تبدأ إنتخابات الرئاسة فى كافة محافظات مصر على مدار يومين متتاليين ،ولان المرأة المصرية مناضلة وتلعب دورا اساسيا فى المشاركة بايجابية كما إعتادنا منها ،فهى لاتكتفى بالذهاب الى صناديق الاقتراع والادلاء بصوتها فحسب بل دائما ما تسعى لتحفيز باقى افراد اسرتها و الاقارب والجيران وزملاء العمل على الذهاب للجان الانتخابات والمشاركة .
فلم يعد غريبا ان نرى السيدات والفتيات يذهبن الى اللجان فى مجموعات قبل مواعيد العمل او بعدها ويحرصن جميعا على المشاركة بل ان السيدات الحوامل او من لديهن أطفالا صغار لايعزفن عن المشاركة بل يقمن بأصطحاب أطفالهن معهن فى مشهد يبث الامل فى غد أفضل يتعلم فيه الاطفال منذ نعومه أظافرهم ضرورة المشاركة .
هذا على مستوى الاسرة و الاهل والجيران،أما على مستوى الجهات الرسمية بالدولة فهناك دعوات لحث كافة فئات المجتمع للمشاركة فى التصويت بالانتخابات وخاصة المرأة التى تمثل 24 مليون من الكتلة التصويتية التى يحق لها المشاركة فى الادلاء باصواتهم . فلقد طالبت السفيرة مرفت التلاوى رئيس المجلس القومى للمرأة السيدات المصريات بالنزول بكثافة للإدلاء بصوتهن خلال الانتخابات الرئاسية غدا.وأكدت على أهميه ان تشارك النساء بإيجابية في هذه الانتخابات واختيار المرشح الرئاسى وفقا لرؤيتها وقناعتها الخاصة .
حول دور المرأة فى المشاركة فى الاتخابات تحدثنا الى الدكتورة سامية قدرى – استاذة علم الاجتماع السياسى بكلية البنات بجامعة عين شمس:” المرأة بالفعل تلعب دور مهم فى تحفيز من حولها للمشاركة بايجابية ،فهى حتى على نطاق الاسرة محفز لاشياء كثيرة جدا فهى التى تقود الاسرة فى العديد من الامور منها تنظيم ميزانية الاسرة و غيرها من الامور المهمه و الاساسية لكل بيت .بالاضافة الى انها الاكثر شعورا بعدم الامان وعدم وجود إستقرار بشكل عام ،فكل ذلك يجعلها تحفز ابنائها و المحيطين بها سواء فى نطاق الاسرة او خارجها للخروج والمشاركة فى الانتخابات و التصويت .وأكبر دليل على دور المرأة وتأثيرها هو ان الكثير من الدول والاتجاهات السياسية كانت تستخدم المرأة كأسلحة لتحقيق أهدافهم مثلما حدث مع الاخوان المسلمين و إستخدامهم للمرأة و الاطفال كدروع بشرية لهم فى احداث رابعه وغيرها .”
وأضافت د.سامية قدرى قائلة :”إن إصطحاب الام لاطفالها الى لجان الانتخابات يشكل جزءا من التنشئة السياسية حيث يعتاد الطفل منذ الصغر على مشهد لجان الانتخابات و المشاركة فى التصويت ،ويدرك انه أمرا مهما وهو الامر الذى يعم بدوره روح الانتماء للوطن لديه .فنحن لانستطيع ان ننكر ان جزء كبير من تنشئة الاطفال بشكل عام يتم عن طريق التقليد والمحاكاة ..وكذلك الامر بالنسبة للتنشئة السياسية والمشاركة فيما بعد . “
وإستطردت د . ساميه قدرى ،وقالت :” إن دور المرأة تجلى مؤخرا منذ ثورة 25 يناير ،ثم فى 30 يونيو ،فقد راينا جميعا السيدات كيف كنا يغنين اغان شعبية ضد حكم الاخوان فى قرى ومحافظات كثيرة .و حينما نزلوا فى 30 يونيه و 3 يوليو وما بعدها كان لهم دور مؤثر فى الحشد و النزول لمختلف ميادين مصر .فكان لهن دور بارز فى النزول والحشد التطوعى من اجل ان يتخلصوا من نظام كان يدعو لعودة المراة للمنزل و يعتبر صوتها عورة .لذلك فإن التاريخ سيكتب بحروف من نور دور المرأة المصرية و دعمها لوطنها .وهذه ليست المرة الاولى فالمرأة المصرية قامت بهبات كثيرة و مبادرات شبه جماعية عبر التاريخ ،منذ عهد الفراعنه وربما كان الدور الاكثر تجليا ووضوحا فى ثورة 1919 .”
