تحدث البابا تواضروس الثانى خلال عظته الاسبوعية عن موضوع “الالتقاء بالمسيح“ مشيرا الى أننا نقترب من نهاية السنة القبطية والانسان لا يتغير الا بمعجزة نعمة، والنعمة لا تأتى الا عندما نشاء ونريد ونرغب ونجاهد روحيا ونحن لا نرغب الا عندما نطلب باشتياق ما هو فوق نطلب المسيح.
وأشار البابا إلى أن قيمة الانسان تقاس بقوة شخصيته وبناءه الداخلى وليس فى ماله او منصبه لكن الانسان أمام أمور كثيرة فى العالم ضعيف للغاية فمثلا إنسان جبار مثل شمشون احد قضاة بنى اسرائيل تتخلى عنه نعمة الله عندما يسقط فى شهوات نفسه ويسقط امام دليلة فقيمة الانسان فى قوته الداخلية، وفى نفس الوقت فتاة صغيرة مثل يوستينا الشهيدة مجرد اسمها يهزم الشياطين.
و استعرض قداسته بعض الشخصيات الذين تقابلوا مع المسيح وماذا حدث معهم ولماذا التقوا به وقسمهم إلى نوعين منهم أولهم من ذهبالمسيح إليهم مثلما ذهب الى بيت سمعان الابرص.. وكأن زيارة المسيح له كانت لكى يكشف معدن هذا الانسان ويضعه فى مقارنة امام المرأة الخاطئة وهى التى تفوز.. وايضا ذهب المسيح إلى المرأة السامرية عند البئر.. وايضاً ذهب الى ذكا العشار ليقابله عند الشجرة وهى ترمز فى الكتاب المقدس الى خشبة الصليب فالمسيح اراد ان يقابل زكا عند خشبة الصليب “الشجرة” ليقدم له الخلاص.
يذهب المسيح لهؤلاء الناس لأجل ثلاثة أسباب أولها خلاص نفوسهم.. لكى يعرفوا المسيح المخلص، ثانيا لشفاءهم الروحى.. شفاء أمراضهم وشفاءهم من الخطية، وأخيرا لاقامة الموتى.. فى مراحل مختلفة كاقامة ابنة يايرس أو اقامة لعاز
وأوضح البابا أن الذين يذهبون إلى المسيح قد سمعوا عنه وبحثوا عنه مثل المرأة الكنعانية التى كانت تصرخ بحرارة يا ابن داود ارحمنى، وايضا نازفة الدم.
وعن أسباب الجاذبية فى شخص المسيح التى جعلت الناس تريد ان تتقابل معه قال البابا لأن المسيح ليس بأحد غيره الخلاص ولا يوجد اقوى من تعبير داود النبى “بالخطايا ولدتى أمى” فإذا كان إنسان مريض بالجسد يذهب لطبيب الجسد، او كان مريض بالنفس يذهب لطبيب النفس، اما اذا كان مريض بالروح اين يذهب؟ فطبيب الروح هو المسيح يد المسيح الوحيدة التى تستطيع ان تخلص الانسان من الخطية واتعاب الروح “تعالوا الىّ يا جميع المتعبين وانا اريحكم“
المسيح هو الراعى الصالح الذى يرعى الانسان على حسب تعبير الكتاب “الرب يرعانى فلا يعوذنى شىء” رعاية الله للانسان رعاية دائمة لا يحدها زمان ولا مكان ويقول لن الكتاب “ان نسيت الام رضيعها انا لا انساكم” وهذا يعطينا نوع من الطمأنينة هو الذى يسهر على راحة النفوس لانه يعرفها كما قيل “ابى وامى قد تركانى اما الرب فقبلنى” اى لم يتركنى وهذا نوع من الايمان
المسيح هو باب السماء اى هو الوسيلة الوحيدة التى تصل الانسان بالسماء “اجتهدوا ان تدخلوا من الباب الضيق” ربما الذين يعيشون للمسيح يضطهدون ويعيشون فى ضيقات وهذا هو الباب الضيق لكن باب السماء نفسه هو شخص المسيح.
أيضا المسيح هو القادر على كل شىء وهذا التعبير ذكر فى سفر الرؤية فهو قادر على كل شىء ولا يعثر عليه أمر.. هو الذى يستطيع ان يحول الخوف الى شجاعة مثل الفتية الثلاثة.. واليأس الى رضا مثل المريمات.. والحزن الى فرح مثل تلاميذ المسيح الذين كانوا فى منتهى الخوف والحزن وقت الصليب ويظهر لهم بعد القيامة فيقول الكتاب “ففرح التلاميذ”.. وايضاً نجد شاول الطرسوسى يتحول من لا شىء الى بولس الرسول وكرازته وخدمته
واستكمل قداسته أن المسيح هو الذى يعلم الانسان السلوك المسيحى الراقى فالسلوك المسيحى يهذب الروح ويرفع من انسانية الانسان كشخص عندما يقترب من النور وجهه يضىء وكلما ابتعد عن النور لا يضىء وجهه فعندما تقترب منه المسيح وجهك يضىء دائما.. من هذه السلوكيات ان يمارس الانسان السلام “طوبى لصانعى السلام لانهم ابناء الله يدعون” لان الانسان تعود على غريزة المقاتلة القتال.. وتسمى صناعة السلام الصناعة الصعبة فالذى ينقص العالم حاليا هو السلام.. والخطية اذا وجدت تمنع السلام
كما أن المسيح هو الذى يعطى قوة النعمة “تكفيك نعمتى” المسيح وهو على الصليب قالت عبارته المشهورة “انا عطشان” فكانت كلمته ليست للماء ولكنها مقصود بها انا عطشان لخلاص كل انسان
وشرح البابا خطوات تساعد الإنسان على الالتقاء بالمسيح أولها الثبات فى الايمان واقوى تعبير عن الايمان المزدهر هو سير القديسن وابطال الايمان فلا تجعل ايمانك شكلى ثانيا إدراك محبة الله نحوك الله يتحرك نحونا بالحب فعليك أن تدرك مقدار هذه المحبة
ثالثا التحرك نحو الله دائما بالصلاة فالمسيح قال “صلوا كل حين” معناها كن فى حركة اقتراب دائمة نحو الله وايضا اجعل لك عمل يعبر عن محبتك للهان كان بالخدمة او بالمحبة او باعمال الرحمة
عندما تلتقى بالمسيح سيعطيك قوة خاصة فيوسف الصديق نال قوة داخلية امام اغراء امرأة فوطيفار، واستطفانوس الشهيد الاول ايضا نال قوة داخلية امام راجميه.. اذن فأنت الرابح فى الحالتين عندما يزورك مسيحك من خلال النعمة او عندما تسعى انت لتلتقى به وتكون النتيجة ان تشعر بهذه القوة فى داخلك وانه يرافق طريقك فى كل يوم
عندما تلتقى بالمسيح سيعطيك قوة خاصة فيوسف الصديق نال قوة داخلية امام اغراء امرأة فوطيفار، واستطفانوس الشهيد الاول ايضا نال قوة داخلية امام راجميه.. اذن فأنت الرابح فى الحالتين عندما يزورك مسيحك من خلال النعمة او عندما تسعى انت لتلتقى به وتكون النتيجة ان تشعر بهذه القوة فى داخلك وانه يرافق طريقك فى كل يوم