د. محمد عبد العظيم لــ” وطني نت”: دير سانت كاترين واحد من أعظم المؤسسات الدينية في العالم
نظم مركز الدراسات القبطية بمكتبة الأسكندرية محاضرة عن حفائر البعثة اليونانية بجنوب سيناء بمنطقة وادي الدير شرق جدران دير سانت كاترين ودورها في دراسة الآثار في سيناء ألقاها د/ محمد عبد الودود عبد العظيم المدرس بكلية الأثار جامعة الفيوم وعضو بعثة حفائر جامعة اثينا بمنطقة دير سانت كاترين بجنوب سيناء، و ذلك في مقر المركز بالبرج الاداري لفندق سوفيتيل كورنيش المعادي بجوار اكاديميه السادات الدور 23 مكتب مكتبه الاسكندريه بالأمس ..
وكان لوطنى لقاء مع الدكتور محمد عبد العظيم المدرس بكلية الأثار جامعة الفيوم وعضو بعثة حفائر جامعة اثينا بمنطقة دير سانت كاترين جنوب سيناء حيث قال إنه ينظر لدير سانت كاترين علي أنه واحد من اعظم المؤسسات الدينية في العالم ويؤرخ له كوحدة بناء كاملة منذ عهد الامبراطور البيزنطي جستنيان (527-566م) وقد اخذ الرهبان طريقهم نحو سيناء منذ فجر المسيحية واثناء الاضطهاد الروماني وذلك لشهرتها الدينية وارتباطها بموسي النبى وأولاد اسرائيل.
الدير وموقع الحفائر
ويعد الدير بمثابة كنز نادر يهم معظم علماء الاثار ودارسى الفن المعماري وعلم اللاهوت والمؤرخين، حيث إنه نموذج حي لوحدة الاديان وانسجامها بما يضم من منشآت مسيحية واخري اسلامية (متمثلة في المسجد) القائم داخل الدير .
وعن الحفائر يضيف عبد الودود انها تقام من قبل قسم الاثار وتاريخ الفن بجامعة اثينا وبرعاية دير سانت كاترين ووزارة الاثار المصرية منذ 1998، ويتم الحفر في موقعين هامين تمثل تأريخ الاحداث التاريخية في سيناء،
الموقع الاول يأتي شرق دير سانت كاترين بوادي الدير والتي تأمل البعثة الكشف فيه عن مدينة العمال الذين قاموا ببناء الدير بأمر من الامبراطور جستنيان قبل سنة 527م،
أما الموقع الثاني فيحتل قمة جبل موسي، وهناك تتم محاولة إعادة بناء بازيليكا الامبراطور جستنيان والتي تم الكشف عن جدرانها الخارجية وكذلك عن اساسات الدعائم الداخلية من خلال اعمال الحفر في أرضية الكنيسة الحالية والتي تعود الي 1935.
وبالنسبة للموقع الاول شرق الدير، فقد بدأ العمل بة سنة 1998، وبعد تحديد الموقع وتثبيت حدوده، قامت البعثة بتنظيف الموقع وازالة الاتربة في المكان المحدد لوضع الرديم، وبناء علي طبيعة الموقع الجغرافية تم اختيار طريقة المربعات المتتالية والمعروفة بطريقة ويلر، في تقسيم الموقع
موقع الحفائر شرق الدير
ومن مزايا هذه الطريقة هو التسجيل الدقيق للوضع الطبقي الذي يصاحب عملية الحفر، غير أن هذا لم يمنع من توجيه انتقادات لها وبيان عيوبها، و التي من ابرزها بقاء الممرات بدون حفر قد يخفي بقايا اثرية وامتدادات معمارية هامة تحدد من خلالها هوية المعالم والمباني المكتشفة.
ولكن وجد أن هذه الطريقة وهذا الأسلوب هو الانسب للاستمرار في عملية الحفر التي استمرت منذ 1998 وحتي عام 2014م والتى كشفت فيها اعمال الحفائر عن العديد من الاثار الهامة سواء المعمارية منها أو المنقولة والتي كانت تستخدم في الحياة اليومية، وأهم هذه الاكتشافات:
تم الكشف عن ثلاثة مجمعات معمارية صغيرة ممتدة بالتوازي مع الجدار الشرقي للدير، ومن خلال هذه الاكتشافات تمكنت البعثة من تحديد وتوصيف شكل ووظيفة كل مبني من هذه المباني، فالمبني ( الجنوبي) يرجح أنه كان يستخدم كمنشأة صناعية يتم فيها صناعة ما يلزم البناء من اخشاب وروابط حديدية وفخار وافران لصناعة الخبز، وهذا الرأي بناء علي ما تم اكتشافه من أفران فخارية وبقايا قطع حديدية صغيرة مصهورة. وكذلك تم اكتشاف عدة أحواض بجوار هذه الافران يرجح أنها كانت تستخدم للتبريد اثناء عملية تشكيل الحديد.
