محاميو المتهمة: سنقوم بالطعن على الحكم ونحتاج إلى تغييرات التشريعات غير الدستورية
فجر الحكم الصادر من محكمة جنح مستأنف الأقصر بحبس المعلمة القبطية دميانة عبد النور 6 أشهر بتهمة ازدراء الأديان مخاوف قطاع كبير من الحقوقين والأقباط، لاسيما أنه ليس الحكم الأول لآبرياء تم الزج به في السجن والحكم عليهم بناء على محاضر شرطية
تتضمن اتهامات مرسلة بالاساءة للإسلام وإهانة الرسل، وهى ظاهرة تزايدت بصورة ملفتة بعد ثورة 25 يناير فقد تعرض العديد من الأقباط للحبس لمجرد شائعة أو بلاغات من متشددين أو لمجرد شكوى شخص دون وجود أدلة مادية خصوصا في ظل مظاهرات الإسلاميين حول مقار الشرطة والمحاكم مما يخل بضمانات المحاكمة الآمنة.
وقال حمدي الأسيوطي عضو هيئة الدفاع عن المعلمة القبطية أن حكم جنح مستأنف الأقصر صادم وهو “الثاني من نوعه خلال شهر في الأقصر، وصدر عن نفس دائرة المحكمة، التي أصدرت حكمها بحبس شهيرة محمد وخليفة الأحمد لإتباعهما إحدى الطرق الصوفية.
وقال عضو هيئة الدفاع عن معلمة الأقصر: إن المعلمة سبق ودفعت كفالة 20 ألف جنيه في بداية التحقيقات، ثم حكمت المحكمة أول درجة بكفالة أخرى 100 ألف جنيه، حكما خطأ وتم استئنافه.
وأعرب القمص صرابامون الشايب أمين دير القديسين بالأقصر عن حزنه للحكم الصادر في وقت كانت ينتظر الجميع براءتها لاسيما إن الأسرة قامت بالاستئناف ضد الحكم السابق الصادر بالغرامة فيأتى الحكم اشد من سابقه بحبسها ، وهو حكم واجب النفاذ لان النقض لا يمنع تنفيذه ، وقال: رغم أن المعلمة لم يتم القبض عليها إلا إن الحكم في مضمونه قاسى ويؤكد إن الأوضاع لم تتغير عما سابقه ولازالت تهمة ازدراء الأديان سيف مسلط على رقاب الأقباط رغم رحيل الإخوان ، وهو ما يؤكد أن الأزمة في المجتمع ككل وأن ثقافة التطرف والتعصب تحتاج لسنوات للقضاء عليها .
وتعجب صفوت سمعان، رئيس مركز وطن بلا حدود للتنمية بالأقصر، من الحكم، رغم إن أوراق التحقيقات الرسمية أثبتت أن هناك مدرسين بالاسم قاموا بتلقين وتحفيظ تلاميذ الفصل ماذا يقولون عندما يوجه لهم السؤال عن ماذا قالت دميانه في أثناء حصة الدراسات الاجتماعية، وأن هناك ثلاثة روايات مختلفة من الأطفال الذين تقدم أولياء أمورهم بالبلاغ ضد دميانه.
وأضاف مصطفى مكي ناظر مدرسة نجع حسان” لوطني ” إن الحكم مفاجئ للجميع وغير متوقع لاسيما بعد توقيع عقوبات على أولياء أمور الأطفال الذين وجهوا الاتهامات للمعلمة ومنهم محمود محمد العدوى المدرس بمدرسة التجارة وتم توقيع جزاء 15 يوما ضده لتوجيه اتهامات باطلة ضد المعلمة القبطية ، وأثبتت النيابة الإدارية تزوير في توقيعات بعض أولياء الأمور التي قدمت مذكرة باسم 10 تلاميذ ولم يشهد في القضية سوى طفلين جاءت أقوالهم متضاربة في حين نفى باقية تلاميذ الفصل الواقعة.
وأضاف مكي انه قدم شهادته بالحكمة في 20 ابريل من العام الماضي في ظل حكم الأخوان وأكد براءة المعلمة بناءً على تحقيق قام به بالمدرسة واستمع فيه لروايات الأطفال وبعض المعلمين الذين جاءت أقوالهم أنهم لم يشاهدوا الواقعة بل ” سمعوا فقط ” ، في الوقت نفسه فالمعلمة منتدبه للمدرسة وتدرس نفس المادة بمدرسة أخرى ولم يصدر منها اى سلوك خارج فضلا على إن أسرتها مشهود لهم بعلاقاتهم الطيبة بالمسلمين ولديهم أنشطه مشتركة .
وأكد أن القضية ملفقة من قبل متشددين ضد المعلمة لكونها قبطية واعتراض البعض على إطلاق شعرها وهذا ما قال له احد المدرسين يدعى على عبد العاطى معترضا على ارتداء المعلمة ” لبنطلون جينز ” وإطلاق شعرها ، مشيرا إن تحقيقات النيابة الإدارية لم توجه اى عقوبات للمعلمة وتم تبرئتها وتم ضم محضر النيابة الإدارية للقضية وهو ما كان يؤكد صدور البراءة لصالحها لاسيما مع اختفاء مظاهرات المتشددين حول المحكمة بعد سقوط الإخوان .
وكانت دميانه قد نفت في تصريحات سابقة لها ل “وطني ” الاتهامات التي وجهت لها وأكدت أنها ملتزمة بالمنهج المقرر ولم تخرج عنه وانه لا يمكن أن تسيء لاى دين لاسيما أنها تعيش في مجتمع ريفى وتعلمت الاحترام والقيم والتعايش مع الجميع ولا يمكن إن تدخل في هذا الإطار الذي يستخدم كسيف لاصطياد اى شخص به ، مشيرة إن معظم تلاميذ الفصل نفوا الاتهامات ولم يشهد سوى 3 تلاميذ وإنها لا تعلم من يقف وراء هذا الأمر وأكدت على احترامها لكافة الأديان وان ما تتعرض له ظلم واضح وتحدت إن يقدم دليل واحد على هذه الاتهامات ولكنها ختمت بكلمة ” ربنا موجود “.
وتعود قضية المعلمة للعام الماضي بعد قيام بعض المعلمين وأولياء الأمور بمدرسة نجع الشيخ سلطان بحاجر العديسات بحري بمحافظة الأقصر بتقديم بلاغ ضد المعلمة والمنتدبة للمدرسة يوميين في وبناء على الشكوى قامت إدارة الطود التعليمية بالتحقيق في الواقعة وتحويل الأمر للنيابة حيث تعددت الروايات حول الاتهام بان مدرسة مادة الدراسات الاجتماعية وإثناء شرح ((درس الحياة الدينية عند قدماء المصريين )) بفصل الصف الرابع ثاني بالمدرسة وكان يتواجد معها بالصدقة عبد المعين على زين العابدين موجة الدراسات الاجتماعية وخرج من الحصة قبل انتهائها بعشر دقائق فؤجئت المدرسة باستدعائها للتحقيق من ادارة الطود التعليمية وموجهتها بأقوال الطلبة والشكوى موقع عليها من زملائها وتضمنت المذكرة لبعض الطلاب بالصف الرابع الابتدائي انه إثناء تدريس المادة قالت المدرسة أن الأديان السماوية الإسلامية – المسيحية – اليهودية وقالت الإسلامية – ذي دينكم ووضعت يدها على رقبتها وأن البابا شنودة أحسن من دينكم في الوقت الذي نفى بعض التلاميذ بالفصل هذه الرواية .