وكانت من أكثر المسلسلات واقعيه فى تناول العشوائية والسلبية والفساد فى المجتمع المصرى وما وصلت اليه الاحوال فى مصر ،جاء مسلسل “إمبراطورية مين ” فقدم صورة قريبة جدا مما يحدث بالشارع المصرى فى إطار ساخر فى بعض الاحيان ،حيث قدمت هند صبرى شخصية السيدة المصرية التى كانت تعيش خارج مصر ولكن بعد الثور شعرت ان مصر عادت لابنائها وقررت العودة الى ارض الوطن وتبدأ المفارقات منذ لحظة وصولها مطار القاهرة لتكتشف ان الاوضاع لم تتغير للافضل بل على العكس وٱن هناك حالة من عدم الوعى لدى الكثير من المواطنيين خاصة فى الطبقات الدنيا والمتوسطة وسكان المناطق العشوائية .فحينما تحاول على سبيل المثال مواجهه غلاء الاسعار ، وتقوم بدعم حملة للمقاطعة للاماكن التى تقدم السلع باسعار مبالغ فيها ،تجد سلبية كبيرة من جيرانها فى الاستجابه وعدم وعيهم بأهمية دورهم ومدى تأثيره .
و لم يخرج من هذا السياق سوى بعض الٱعمال القليلة منها على سبيل المثال لا الحصر : مسلسل صاحب السعادة الذى قام ببطولته كل من عادل إمام و لبلبلة و لطفى لبيب – وان كانت هناك انتقادات لتداوله للعديد من الٱلفاظ الخارجة وترسيخه للسلوكيات السلبية لدى الأطفال – كذلك مسلسل ” الكبير “الجزء الرابع بطولة دنيا سمير غانم وأحمد مكى .ومسلسل “العملية ميسى ” بطولة الفنان أحمد حلمى والذى جسد فيه شخصية مختلفة وتقمص ببراعه شخصية انسان تحول الى قرد .ومسلسل “كيد الحموات “بطولة الفنانه ماجدة زكى ،ومسلسل ” أنا وبابا وماما ” بطولة أشرف عبد الباقى ونشوى مصطفى.
بالاضافة الى بعض المسلسلات التى تدخل فى إطار الاعمال التاريخية مثل مسلسل “صديق العمر” الى يتناول العلاقة بين الرئيس الرحل جمال عبد الناصر و عبد الحكيم عامر ،وكذلك مسلسل “سرايا عابدين “الذى يتناول قصة حياة الخديوى اسماعيل – والتى تعرضت للعديد من الانتقادات بسبب كم المغالطات وتزوير الحقائق في المسلسلات التاريخية بها.
البلطجة والقتل
ومن المسلسلات التى تناولت جرائم القتل كان مسلسل «عد تنازلي» ، حيث تدور أحداثه عن مجموعة من جرائم القتل، ويقوم عمرو يوسف بدور طبيب يتحول لقاتل محترف بعد مروره ببعض المشكلات ويشارك في بطولته عمرو يوسف وراندا البحيري وكندة علوش وإخراج حسين المنياوي.
وكذلك مسلسل «ابن حلال» الذي يقوم ببطولته محمد رمضان حيث تدور احداثه حول جريمة قتل ابنة فنانة مشهورة – ليلى غفران -حيث يقدم شخصية شاب صعيدي يقرر ترك بلدته للبحث عن عمل في القاهرة، وفي الأحداث يتحول لمجرم يحاول البحث عن براءته ويشارك في بطولة المسلسل وفاء عامر وريهام سعيد وأحمد فؤاد سليم، ومن إخراج إبراهيم فخر.وجاءت مشاهد جريمة القتل تحمل الكثير من العنف والانتقام فلم يكن هناك ضرورة لتصوير المجرم وهو يقوم بتسديد الطعنات الكثيرة فى جسد الضحيه بهذه البشاعه ..وقتل محمد رمضان لشقيقته واعتبار ذلك امر جيد ﻻنه حسب تعبيره …يغسل عاره بيده .
