ثمن العديد من المراقبين والسياسين البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية وطالبت فيه الولايات المتحدة الأمريكية بضبط النفس، فلأول مرة الخارجية المصرية تدين أعمال العنف في أمريكا، وتطالبهم باحترام احتجاجات المتظاهرين.
وأشار السفير بدرعبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إلى تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، والذي طالب فيها بضبط النفس واحترام حق التجمع والتعبير السلمي عن الرأى، وأعرب عن أمله في أن تؤدي التحقيقات الجارية إلى تسليط الضوء كاملا على مقتل الشاب الأمريكي وإنفاذ العدالة، فضلا عن حثه السلطات بالتعامل مع المظاهرات وفقا للمعايير الأمريكية والدولية.
وراى عدد من السياسين إن هذا الموقف يدل علي أن مصر دولة لها كيانها ووضعها في العالم، ولن ترهب من أحد، وأن بيان الخارجية هو يمثل موقف الدولة المصرية، وليست الخارجية فقط،
واكد المراقبين أن الخارجية المصرية قدمت نموذجًا رائعًا في الرد علي أمريكا خلال تعاملها مع مواطنيها، مؤكدا أن هذا البيان إيجابي ويعبر عن قوة الدولة المصرية.
ومن جانبها قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارى هارف ردا على سؤال عن الانتقادات التى وجهتها إلى واشنطن القاهرة وكذلك أيضا طهران وبكين وموسكو، أنه “عندما تكون لدينا مشاكل وقضايا فى هذا البلد فنحن نعالجها بنزاهة وشفافية”.
وأضافت خلال مؤتمرها الصحفى اليومى أن “الناس أحرار في قول ما يريدون، هذه حرية التعبير. وأضافت : أنا اختلف تماما مع مقولة أن ما يجرى هنا يمكن مقارنته بالأوضاع في البلدان المذكورة”. وتابعت المتحدثة “هنا فى الولايات المتحدة، نحن نأخذ فى الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بشفافية ونزاهة وصدق، مقابل ما يجرى فى أى دولة أخرى فى العالم
وعلى الرغم من ان ما يحدث نراه فى مصر بكل شفافية وهى مظاهرات سلمية فعلا ولا يوجد بها من يحرق سيارات الشرطة او يقتل او يحرق ونرى ايضا كيف تتعامل معهم الشرطة الامريكية
معلقا على بيان وزارة الخارجية يقول السقير محمد المنسي، مساعد وزير الخارجية السابق والمشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج ، إن بيان وزارة الخارجية المصرية الذي تطالب فيه الولايات المتحدة بضبط النفس واحترام حق التعبير للمتظاهرين، جاء رداً علي موقف أمريكا منذ ثورة 30 يونيو ومطالبتها بتطبيق حقوق الإنسان.
وأضاف المنسي ان البيان جاء بدون تجريح للسياسة الأمريكية وصياغته والهدف منه الرد علي أمريكا عندما كانت تطالب بحقوق الإنسان و تتعارض مع السياسة المصرية وتتحالف وتدعم جماعة الإخوان المسلمين.
والداخلية تقدم النصائح
من جانبها وجهت وزارة الداخلية عبر متحدثها الرسمي، 5 نصائح للشرطة الأمريكية للتعامل مع المظاهرات التي تشهدها ولاية «ميزوري»، بعد مطالبة المواطنين بالتحقيق مع الشرطي المتسبب في مقتل شاب أسود.
وقال هاني عبداللطيف، المتحدث باسم وزارة الداخلية، في اتصال هاتفي لبرنامج «على مسؤوليتي» على قناة «صدى البلد»، مساء الثلاثاء، أطالب الشرطة الأمريكية بعدم استخدام القوة المفرطة في التعامل مع المتظاهرين السلميين.
وجاءت ثاني نصيحة من المتحدث باسم وزارة الداخلية، وهي مطالبته الشرطة الأمريكية بالحوار مع المتظاهرين، حرصا على عدم نشر الفوضى والعنف في ولايات أمريكية أخرى.
النصيحة الثالثة التي وجهتها الداخلية المصرية للشرطة الأمريكية هو سرعة تقديم رجل الشرطة المتسبب في جريمة القتل للمحاكمة، لأن المتظاهرين مطالبهم مشروعة.
كما شدد اللواء هاني عبداللطيف على أن استمرار التعامل العنيف من قوات الأمن مع المظاهرات «هيدخل أمريكا في مشاكل».
