أسابيع قليلة، وربما أيام، تفصل بيننا وبين أن يكون هناك رئيس مصري منتخب، هو أول رئيس لمصر يأتي بعد ثورة 30 يونيو 2013م، والتي يعتبر البعض أنها ثورة مُكملة لثورة 25 يناير 2011م، ولعلي أعتقد هنا أنه من المهم وحسب تقديري أن يكون هناك تعاونًا وتكاملا وتكاتفًا بين جميع المواطنين المصريين من أجل نهضة واستقرار هذا الوطن في كافة المجالات السياسية والاقتصادية، فضلا عن الجانب الاجتماعي والثقافي.
وحسبما يرى كثيرون من المحللين السياسيين والاقتصاديين والباحثين الاجتماعيين فإنه من المهم العمل على تحقيق أهداف الثورة، تلك الأهداف التي تمثلت في ذلك الشعار الشهير الذي انطلق مع بدء فاعليات الثورة “عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية”، وغيرها من القيم والمبادئ والمطالب التي آمن بها كل من أيد ثورة 25 يناير ونادى بها، وكل من رأى فساد وظلم النظام القائم آنذاك. وذلك حتى يشعر المواطن المصري بالاستقرار، وحتى يلمس ثمار ثورتين قام بهما خلال سنيتن من أجل مقاومة الظلم والاستبداد والفساد وتحقيق مطالبه العادلة التي تحقق مواطنيته في وطن يعيش فيه وينتمي إليه.
وفي تلك المرحلة الحرجة من تاريخ الوطن، بما يعانيه من عدم استقرار سياسي وضعف اقتصادي.. الخ، فضلا عن بعض المشكلات التي تتعلق بالانفلات الأمني والبلطجة إلى جانب مجموعة من المشكلات الأخرى التي تتعلق بمستوى الخدمات مثل رغيف العيش والكهرباء والمياه والنظافة.. الخ، فإننا نعتقد أنه لا يستطيع شخص واحد، أو طرف واحد، القيام بكل الأعباء والمسئوليات، وتحقيق كل المطالب على تنوعها وتعددها، ذلك أننا جميعًا مشاركون وشركاء في تحمل المسئولية: الرئيس والحكومة من جانب، والمواطن المصري أيًا كان موقعه من جانب آخر، كما أن هناك دورًا لا يمكن إغفاله لرجال الأعمال وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني.. وهناك دور بارز لا يمكن إنكاره للإعلام بكافة أشكاله: المقروء والمرئي والمسموع والإلكتروني، وهناك دور مهم أيضًا للقضاة، والفنانين، والشرطة، والعمال والفلاحين والموظفين والطلاب.. الخ، وبالإجمال كل فئات المجتمع.
القراء الأعزاء..
في ظني أن لكل طرف، من الأطراف الفاعلة على أرض مصر، على المستويين الرسمي والمدني، دوره ومسئوليته نحو هذا الوطن الذي يضمنا جميعًا نعيش على أرضه وننتمي إليه. هناك حقوق وهناك أيضًا واجبات من أجل تفعيل دولة المواطنة والقانون، دولة العدل والمساواة، دولة تعتمد على مدخل التنمية المجتمعية بتجلياتها الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بهدف تحقيق الاستقرار، والنهوض بالخدمات المختلفة.
زين الكلام
يقول المجاهد الوطني الكبير مكرم عبيد (1889- 1961م): “ها كم وطنيتنا، نحن في الوطن والوطن فينا شعارًا وشعورًا”.