أحد الأفران المكتشفة
أحواض التبريد بجوار أحد الأفران
أما المجموعتين الاخرتين فكانتا للاستخدام اليومي والاقامة وربما لاقامة الشعائر الدينية وذلك من خلال اكتشاف اساسات كنيسة صغيرة ضمن اساسات المجمع الاول (الشمالي)، أما المجمع الثاني فيرجح أنه كان يستخدم كمكان للدفن والدليل علي ذلك اكتشاف رفات أحد الموتي وكانت لرجل بالغ ورفات لأحد الأطفال.
تخلل هذه الاكتشافات المعمارية الثابتة الكشف عن العديد من الاثار المنقولة كالحلي المصنوع من الاحجار الكريمة، وبعض الاواني الفخارية وكذلك الادوات الحجرية التي كانت تستخدم في الحياة اليومية كالرحي التي كانت تستخدم في طحن الحبوب، واحدي العملات البرونزية.ويعد دير سانت كاترين حالة فريدة من عدة جوانب:
حلى من الأحجار الكريمة
فهو مؤسسة دينية قديمة استمرت وازدهرت حتي بعد دخول الاسلام إلى مصر، و يقع الدير في سفح قمة جبال سيناء علي احد فروع وادي الشيخ، حيث يرتفع عن سطح البحر بحوالي 5012 قدم علي خط العرض 32,55 شمالا والطول 33.58.18
والدير من المؤسسات الدينية التي حصلت علي اوامر وفرمانات ومراسيم من عدد من الحكام منذ الفتح العربى وانتهاء بالعثمانيين وجميعها قد أكدت حماية الدير وعدم التعرض للرهبان
وكان الغرض من انشاء الدير أن يكون حصنا للرهبان ويري البعض أن الذي شجع جستنيان علي بناء الدير هو خسارته سنة 537م احدي القلاع المهمة علي حدود مصر الشرقية فأراد أن يقيم بدلا منها قلعة اخري علي الحدود نفسها ليكون جزءا من النظام الدفاعي للامبراطورية البيزنطية طبقا لاقوال بركوبيوس
ويشير الدكتور عبد الودود لظروف وطرق التنقيب والحفر للكشف عن الاثار في المواقع الاثرية وكيفية التعامل معها حسب نوعياتها المختلفة فيجب الالمام بعدة جوانب هامة جدا في تحديد استراتيجية العمل بالمواقع الاثرية ويمكن حصرها في النقاط التالية:
آولا الالمام بالمشكلات التي تواجه الموقع سواء أكانت طبيعية مثل الامطار والسيول والرياح والزلازل والمياه الجوفية والاملاح والتربة وسقوط الحجار من الجبال ،أو كانت بشرية كتعديات الاهالي والترميم الخاطئ.
ثانيآ: اتخاذ كافة الاجراءات اللازم اتخاذها قبل البدء في العمل العلمي المنظم وهى جمع كل المعلومات المتوفرة عن الموقع الاثري ، وكذلك الاطلاع علي كافة الابحاث والاعمال السابقة وجمع ما كتبه المؤرخون القدامي والرحالة والوصف الخاص بالقطع الاثرية حول منطقة الحفر المتوقعة وكذلك الوقوف علي اية اعمال حفر قد تمت بالمنطقة والاعتماد علي الصور الجوية عن الموقع والتي يتم تصويرها لمعرفة ما في باطن الارض من الاثار و الاعماق التي وجدت فيها و الاستفادة من الرسومات البيانية التي توضح البيانات المختلفة لما تحت التربة بالنسبة للمستوي العام لسطح المنطقة وذلك باستخدام جهاز الاشعة الكهرومغناطيسية والتي تسجل المستويات والفراغات والمواد الاثرية وأخذ عينات من الآثار السطحية وتحليلها وذلك من نقاط مختلفة من الموقع لمعرفة أن كانت مختلطة من عدمه. وتحديد الموقع المخصص للردم الناتج عن الحفائر ورفع الموقع الأثري رفعا معماريا واثريا و تدبير وتوفير العمالة الفنية ذات الخبرة وتوفير المبالغ المالية وتحديد نقطة الاسناد للموقع وعمل احداثيات شبكة الموقع الافقية والرأسية و عمل مجسات ارشادية تحكيمية في الموقع.
عملة برونزية
رحى لطحن الحبوب
مسرجة زيت تعود للفترة المسيحية المبكرة
الدكتور محمد عبد الودود مع اعضاء البعثة الاثرية