“الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك”، و”الوقت من ذهب”، إلى غيرها من مقولات تؤكد قيمة الوقت وأهميته في حياة الإنسان، كما أن الوقت وزنة مهمة في حياتك، بل هو حياتك، ومن ثم فإنه يمكنك استثمار هذه الوزنة كما يمكنك تركها بلا ثمر ولا نمو.
واليوم أكتب للأصدقاء من الطلبة والطالبات، فمع نهاية الامتحاناتيبدأ الطلاب من مختلف المراحل والأعمار فترة الإجازة الصيفية والتي تستمر لنحو ثلاثة شهور وربما أكثر هذا العام لمناسبة تقديم ميعاد الامتحانات في المدارس وفي عدد من المعاهد والكليات.
إن كثيرين يتساءلون عن كيفية استغلال هذا الوقت، الطويل نسبيًا،وكيفية استثماره فيما يفيد، وفيما يعود بالنفع على الفرد والمجتمع معًا!!
بداية من المهم أن نعلم جيدًا أن هناك بعض الممارسات التي تُساهم في ضياع الوقت ومروره فيما لا ينفع ولا يفيد، ومن تلك الممارسات: الاستخدام غير الحكيم للإنترنت، وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر، والتليفون الثابت والمحمول ووسائل الإعلام المتعددة وفي القلب منها التليفزيون، فضلا عن الزيارات الاجتماعية التي تتعدى الوقتالمناسب والمعقول على الرغم من أهميتها.
وواقع الأمر أن وقت الفراغ إذا كان يمثل مأساة عند البعض من حيث المعاناة من حالة الملل والزهق وصرف الوقت في أمور ضارة وممارسات لاتأتي بثمار طيبة، فإنه يمثل عند البعض الآخر استثمارًا جيدًا في مجالات متعددة وجوانب متنوعة منها الاهتمام بالقراءة في شتى مجالات الثقافة والمعرفة، العامة منها إلى جانب الاهتمامات الخاصة لكل منا، ذلك أن القراءة هي مدخل مهم وأصيل لكل باحث عن المعرفة، أيضًا اكتساب المهاراتالمتعددة وممارسة الرياضة والهوايات المتنوعة، وكذلك المشاركة في أنشطة وخدمات الكنائس والجوامع، فضلا عن المشاركة بفاعلية وإيجابية في مجال العمل الخدمي التطوعي، ذلك المجال الذي يتسع يومًا بعد آخر، في ظل ظروف وتحديات اقتصادية واجتماعية يعيشها المجتمع المصري منذ سنوات بعيدة.
وللمجال الأخير أهميته القصوى، فالحكومة وحدها لا تستطيع القيام بكافة الخدمات لجميع المواطنين، وهنا كان لابد وأن يشارك المواطن- باعتباره عضوًا في المجتمع- في خدمة أبناء مجتمعه من خلال أعمال تطوعية يحتاج المجتمع، ويمثل وقت الإجازة الصيفية فرصة طيبة للانطلاق نحو العمل التطوعي، والمشاركة في أنشطة المجتمع الخدمية مثل محو الأمية وتطوير العشوائيات وزيارة دور الملاجئ والمسنين وحضانات الأطفال ونشر الوعي البيئي والصحي في القرى، وهو ما يمكن تنظيمه من خلال الانتماء إلى إحدى جمعيات أو مؤسسات المجتمع المدني.
القراء الأعزاء..
ليكن العمل التطوعي في خدمة المجتمع عملا أساسيا في حياتنا،تماما مثل الذهاب إلى الجامع والكنيسة والصلاة بهما والخدمة فيهما.