أعلن البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريريك الكرازة المرقسية خلال اللقاء الأسبوعى أمس الأربعاء عن اعتذاره عن إلقاء محاضرته الأسبوعية لمدة أسبوعين وذلك لارتباطه برحلة رعويه في الخارج علي أن يعاود إلقاء محاضراته بنعمة الرب يوم الأربعاء 8 يوليو القادم.
ومن جانبه قال البابا أنه تحدث الأسبوع الماضى عن سمات كنيسة الرسل و الكنيسة الأولى أو مجتمع الكنيسة الأولى كان مجتمع صافى نقى ناجح يكاد يخلو من المشاكل واستكمل قداسته صورة مجتمع الكنيسة الأولى وكيف كان أبائنا الرسل وجموع الشعب الذين يؤمنون .
وأضاف البابا أن السيد المسيح اختار الأثنى عشر تلميذ سفراء الملك ورقم اثنى عشر يرمز فى ابسط معانيه إلى أسباط اسرائيل الأثنى عشر وكانوا تلميذ السيد المسيح جميعهم يهود وهناك السبعين رسول الذين تم ارسالهم الى العالم الى الأمم، وأضاف أن مجتمع الكنيسة ألأولى كان محدد جدا لذلك نجد أن هذا المجتمع المسيحى الأول البكر كان فيه ثلاث سمات محددة أولها كان لهم شعارمحبة لأن هذه الوصية التى أوصي بها السيد المسيح وكان هذا المجتمع له عمل الرحمة وثالث أمر أن كان هدفهم الابدية.
وأوضح البابا أن هذا المجتمع كان شعاره المحبة التى علمنا اياها الرب يسوع فى الوصية وذكرها التلاميذ فى اشياء كثيرة وهناك عبارتين قالهما بولس الرسول أول عبارة “المحبة لا تسقط ابدا” ولذلك كان شعار التلاميذ الاثنى عشر ان المحبة لا تسقط ابدا محبتهم لله محبتهم لبعضهم ومحبتهم للمجتمع الموجودين فيه ومحبتهم لله هى التى حركتهم الى الخدمة ومحبتهم لبعضهم هى التى جعلتهم ينجحون أما محبتهم لمن يخدموهم هى التى جعلت لهم نصيب فى السماء ،فالمحبة هى الاحيتاج اليومى للإنسان ولذا صارت الخدمة المبنية على المحبة لا تسقط ابدا.
وقال أما العبارة الأخرى هى “محبة المسيح تحصرنا ” اى محبة المسيح ليست فقط تحيط بنا بل بل تغمرنا أيضا فالمحبة هى التى دفعت الجموع ان كل من معه اى شيئ يذهب ويبيعه ويضعها عند ارجل الرسل، والمحبة هى التى جعلتهم محافظين على طريقهم وعلى الشهادة من أجل المسيح وشهادة لقيامة المسيح لذلك إذا كنا ننتمى لكنيسة الشهداء ونجد اى خادم ناجح يكون مليء بالمحبة .
وأضاف البابا أن المحبة تصير هى الشعار فى بيتك فى عملك و فى وطنك واذا لم تتوفر المحبة تقع فى دائرة الذات والانانية والمحبة هى التى جعلت التلاميذ ليكونوا انقياء والخادم من أجل مخدوميه يقول “أقدس أنا ذاتى” كما أن الاب يقول من أجل اولاده “أقدس أنا ذاتى” وايضا الأم ، يكونوا أنقياء وأصحاء بمعنى الصحة الروحية لأن مثلما يوجد مرض للجسد هناك مرض للروح وللنفس فالإنسان الذى يجعل شعاره اليومي هو المحبة التى أخذها من المسيح ويفيض بيها على من حوله .
أنقياء واصحاء وأقوياء أما جماعة التلاميذ فكان عمله أعمال الرحمة عمل الكنيسة أولا هو عمل الرحمة بكل أشكالها لو توافرت المحبة تجد الرحمة طريقها يكون عمل الرحمة خارج من قلب محب وممتلئ بالرحمة ودائما نقول فى كنيستنا كيرياليسون نطلب رحمة الله التى بدونها لا يستطيع الانسان أن يعيش الخطية تجفف قلب الانسان فلا يعرف المحبة ولا يعرف الرحمة.
وكل ما نقول كيرياليسون نتعلم أعمال الرحمة عندما نقول الله محبة ونختصر مسيحيتنا فى هذا الشعار وليست مجرد كلمات يجب تترجم إلى أعمال رحمة بكل صورها و التلاميذ عندما قدموا السيد المسيح قدموه على أنه مشتهى الأمم كانت كل الأجيال والشعوب والعالم كانت تشتاق أن يأتى المسيح الى أن جاء المسيح المخلص عمانوئيل الذى تفسيره الله معانا.
وأضاف قداسة البابا تواضروس: كذلك المسيح أيضا يشتاق الينا ومازال يطوق الى كل إنسان ومازال يعلن سره للبسطاء والضعفاء والمتضعين ولكن أصحاب الكبرياء لا يمكن أن يروا المسيح أصحاب المعرفة لأن المعرفة قد تكون حاجزا بين الإنسان وبين السماء فالمعرفة مثل الدواء إذا قلت لا يكون له تفعيل وإذا كان كثيرا قد يكون مادة سمية .
الأمر الثالث والأخير أن مجتمع الكنيسة الأولى كان له هدف واحد هو ملكوت السماء أو الابدية لما نقرأ سفر أعمال الرسل لنجد لا يمر اى فترة علينا الا وننظر للسماء هل مشغولون بالابدية أم العمر المنقضى فى الملاهى يستوجب الدينونة .
كان التلاميذ شهود للخدمة والكرازة لكن عيونهم على الابدية وكان التلاميذ شهود على القيامة وصعود ربنا يسوع المسيح وأعينهم على الابدية وكل الرسائل الجامعة تحكى عن كل ما يقدموه من تعاليم وهو أعينهم على السماء.