بدأت العلاقة بين الاقباط والبرلمان منذ انشاء مجلس الشورى عام 1866 وكان الاقباط ممثلون فيه بعدد من الاعضاء وفى عام 1879 تم تشكيل أول مجلس نيابى وكان ينتخب عضو قبطى عن كل مديرية ،واستمر تزايد الاقباط فى البرلمان حتى استطاع احدهم الوصول إلى منصب رئيس المجلس وهو ويصا واصف الذى أصبح أول قبطى يصل إلى هذا المنصب ،وكان من الممكن أن يترشح الاقباط فى الدوائر ذات الاغلبية المسلمة ويتنافسون مع مرشحين آخرين ويحصلون على أعلى نسب فى التصويت وحدث ذلك عن طريق حزب الوفد عندما رشح مكرم عبيد باشا القيادى الوفدى منافسا لياسين احمد باشا نقيب الاشراف فى محافظة قنا ذات الاغلبية المسلمة واستطاع الفوز عليه ،ولكن لم يدم الوضع كثيرا حتى تغير بعد ثورة 1952 ولم يستطع الأقباط الترشح نظرا لعدم وجود الأحزاب السياسية لذلك قرر جمال عبد الناصر غلق 10 دوائر بها تواجد قبطى لا يترشح فيها غير الأقباط حتى يتواجدوا فى الحياة السياسية ولكن هذا القرار لم يساعدهم كثيرا ففى عام 1975 لم يوجد فى البرلمان قبطى واحد، وعندما جاء الرئيس محمد انور السادات اعطى الاقباط الحق فى الترشح وأيضا لهم نسبة بالتعيين واستمر على ذلك الرئيس محمد حسنى مبارك ، أما دستور 2014 ينظر إليه البعض أنه جعل كوتة للاقباط حيث يجب أن تشمل كل قائمة حزبية على( 3 اقباط و3 عن المراة و2 من الشباب و2 عمال وفلاحين وممثل عن ذوى الاعاقة واخر ممثل عن المصريين المقيمين فى الخارج ).
وما أن أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسى عن تشكيل اللجنة العليا للانتخابات البرلمانية حتى سارعت الأحزاب فى التنافس من أجل ضم الشخصيات السياسية والوطنية المعروفة على الساحة السياسية وذلك لاختيارهم ضمن القوائم الانتخابية الخاصة بهم ،ولكن هل المرشح القبطى ليس له إلا أن يلجأ الى القائمة ؟وماهى نسب المرشحين المستقلين؟ومع تزايد التحالفات ايهما افضل للمرشح القبطى؟
فى البداية قالت مارجريت عازر البرلمانية السابقة والامين العام لحزب المصريين الاحرار ل(وطنى ) إن القانون يتيح عمل قوائم للمستقلين والاحزاب معا ،فلايوجد اى نوع من انواع استبعاد المستقلين فيمكن أن يتواجدوا فى قوائم الاحزاب او فى قائمة مستقلة او يتم عمل قائمة للشخصيات العامة بمفردها ووضع صفة امام كل فرد وذلك يكون بالدمج بين كل الفئات ،ولكن ذلك على اساس معايير محددة وهى وجود ايدلوجية معينة للمرشح ومواقفه السياسية ومدى شعبيته وماهى خلفيته عند المواطنين
وأضافت أنه فى حالة اختيار الشخصيات العامة والدفع بها فى قائمة واحدة فهناك عدد كبير من الاقباط يمكن وضعه فى هذه القائمة ولكن يجب تحليلها جيدا ووضع الشخصيات الاكثر شعبية حيث تكون فرص نجاح الاقباط أكثر
وتابعت بالنسبة لنظام القائمة فهى سلاح ذو حدين؛ لأنها تعتمد على المصالح الشخصية والعلاقات وفى حالة اختيار مرشحين غير اكفاء يسقط القائمة ،لذلك لابد من الدفع بشخصيات معينة لها تواجد فى الشارع لجذب الأصوات ،موضحة أن الاقباط لهم فرص نجاح كبيرة فى النظام الفردى فى بعض الدوائر ذات التواجد القبطى ولكن يجب ان يتوحدوا حتى يضمنوا النجاح .
واوضح نادر شكرى المتحدث الاعلامى لاتحاد شباب ماسبيرو أن الاتحاد اجتمع مع بعض الاحزاب والتحالفات منها الجبهة المصرية والتى تشمل احزاب (الحركة الوطنية – الغد – مصر بلدنا – مصر الحديثة ) والتيار المدنى ،وتحالف الوفد المصرى بالاضافة الى تحالفنا مع تكتل شباب القوى الثورية وتنسيقية 30 يونيو ،ويقوم الاتحاد بدراسة مدى جدية هذه التحالفات فى الأنتخابات المقبلة لأنها ستكون معركة شرسة لكثرة التحالفات، كما أنها تشكل خطرا فى عودة الاخوان إذا لم يكن هناك تحالف قوى
واضاف شكرى أن الأتحاد يقوم ايضا بدراسة الشخصيات القبطية على مستوى المحافظات التى لها عمل بارز وثقة لدى الأقباط وذلك لعمل قائمة قبطية قوية تدخل على قائمة أحد التحالفات المدنية، كما أننا نرفض وجود أى من قيادات الحزب الوطنى التى كان لها دور فى افساد الحياة السياسية ولا يمكن لأى تحالف بأن يدفع بمثل هذه الشخصيات حتى لايتأثر فى الانتخابات ،ولكن هناك عائلات معروفة فى بعض المحافظات بعض الافراد انضموا للحزب الوطنى ولكن الجميع يعلم ماذا كان يفعل الحزب لضم مثل هذه الشخصيات وهؤلاء ليس عليهم اشكاليات ،فالشعب المصرى يعلم من كان فاسد فى الحزب الوطنى كما ان بعضهم سيترشح كمستقل.
