اوضح رامي محسن، مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية، أن هناك موجة من التحالفات الحزبية ظهرت فى الآونة الأخيرة، بصورة تذكرنا بمرحلة “فوضى الأحزاب” التى كانت قبل الانتخابات الرئاسية، وبنفس الطريقة الفوضوية لاحظنا فوضى التحالفات الحزبية والسياسية
وبقراءة متعمقة في هذه التحالفات نجد أن لها ما لها وعليها ما عليها، لكن الأهم من ذاك وتلك أن هدفها السامي هو الوقوف ضد أى تيار يحاول يقصي او يسيطر على الحياة السياسية فى محاولة لتكوين برلمان قوى لكن هل هذه التحالفات ستؤتى بثمارها؟، أم أنها ستنهار لضعف بنيانها؟ هذا ما ستبينه الانتخابات البرلمانية القادمة.
يضيف محسن : ولكن الاهم من ذلك أين المرأة في هيكل وخطة الأحزاب ؟ ولماذا لم تلعب المرأة اى دور ضمن خريطة التحالفات؟ ، ولماذا – كما في السابق – تتخوف الأحزاب من الدفع بالمرأة كجزء من الكيان الحزبي،، حتى في ابسط الصور كمتحدث اعلامى مثلا عن التحالف؟ ، إلى متى سيظل دور المرأة هامشي؟ قبل وبعد وأثناء الانتخابات؟ ، إلى متى سنظل نستعطف الأحزاب كى تسمح للمرأة في الانخراط بالعمل الحزبي وتثق فيها وبقدراتها السياسية والحزبية؟
فما استرعى انتباهي، ان المرأة غير موجودة بالمرة على الخريطة السياسية أو الحزبية، بل وأثناء التحالفات، و كنا نتوقع ان تدخل المرأة ضمن خريطة التحالفات، باى شكل ترتضيه هذه الأحزاب، او على الأقل تدخل المرأة ضمن حيز تفكير الأحزاب، لكن للأسف الشديد وكالعادة، المرأة المصرية بعيدة كل البعد عن تفكير هذه الأحزاب.
وان كنا سنجد حينما تكون هناك انتخابات صياح من منظمات المجتمع المدني المهتمة بالمرأة وكذا المجلس القومي للمرأة أين المرأة؟ ، المرأة نصف المجتمع.المرأة هى الأم والأخت. المرأة شاركت في ثورة 25 يناير ويونية والاستفتاء والانتخابات الرئاسية ، ولا حياة لمن تنادى. متسائلا هل يرجع ذلك إلى محدودية مشاركة المرأة وضعف إمكاناتها؟ أم لمحدودية قدرتها؟ أم للمناخ السياسي والثقافي العام الذي مازال لم يتأثر بالثورة؟ أم لعيب في الجمعيات النسائية الأهلية التى لم تشتغل كامل طاقات المرأة؟ أم ان نظرة الأحزاب للمرأة أنها غير قادرة دخول المعترك السياسي/ الحزبي هو السبب الأساسي؟ أم كل ذلك معا؟.
ويجيب مدير المركز الوطني للاستشارات البرلمانية انه يتعجب ممن يتاجر بقضية المرأة وضرورة إشراكها في الحياة السياسية، لكن على ارض الواقع لا نجد لذلك ترجمة حقيقية لما ينادى به ، وممن ينادى بان المرأة نصف المجتمع، لكنه لا يؤمن بما ينادى به ،وان تظل الأحزاب بلا صوت نسائي يعبر عن مطالبها في التحالفات الحزبية، فهل يقتصر دورها في مجرد الحشد والتصويت دون ان نشاركها في اتخاذ القرار؟. وكيف نعقد تحالف بلا نصف المجتمع، بلا تمثيل للمرأة باعتبارها نصف المجتمع؟
فى الختام يرى محسن ان ألا تستحق المرأة أن نثق بقدراتها؟، ألا تستحق أن نعطيها الفرصة كاملة لإثبات جدارتها؟، آن الأوان أن نشركها في الحياة السياسية وان تكون جزء من التحالفات السياسية باعتبارها شريك في المجتمع. آن الأوان أن نثق بها وتكون جزء من التحالفات الموجودة على الساحة، وأن تكون صاحبة قرار في الخريطة التحالفية الموجودة قولا وفعلا.