شهدت مدينة بنغازي الليبية،مظاهرتين أحداها مؤيدة لمجلس النواب وقراراته والأخرى رافضة لعقد جلسات المجلس بمدينة طبرق، ومعارضة لقرارات المجلس. وقد أعلن المتظاهرون المحتشدون بساحة الحرية بجوار محكمة شمال بنغازي رفضهم لقرارات مجلس النواب بخصوص الاستعانة بالمجتمع الدولي، مطالبين برجوع مجلس النواب لمقره الدائم بمدينة بنغازي،وأعلنوا دعمهم لما يسمى بمجلس شورى ثوار بنغازي،فيما أعلن المشاركون في المظاهرة التي تجمعت أمام فندق تيبستي وسط بنغازي تأييدهم لقرارات مجلس النواب وبحل كافة التشكيلات المسلحة والاستعانة بالمجتمع الدولي لحماية المدنيين ووقف إطلاق النار بليبيا.
وجدد المتظاهرون مطالبتهم بتفعيل مؤسسات الجيش والشرطة وحل كافة المجموعات المسلحة وملاحقة كل المسئولين والمتورطين في جرائم الاغتيالات والتفجيرات التي طالت مئات من منتسبي المؤسسات العسكرية والقضائية والأمنية وعشرات من الناشطين السياسيين والحقوقيين والإعلاميين. وفي مدينة البيضاء شرق بنغازي أعلن المتظاهرون دعمهم الكامل لكل القرارات التي تصدر عن مجلس النواب ورفضهم القاطع لظاهرة التشكيلات المسلحة، مطالبين بتفكيكها بالكامل وتسريع تفعيل مؤسسات الجيش والشرطة حتى يتحقق مطالب المواطنين بترسيخ الأمن والأمان والاستقرار في كافة مدن ومناطق ليبيا.
كما شهدت شوارع وميادين مدينة مصراتة الليلة الماضية مظاهرة ندد المشاركون فيها، بما اقره مجلس النواب باستدعائه للتدخل الاجنبي، معتبرين ذلك القرار انتهاكا للسيادة الليبية وتمكين للاجنبي من مقدرات البلاد، وانهم اضافة الى مخالفتهم لمواد الاعلان الدستوري، قد فقدوا الشرعية التي خولها لهم ناخبوهم وبالتالي فلا اعتراف لكل ما يصدر عنهم. ورفع المتظاهرون لافتات تحمل شعارات مؤيدة لعملية فجر ليبيا وداعمة لتطهير العاصمة من كتائب الفوضى وتدين الاعتداءات التي يقوم بها حفتر على الابرياء في بنغازي ودرنة.
ونظم اهالي وسكان مدينة سرت وقفة احتجاجية بساحة الشهداء رفضا واحتجاجا لدعوات التدخل الاجنبي في ليبيا والتي ينادي بها مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق. ودعا المتحدثون خلال هذه الوقفة نواب مدينة سرت إلى الإنسحاب فورا من جلسات هذا المجلس،معتبرين ان المطالبة بالتدخل الاجنبي خيانة لدماء الشهداء وللوطن.
وعبر المتحدثون خلال هده الوقفة عن انحيازهم الكامل لثورة السابع عشر من فبراير التي ضحى من اجلها شباب ليبيا بارواحهم، مؤكدين بانهم مع عملية فجر ليبيا حتي تحقق اهدافها في القضاء علي كافة بقايا عناصر النظام السابق في كل مكان من ليبيا.
وكان مجلس النواب الليبي قد اصدر من جانبه في وقت سابق من يوم امس الجمعة بيانا توضيحيا حول قراره بالطلب من هيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن الدولي، بالتدخل العاجل لحماية المدنيين ومؤسسات الدولة في ليبيا. وقال المجلس في بيانه أن قراره رقم (7) الصادر في الثالث عشر من اغسطس غايته دعوة مجلس الأمن الدولي وهيئة الأمم المتحدة للتدخل مبدئيا وممارسة بعض الضغوط على ذوي العلاقة بالنزاع في الداخل أو الخارج بوجوب إعادة وفرض الأمن في كامل ربوع ليبيا، ولم تكن الغاية من ذلك القرار الاستقواء بالأجنبي. وأضاف أن من الاسباب التي دعت الى اصدار القرار كذلك عدم امتثال جميع الاطراف المتنازعة للقرار رقم (3) لسنة 2014 القاضي بدعوة كافة أطراف النزاع إلى وقف فوري وشامل لإطلاق النار والاقتتال. وأكد اعضاء مجلس النواب حرصهم على أمن وأمان جميع الليبيين ووحدة تراب ليبيا،برا بعهدهم ووفاء لأرواح الشهداء،وتحقيقا للديمقراطية وسيادة دولة العدل والقانون.
عبد المسيح يوسف