وأكد المتحدث الإعلامى للاتحاد أن أهم شروط المرشح للبرلمان أن يكون لديه خبرة سياسية وخبرة فى العمل العام ولديه رؤية واضحة بقضايا الوطن والأهتمام بالقضية القبطية ،ومؤمن بفكرة الثورثين 25 يناير و30 يونيه ولاتوجد علاقة له بالأخوان أى ليس من الشخصيات التى وضعت ايديها فى يد الاخوان فى عهد مرسى ،وهناك تدافع من الاقباط على الانتخابات والبعض يريد الترشح بدون خبرة سابقة ولكن هذه الانتخابات ستكون فاصلة لذلك نريد من يترشح أن يكون له دور فعال وليس ديكورا، ونتمنى فى هذه الانتخابات اعطاء فرصة اكبر للشباب القبطى لخوض هذه التجربة لأنه عامل اساسى فى الثورتين، كما أننا نخشى تدخل الامن فى اختيار الاقباط وهذا يعنى عودتهم مرة اخرى للتدخل فى العملية السياسية
ويرى الصحفى ناجى وليم أن الدستور حدد كوتة للفئات المهمشة للاقباط والمراة والشباب وهذا انجاز يحسب للدستور لانه سوف يعطى فرصة لضمان تمثيل هذه الفئات بمقاعد مؤكدة داخل البرلمان القادم ،حيث انه وفقا للدستور اصبح من المؤكد حصول الاقباط على عدد مضمون بمقاعد فى البرلمان وفقا للقائمة الموحدة
واضاف ان الاقباط سوف يكون لهم فرص فى النظام الفردى فى بعض الدوائر المحددة وبعض المحافظات ذات الكثافة القبطية العالية من الجولة الاولى مثل محافظات المنيا واسيوط ومناطق الزيتون وشبرا ،ولكن فى حالة الجولة الثانية سوف تكون فرص نجاحهم اقل ،اما فى باقى المحافظات فان نسبة الفردى للاقباط تكاد تكون منعدمة ،كما ان هناك فرصة اخرى لحصول الاقباط على مقاعد من خلال التعيين فرئيس الجمهورية يحق له تعيين 5% من الشخصيات والفئات العامة
ومن جهة اخرى أعلن بعض النشطاء الاقباط مشاركتهم فى الانتخابات البرلمانية وتشكيل قوائم انتخابية مستقلة لتمثل المهمشين وبعيدة عن الاحزاب حيث قال الدكتور مينا ثابت القيادى بحزب المبادرة الشعبية تحت التأسيس عن البدء فى عمل هذه القوائم والتى ستضم 21 امرأة على الاقل و9 أقباط و6 شباب و6 عمال وفلاحين و3 من ذوى الاعاقة و3 مصريين فى الخارج وقد تم الانتهاء من إعداد قائمتين حتى الآن.
وتستهدف هذه القوائم ضم الفئات المهمشة فى المجتمع مثل المرأة والشباب والاقباط ويتم تمويل هذه القوائم عن طريق بعض رجال الاعمال الذين يعملون لمصلحة مصر ،ويؤكد ان بعض التحالفات التى تم الاعلان عنها الان تغلب فيها المصالح الفردية والحزبية على مصلحة الوطن وتنظر للاقباط والمراة على انهم عناصر مكملة للقوائم
وقال امير عياد القيادى فى جبهة الشباب القبطى انه جار إعداد قائمة سوداء بالشخصيات التى سيجرى حرمانها من دعم الاقباط فى الانتخابات البرلمانية ،ومنهم من تم تعيينهم فى مجلس الشورى السابق خلال حكم الاخوان ،
ويرى سمير ذكى ناشط سياسى أن القبطى المرشح للانتخابات لابد أن يكون لديه قواعد شعبية وان يكون له عمل فى وسط الاقباط وايضا يهتم بالقضايا المصرية والاعمال الوطنية ،ان يؤمن بقضية ما ويعمل جاهدا لايجاد حلول لها ونتمنى ان القوائم الحزبية لايتم الاختيار فيها عن طريق المصالح الشخصية لان ذلك يؤثر على المواطن المصرى اولا كما ان المرشح يجب ان يكون معروف فى دائرته الانتخابية