فساد الحياة السياسية
وجاء مسلسل «المرافعة» من تأليف تامر عبدالمنعم وإخراج عمر الشيخ، وبطولة باسم ياخور وفاروق الفيشاوي ومحسن محيي الدين وسميحة أيوب ودينا وكريمة مختار وطلعت زكريا ودوللي شاهين ليتناول الحياة السياسية والاقتصادية في السنوات الأخيرة، وعبر عن فساد بعض رجال الأعمال المنتمين للحزب الوطني المنحل من خلال جريمة قتل تحدث لفنانة شهيرة -سوزان تميم- في بداية الأحداث بالمسلسل.
السجانات وتفاصيل مختلفة
شهدت الاعمال الدرامية فى رمضان عالما مختلفا لم يكن مطروحا بقوة فى اعمال درامية سابقه ،وهو عالم السجون وبالاحرى سجن السيدات ،وعلى راس هذه الاعمال جاء مسلسل “سجن النساء” بطولة نيلى كريم ، ليعرض تفاصيلا حياتيه كثيرة من داخل سجن النسا بالقناطر ،من خلال شخصيات نسائية محورية تعددت جرائمهن ما بين السرقه والدعارة والاتهام بالقتل والمخدرات. كما تناولت المخرجه كامله ابو ذكرى حياة مجموعه من النساء خارج السجن ممن يعانين من الظروف الصعبه والاستغلال من قبل الاخرين ،والتعامل مع مشاكلها بقدر كبير من العنف والتجاهل او الجهل فى بعض الاحيان ..وكان من أبرز هذه الادوار دور السيدة التى تعانى من مرض نفسى يجعلها دائما تخاف على ابنائها بشكل مبالغ فيه حتى انها قامت بتحويلهم فى المدرسة الى نظام المنازل حتى لايذهبوا للمدرسة ..الا ان زوجها ووالدتها تعاملوا معها بجهل كبير حيث اعتقدوا انها ” ممسوسه من الجن ” حسب تعبيرهم وقاموا بإحضار أحد الدجالين ليخلصها من هذا المس وكانت النتيجة ان حالتها ازدادت تدهورا و قامت بوضع السم بالطعام لزوجها وابنائها . كما جاء دور السجانه الذى قامت به نيللى كريم ،وسلوى عثمان ليتعرض لتفاصيل حياتيه مهمة ويتناول الظروف الصعبة التى يعانين منها ،بالاضافة الى تخلى زوج نيلى كريم وصديقتها عنها بل وشهادتهم ضدها فى تلفيق جريمة قتل ارتكبها زوجها لها .
المرأة مشوشه ومبتذله
المرأة فى دراما رمضان هذا العام قدمت فى النسبة الغالبة من الاعمال فى ادوار الغانيات والراقصات ،او التى ترتكب جرائم كالسرقة او القتل ،وليس ذلك فحسب بل انه على سبيل المثال نجد فى مسلسل سجن النساء شخصية السيدات السارقات اللواتى لا يكتفين بالسرقة ولكنهن يقمن يتعليم بناتهن الصغيرات كيفية السرقة والنشل منذ سنوات عمرهن الاولى بطرق مبتكرة .
الٱلفاظ الفجة
كما شهدت بعض الأعمال الرمضانية هذا العام سواء في البرامج أو المسلسلات وجود بعض الألفاظ والكلمات الخارجة والفجه ،من شتائم وسباب بشكل متواصل فى الحوارات بين الممثلين فى الاعمال الدرامية وكأنها أمرا طبيعيا . وقد علق الناقد الفنى طارق الشناوي فى إحدى الندوات لمناقشة الدراما الرمضانية ،على هذا الامر بان هذة الظاهرة موجودة منذ أربع سنوات مضيفا أن المبالغة في الألفاظ زادت هذا العام موضحا أن الشارع المصري تغير ويحتوي علي قدر من الإنفلات والخشونه والغلظه مشيرا إلي أن الواقع أقبح بكثير من الشاشة.وطالب الشناوي بدعم الانتاج الجيد والدفع بالأعمال الجيدة أكثر من محاربة الأعمال الرديئة موضحا أن الأعمال الجيدة هي الوسيلة للقضاء على الفن الردئ.
