التحرش والإغتصاب حديث الساعة وكل الناس بعد أن أصبح ظاهرة إجرامية تهدد المجتمع، وتقتحم حرية المرأة فى أغلى ما تملك، من حق المجتمع أن يطالب بعقاب اللمجرمين الذين يرتكبون هذه الجريمة البشعة اللا إنسانية.
السؤال الذى يفرض نفسه علينا هو: هل المتحرش والمغتصب إنسان عادى سوى الشخصية، أم هو مريض طبياً وجنسياً، أم مريض نفسياً؟ إذا كان مرتكب هذه الجريمة سوى الشخصية فهنا يجب معاقبته أشد العقاب، ومع ذلك فالعقاب الأمنى والقضائى والجسمى لن يحل المشكلة من جذورها، ونحن نبحث عن الحل الجذرى الشامل لا الوقتى. لماذا لا نكشف طبيا جسميا على المتحرش والمغتصب لنتعرف على جيناته الوراثية وتاريخ عائلته والأمراض التى يعانى منها لمعرفة أسباب الجريمة؟ ربما تكون أسباباً طبية. ثم لماذا لا يحاول علماء النفس والمختصون فى سلوك الإنسان وعلم الأنتروبولوجيا دراسة الظاهرة وسلوك هؤلاء الذين يرتكبون هذه الجريمة حتى نصل لحقائق عن حياتهم وسلوكهم وهل هم يرتكبون جرائمهم بوافع عادية أم غير عادية؟ أى هل هم أسوياء أم مرضى بمرض نفسى لم نعرفه بعد؟ الغريب أن هؤلاء المتحرشون المغتصبون يرتكبون جرائمهم فى عز الظهر والزحام مما يدل على أنهم غير مبالين بالآخرين وغير خائفين فى حين من يفعل ذلك يبحث عن أماكن بعيدة وخالية من السكان؟
هذه الظاهرة ليست جديدة على المجتمع الإنسان، وإن كانت جديدة على مصر، فهل البطالة وعدم قدرة الشباب على الزواج سبباً من أسبابها؟ أما انتشار الفوضى والبلطجة وعدم احترام الآخر هو السبب؟ ثم هل ساهم الإخوان المجرمون بأفكارهم المتخلفة عن المرأة والجنس وزواج الأطفال فى سن التاسعة، وإذا رأيت أحداً يغتصب زوجتك أو ابنتك فأهرب وكن جباناً؟! وفتاوى أخرى شيطانية ساعدت على ذلك.
الجريمة صعبة وترتبط بكل أسرة مصرية ولابد البحث لها عن حل، لكن الحل الأمنى فقط لن يصل بنا إلى الحل الشامل، فالعقاب حتى وأن وصل إلى الإعلام لن يحل المشكلة، بل ربما يزيدها ويعقدها.
إذن لابد من الدراسات الطبية والنفسية والاجتماعية، ئثم أين دور رجال الدين والموعظة الحسنة، والبرامج الدينية التى نسمعها ونشاهدها ليل نهار فى الإعلام؟! أين دور الأسرة وتربية الأبناء؟ ودور وزارة التربية والتعليم التى تهتم أكثر من التعليم كما هو واضح من اسمها؟ وأين دور الجامعات والنوادى والمثقفين وغيررهم.
لقد كنا فى الستينيات وقبلها وبعدها نمشى فى الشارع بحرية كاملة، كانت الفتيات الجميلات فى الشارع والجامعة يرتدين المينى جيب والميكرو ولا أحد يفكر فى مجرد معاكستها لا التحرش أو الإغتصاب، أعوذ بالله، لأننا كنا فى مجتمع تربى على الأخلاق الحميدة والقيم الدينية والإنسانية، كان الشاب يحترم البنات، أى بنت لأنه يعتبرها أخته أو أمه، بل كان الشاب الذى يتجرأ ويعاكس أى فتاة ينبرى له كل شباب الشارع وينهره بل ويضربه. كانت هذه أخلاق المصريين وعاداتهم وشجاعتهم وجدعنتهم وشهامتهم، وإذا كنا نبنى مصرنا من جديد فلابد أن نستعيد هذه الأخلاق والسسلوك الشعبى لابن البلد، المصرى المتحضر الذى يدافع عن الحق، وعن الظلم والقهر حتى لو فقد حياته ونفسه.
التحرش والإغتصاب جريمة بشعة لا إنسانية، لكن هل مرتكبها إنسان سوى عادى؟ أم مريض جسمياً أم نفسياً؟ ابحثوا وادرسوا المشكلة دراسة أكاديمية مستفيضة وقولوا لنا الأسباب الحقيقية حتى يمكن معرفة الحل.