قطع أثرية فريدة لمختلف العصورالتاريخية التي مرت بها مصر
يعد المتحف القومى للحضارة اكبر متحف فى العالم والوحيد من نوعه فى مصر انه يعرض قصة الحضارة منذ عصور ما قبل التاريخ بداية من العصر الحجري الحديث ، وإذا كانت مصر تتباهى علي الدنيا جميعا بأنها صاحبة أقدم حكومة مركزية في تاريخ العالم القديم ، فان وحدتها الحضارية تسبق وحدتها السياسية بما يعني تجانس وتماسك النسيج الحضاري الواحد للشعب المصري
من هذا المنطلق صرح الدكتور ممدوح الدماطى وزير الآثاران متحف الحضارة القومی بالفسطاط سيشهد خلال الفترة القادمة نقلة حقيقية حيث تم الانتهاء من حوالی80% من المشاكل التی تعوق افتتاحه بسبب البيروقراطية، كما سيتم استخدام مخزن متحف الحضارة كمخزن مركزى للآثار التی يتم اكتشافها وصالحة للعرض ، كما انه يجرى العمل علی تطبيق منظومة أمنية جديدة باستخدام السياج الإلكترونی لتوفير أقصى درجات الحماية والأمان فی عدد من المتاحف المواقع الأثرية
كما اكد الدكتور ممدوح الدماطى على ان المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط سيكون مقصد ا كبيرا ليس فقط في السياحة وانما في الحركة الثقافية والتعليمية، وسيعطي وجبة دسمة عن الحضارة المصرية وتطورها عبر التاريخ
من جانبه أوضح دكتور مصطفى أمين ، الامين العام للمجلس الأعلى للآثار ان المتحف يضم كل مظاهر الثراء والتنوع التى تمتعت بها الحضارة المصرية خلال الأزمنة المختلفة ، بدءا من عصر ما قبل التاريخ وحتى الوقت الحاضر ، مشيراً إلى أن المتحف سيضم ثمانية معارض متخصصة، مكونة من معرض شامل عن الحضارة المصرية، يقع في قلب المتحف، بجانب معرض للمومياوات الملكية، وستة معارض أخرى بعناوين “فجر الحضارة، النيل، الثقافة المادية، الكتابة والعلوم، الدولة والمجتمع، العقائد والفكر، كما ستكون مقتنياته في إطار متسلسل تاريخيا خلال ثماني فترات أساسية، هي: ما قبل التاريخ، العصر العتيق، العصر الفرعوني، العصر اليوناني الروماني، العصر القبطي، العصر الإسلامي، العصر الحديث، ثم المعاصر
حماية التراث الحضاري والإنساني
وفى هذا الاطار أطلقت منظمة اليونسكو حملة تبرعات دولية لدفع حركة العمل والانتهاء من المراحل المتبقية من مشروع إنشاء متحف الحضارة القومي بالفسطاط لما يمثله من إضافة جديدة في مجال حماية التراث الحضاري والإنساني بما سيحويه من قطع أثرية فريدة تستعرض مختلف المراحل والعصور التاريخية التي مرت بها مصر.
يقدم المتحف القومي للحضارة المصرية أهم جوانب الحضارة المصرية على الاطلاق ويعبر عن تطورها على مدى العصور ويقدم العرض المركز نظرة شاملة على الحضارة الزمنية وأهم نقاطها تبعاً للترتيب الزمني وتقوم منطقة العرض الموضوعي على ستة موضوعات توضح أهم جوانب التطور في الحضارة المصرية هي : النيل ، الكتابة ، فجر الحضارة ، المعتقدات والفكر الشعبى ، الدولة والمجتمع ، الثقافة المادية ، و تختص كل وحدة موضوعية بموضوع واحد وداخل كل وحدة موضوعية يتم العرض بترتيب زمني
قصة الحضارة منذ عصور ما قبل التاريخ
ومر المتحف القومى بمراحل متعددة و لعل اهمها هو وضع حجر الاساس للمتحف عام 2002 فى منطقة الفسطاط بعد عمل المسح الاثرى الخاص بالموقع و بالفعل تم البدء فى تنفيذ المشروع عام 2004 ، و قد تم الانتهاء من حوالى 60% من المرحلة الثانية من المشروع و المتمثلة فى عمل التشطيبات الداخلية لمبنى المتحف و التنسيق العام للموقع ، وتتبقى المرحلة الثالثة والتى تتمثل فى عمل العرض المتحفى الداخلى و الخارجى .
وتبلغ المساحة الاجمالية لمتحف الحضارة حوالى 33 فدان لهذا تم تقسيمه الى ثلاث مناطق مختلفة :أولها المنطقة التى تحتوى على اهم انجازات الحضارة المصرية بتسلسل زمنى يبدأ من عصر ما قبل التاريخ مرورا بالعصر الفرعونى و القبطى و الاسلامى نهاية بالعصر الحديث ، ثانيها : المنطقة التى يتم تقسيمها الى ستة صالات عرض حيث تشمل كل صالة موضوع مختلف عن الاخر ، ثالثها منطقة عرض ملوك و ملكات مصر الذين اشتهروا منذ قديم الازل ،و الذين صنعوا اعظم حضارة عرفها التاريخ .
ويضم المتحف بين جنباته آثارا نادرة تم جمعها من المتاحف والمخازن المنتشرة في مصر، من خلال أسلوب منهجي ومن المقرر أن يتم تقييمه بحيث يبرز المتحف جوانب التراث المصري، وتأثير الحضارة المصرية على الحضارات الأخرى .
نموذج يعكس تسامح الاديان
يتمتع موقع المتحف القومي للحضارة المصرية بالعديد من المزايا ذات الأهمية الكبيرة ، حيث يتمتع الموقع بهذه الصفات والمقومات الحيوية، فالموقع يرتبط جغرافيا بأحد أهم المواقع الأثريه والتى تعود الى بدايه العصور التاريخية فى مصر وهى حضاره المعادى ، يمثل الموقع جزءا هاما من مدينة الفسطاط أول عاصمة لمصر الإسلامية, كما يرتبط أيضا تاريخيا وجغرافيا بمنطقه الكنائس فى مصر لذا يعتبر موقع نموذجيا يعكس تسامح الأديان فى مصر كدولة استضافت الديانات السماوية الثلاث فى تسامح وحب وسلام ،كما ان الموقع يرتبط بصريا بكل المواقع الحضاريه فى القاهره الكبرى ويمثل نقطه التقاء الكثير من الحضارات ففي الجنوب تمثل حضارة المعادى وحلوان عصور ما قبل التاريخ وبدايه التاريخ فى مصر ثم الى الغرب على الناحيه الآخرى من النيل مع منطقه هرم سقارة المدرج وأهرامات الجيزة تعبيرا عن مصر الفرعونيه ثم الى الغرب القريب على الضفـه الشرقيه للنيـل مع حصن بابليون تمثيلا لمصر الرومانيه ثم الكنائس تمثيلا لمصر القبطيه ثم المدن التاريخيه والقلعه تمثيلا لمصر الاسلاميه حتى عهد محمد على ثم مصر الحديثه من كل الاتجاهات ، كما ان موقع المتحف يحتوى على بحيره طبيعيه نادره هى بحيره عين الصيره وهى البحيـره الوحيده الباقيه فى القاهره بعد اختفاء العديد من البحيرات .