًا.
أكدت مريم البدراوي، رئيسة لجنة المحافظات في حملة “مين بيحب مصر” على أن أغلب سكان منطقة الدويقة يعملون في جمع القمامة، يعانون تدهور الظروف البيئية والصحية وقصور الخدمات وشبكات البنية التحتية، ويمكن لأسرة مكونة من خمسة عشر شخصاً أن تعيش في شقة مساحتها 25 متراً تحت سفح الجبل، فضلاً عن عدم صلاحية هذه الشقق للعيش فيها بسبب التصدعات والتشققات الأرضية، كما يعيش البعض في شقق مشتركة تجمع عدة أسر في شقة واحدة.
وأضافت “البدراوي” أن الدويقة تعد إحدى مناطق الجذب التي يقبل عليها الوافدون من الريف إلى القاهرة، بحثاً عن فرصة عمل مناسبة، أو هروباً من ظروف لا تقل صعوبة؛ حيث السكن الرخيص ويحيا سكان الدويقة تحت الحد الأدنى من متطلبات الحياة رغم السعي لتطوير المنطقة.
وأوضحت البدراوي أنه بالقرب من صخرة الدويقة، داخل منطقة جبلية خطرة، توجد منطقة زرزارة، التي تضم مئات البيوت، وآلاف من الأسر، حصلوا على بيوتهم عن طريق وضع اليد، بينما استأجر آخرون من واضعى اليد بيوتهم، وتعاني أغلب تلك البيوت بوجه عام من تشققات في الجدران، وانهيار في أجزاء من الأسقف، فيما ينتظر أصحابها دورهم في الإخلاء، حيث يضع الحي منطقة زرزارة، ضمن المناطق المعرضة لخطر انهيار الصخور، وفقاً للدراسات الجيولوجية.
وقد قام الحي بالفعل بإزالة جزء من بيوت منطقة زرزارة، إلا أن البيوت التي تم هدمها فصلت المنطقة عن باقي أحياء الدويقة، مما زاد من خطورة الوضع الأمني بالمنطقة، وزادت شكوى الأهالي من التعرض للخطف والسرقة تحت تهديد السلاح، فضلاً على شكوى النساء من التعرض للتحرش، وللوصول إلى منطقة زرزارة ينبغي النزول إليها، من منطقة الحرفيين، عبر سلم حجري طويل، غير منتظم، وتزداد مشقته على المرضى وكبار السن، وقد قام الأهالى ببنائه بالجهود الذاتية.
وتستطرد أن العشوائيات ليست مرتبطة بالمكان فقط أو طبيعته، لكنها مرتبطة أيضاً بأسلوب قاطني هذه المناطق، فالبعض يحاول اختزال خطورة العشوائيات في تشويه المنظر الجمالي للمدن، لكن العشوائيات خطر على قاطنيها أنفسهم؛ فالقضية هنا ليست معاناة فقراء يعيشون في أماكن متهالكة فقيرة، بقدر ما هي مرتع للجريمة بكل أنواعها، لما تشكله من بؤر للجريمة المنظمة من قتل، سرقة، مخدرات، بلطجة؛ إذ تتحول كثير من المناطق العشوائية إلى مناطق يصعب على رجال الأمن أحياناً دخولها، فعلى سبيل المثال هناك مناطق بعينها يسيطر عليها بلطجية، وينصبون أنفسهم زعماء لهذه المناطق وبالتالي تصبح المنطقة في قبضة هؤلاء البلطجية، مثل عبد النعيم في زرزارة الدويقة الذي يحكم قبضته على السكان ويقوم بإرهابهم ومنعهم من الحديث عن مأساتهم، أو التحدث مع أي مسئول ويقتصر الحديث عليه فقط، وبالتالي أصبحت زرزارة الدويقة إمارة ترهب كل مسئول تسول له نفسه الدخول إلى هذه المنطقة قبل أخذ إذن المدعو إمبرطور المنطقة عبد النعيم، والذي يصف نفسة أنه الحكومة في هذة المنطقة وأشار الأهالي إلى أنه يبيع أراضي وضع اليد عليها، ووصفوا محافظة القاهرة بأنها خارج الخدمة، ولا تعلم عنهم شيئاً.