تُطّبّٓق بحق على مريم كلمات النبي زكريّا: ” رنّمي وابتهجي يا بنت صهيون، فها أنذا آتي وأسكُن في وسٓطٍكِ، يقول الرّب.
وإليها أيضاً يتوجّه على ما يبدو لي الطُّوباويُّ يوئيل، عندما يصرُخُ قائلاً: ” لا تخافي أيّٓتُها الأرض، وابتهجي وافرحي، فإنّٓ الربّ قد تعاظم في عٓمٓلِهِ “. لأن مريم هي أرض: الأرضُ التي عليها رٓجٓلُ الله موسى أُعطِيٓ الأمرٓ بأن يٓخْلٓعٓ نٓعْلٓيه،
رمزاً إلى الشريعة التي سٓتٓحِلُّ محلّها النعمة ً. الأرض التي عليها استقرّٓ بالروح القٌدُس ذاك الذي نترنّم به “إنّه المؤسِّسُ الأرض على قواعِدِها”. الأرضُ التي تؤتي الثّٓمر الذي يُعطي كلّٓ كائنٍ طعامٓهُ. وهي لم تُزرٓعْ . الأرض ُ التي لم تُنبتْ شوكة الخطيئة بل أعطت النور للذي اقتلٓعٓ الخطيئة من أصلِها.