الشخص المعاق “بركة “
تتناول عدة أعمال درامية من مسلسلات رمضان هذا العام، شخصيات بعض الاشخاص المعاقين ،ولقد تناولت غالبية الاعمال الدرامية المقدمة شخصية ذوى الاعاقة من منطلق الشخصية البركة وجاء على رأسهم مسلسل “ابن حلال “.
ويعد أبرز هذه الوجوة الشابة التى لاقت استحسانا وردود فعل إيجابية فى تحسيد دور الشخص المعاق هو الفنان “حمزة العيلى الذى يجسد دور “مسكر” فى مسسلسل “ابن حلال”، بطولة الفنان محمد رمضان، حيث قدم نفسه للجمهور بقوة وبأداء تمثيلى برع فيه من خلال تجسيده بحرفية شديدة لدور شاب لديه إعاقة مزدوجة جسدية وذهنية، واستطاع أن يقوم بدور الشخصية بمصداقية شديدة، لدرجة أن البعض إعتقد أنه معاق بالفعل، وهو دور صعب للغاية.وجاء دور العيلى كشاب ذوى اعاقة يجول فى الحارة التى يقطن بها حبيشة “محمد رمضان” الذى يقوم بدوره بمساعدته .
وبالرغم من ان السياق الدرامى للاسف يعرض لشخصية ذوى الاعاقة من منطلق ” البركة ” وفقط ، إلا أن الفنان حمزة العيلى استطاع أن يحقق ردود فعل إيجابية عن دوره، بعد إظهاره قدرته على التحكم فى أدائه العصبى، وأن يؤدى حركات الأيدى المرتشعة والشتنجات فى التعبير أثناء الحديث، مما جعله يبدو واقعيا لأقصى درجة.
كما جاءت الفنانة القديرة أنعام سالوسة من خلال تجسيدها لشخصية والدة «منصور أبوهيبة»، وهى الشخصية التى يجسدها النجم الكبير محمود عبدالعزيز، الذى يضعف دائما أمام مطالب والدته المسنة، والتى تبدو شخصية «مبروكة» تنسى الكثير من الأشياء، وكأنها تعيش فى عالم خاص بها، فتظهر طوال الوقت وهى تطلب من نجلها «أبوهيبة» إحضار «الشيكولاتة» لها، وتسأله عن والده الذى رحل عن الحياة منذ سنوات طويلة، معتقدة أنه خارج المنزل وسيعود قريبا، وهو نفس الوضع حينما تلتقى بابنتها «صباح»، وتجسدها الفنانة منال سلامة، حيث تسألها دائما عن أشياء غير موجودة بالواقع، وقد نجحت سالوسة فى تقمص شخصية المرأة العجوز، بحرفية عالية فى هدوئها فى بعض المشاهد وانفعالها فى مشاهد أخرى، حيث استطاعت التنقل من مشهد لآخر بسهولة ويسر دون تكلف أو مبالغة فى الأداء.
كما وضع السيناريست محمد الحناوى، مؤلف مسلسل «تفاحة آدم»، للفنان خالد الصاوى، هذه الشخصية أيضا من خلال الدور الذى يلعبه الممثل محمد طلعت، حيث يجسد دور «الرجل المعاق ذهنيا»، الذى يقطن بحارة شعبية، يكون هو «بركتها»، وتسعى نساء المنطقة لخدمته وتلبية طلباته، بسبب حبهم له، ولإعتقادهم بأن هذا الشخص قريب من الله .