وأشار المتحدث باسم وزارة الداخلية، إلى أنه من خلال خبرته الأمنية، فإن ما رأيناه في التعامل مع المتظاهرين الأمريكيين يُعد «استخدام مفرط للقوة»، مضيفا: «أنت لا تتعامل مع تجار سلاح ولا مسلحين بآلي، ولكنك تتعامل مع سلميين، ومطالبهم مشروعة، وعايزين حق ابنهم اللي اتقتل فقط
والمصريون يدشنون صفحة كلنا مايكل بروان
تناول رواد مواقع التواصل المظاهرات والاحتجاجات الغاضبة التى قامت فى بلدة فيرجسون فى ولاية ميزورى، إثر مقتل الشاب الأسود “مايكل براون” 18 عاما على يد الشرطة الأمريكية السبت الماضى، ثم تدخل الشرطة التى استخدمت الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطى ضد المتظاهرين. وسخر مستخدمو مواقع التواصل من مظاهرات أمريكا وتعامل الأمن والشرطة بعنف ضد المتظاهرين، ووصفوها بمظاهرات “الربيع الأمريكى”، وامتازت أغلب تعليقاتهم بالسخرية والتهكم، وكان من أبرزها “خلى أمريكا تدوق من نفس الكاس”.
وأضاف آخر “الشرطة الأمريكية بتستخدم العنف ضد مظاهرات المواطنين، الشعب المصرى بيرفض ويدين ويشجب استخدام العنف ضد المتظاهرين وقمع الحريات، ولذلك الشعب المصرى يهددكم بقطع المعونة ونرجو منكم ضبط النفس”.
ووجه مصريون نصائح للشعب الأمريكى للتعامل مع الشرطة بعد الطريقة العنيفة التى استخدمتها لفض المظاهرات، بالإضافة إلى وصف تسلسل الأحداث بناء على خبرة المصريين فى المظاهرات. فى كتابة بعض التحذيرات للنشطاء الأمريكان لتجنبها مثل “أول حاجة تتعمل فجروا مبنى الإرشاد بالمرشد، وتابع آخر: هتتعرضوا لأعمال نهب وسرقة عادى هى دى ضريبة الثورة”،
فيما تم تدشين صفحة “كلنا مايكل براون” على غرار صفحة “كلنا خالد سعيد”، ودشن آخرون هاشتاج “تويت كانك ناشط أمريكى”، حيث امتاز الهاشتاج بالطابع الساخر. وجاء من ضمن التعليقات “مثل ده مخطط لتقسيم ولايات أمريكا إلى خمس دول، مؤكدين أن هناك أنباء عن هروب أوباما إلى المكسيك”، و”نطالب الرئيس أوباما باحترام حقوق المتظاهرين.. وتجنب العنف المفرط ضد أبناء شعبه”، وعلق ثالث “أبدا لن يكون هناك تصالح مع من تلوثت يده بالدماء إلا بعد ما يغسل إيده طبعا”، و”أوباما كويس بس إلى حواليه هما إلى مكرهين الناس فيه”. وتضمنت التعليقات “صفحة كلنا مايكل براون بتقول إنهم بيضربونا بـالخرطوش والغاز”، و”شهداء ١٦ أوغسطس ماتوا فى أحداث أوغسطس
والحقوقيون ينشطون
نظم مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، مؤتمرا صحفيا للإعلان عن التقرير السنوى للمركز
وأكدت داليا زيادة المدير التنفيذى للمركز خلال كلمتها، أن تعامل القوات الأمريكية مع المظاهرات التى اندلعت فى أمريكا أثار استياء الجميع.
وأعلنت “زيادة” عن شجب وإدانة مركز ابن خلدون لتعامل الشرطة مع المحتجين هناك، مطالبة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بعدم توجيه البنادق والأسلحة فى وجه المتظاهرين وإحترام حقوق الإنسان، لافتة إلى أن المركز شكل بعثة لتقصى الحقائق فى الأحداث تبدأ عملها قريبًا.
من جانبها اعتبرت الدكتورة منى مكرم عبيد، أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن مقتل الشاب الأسود مايكل براون برصاص شرطي أبيض، بولاية ميزورى فى الولايات المتحدة الأمريكية تكشف أن التفرقة العنصرية مازلت موجودة فى أمريكا.
أضافت ان أمريكا لا تريد أن تتقبل أى انتقاد، متسائلة: أين انتقادات منظمة “هيومين رايتس ووتش” من أحداث ولاية ميزورى، رغم الانتقادات غير المبررة التى وجهوها لمصر
وتابعت:” هناك ازدواجية فى المعايير لدى واشنطن، وهناك صدمة للشعب الأمريكى جراء عنف الشرطة الأمريكية”، معتبرة أن أمريكا تتباهى بالديمقراطية وحقوق الإنسان رغم أنها تنكرها على السود داخلها، مشيرة أن الأمريكان تعودوا على انتهاك حقوق الإنسان فى أفغانستان والعراق وأخير فى ميزورى.