وأوضحت د.سامية قدرى: انه بالرغم من دور المرأة المهم والواضح الا أن الظروف الاجتماعية والثقافية دائما ما تحول دون إستمرار المرأة فى دورها . ولاعتبارات مرتبطة بطبيعة الدولة المصرية وتكوينها فلم تعطى المساواة الكامله فى الحقوق السياسية مع الرجل …ولكن بالرغم من ذلك نحن نأمل ان هذا الوضع يتغير للأفضل نحو حقوق غير منقوصه للمرأة فى مصر.
الدكتور سمير نعيم – استاذ علم الاجتماع السياسى بجامعه عين شمس ،قال:
“هناك مثل شعبى يقول- فى احزانكم مدعيه و فى افراحكم منسية – هذا المثل ينطبق على المرأة فى مصر ،فلقد خرجت وشاركت بشكل كبير فى 25 يناير وشجعت المحيطين بها على النزول ،وحدث فى مختلف ميادين مصر فى مراحل الثورة ان المرأة إستشهدت و أصيبت و عذبت …ولكن لم ينتبه الكثير لدورها .ثم جاء دورها فى 30 يونيو و 3 يوليو ،حيث شاركت وحشدت ايضا ..فماذا كان جزائها …فلقد تم نسيان دورها بشكل كبير فى الاحزاب وكذلك فى الترشح لانتخابات الرئاسة .فالمرأة يتذكرونها فقط بانها نصف المجتمع عند الاستفتاءات والانتخابات ،مثلما يتذكرون الهلال والصليب فى مثل هذه المواقف .”
وأضاف د. سمير نعيم قائلا :”وبالرغم من ذلك ستلعب المرأة هذا الدور ولن تتخلى عن دورها فهى مناضله مكافحه من أجل مصر طوال التاريخ منذ عهد الفراعنه عسى ان تتحقق العدالة هالاجتماعية التى هى شعار الثورة فعندما يتحقق تكافؤ فرص الحياة بين الرجل و المرأة حينها فقط نعلم ان مصر تقدمت ،حينما نقرا فى تقرير التنمية البشرية الذى تصدره الامم المتحدة ان نسبة الاميه لدى الرجال و النساء اصبحت منعدمة سنعرف وقتها ان مصر تتقدم. “
وحول دور المرأة فى الحشد للتصويت فى الانتخابات قال د.سمير نعيم :” من وجهه نظرى ان المرأة شأنها شأن الرجل من حيث الانحيازات فهناك من النساء من هن غير داعيات للمشاركة فى الانتخابات وخاصة لدى من ينتمين الى التيار الاسلامى والى جماعة الاخوان المسلمين فهؤلاء يدعون الى مقاطعة الانتخابات .وهناك ايضا بين الداعين للمشاركة النساء مثل الرجال فى الحالتين ستشارك المرأة الرجل فى الدعوة ،وستقوم بدورها مثلما شاركت فى الثورة وفى الاستفتاء على الدستور.”
أما الدكتورة ليليان عوض – اخصائية الطب النفسى – فقالت : ” إن المرأة منذ ثورة 25 يناير وحتى الان تشارك بشكل قوى ولم تعد بعد عازفه عن الحياة السياسية ،وهناك بعض السيدات لديهن مهارة الاقناع والحشد للاخرين من حولها وكذلك بعض الرجال ،حيث ان القدرة على الاقناع تعد مهارة مكتسبة يمكن تعلمها وإكتسابها ومن يتعلمها ويمارسها هو الذى يستطيع اتقانها ويكون له قدرة أكبر على الحشد والتأثير فيمن حوله .والامر كذلك متعلق بمدى ايمان الشخص سواء رجل أو إمرأة بالقضية او الموضوع الذى يحاول اقناع المحيطين به .”
وأضافت د.ليليان عوض قائلة :”هناك ضرورة للنزول والمشاركة لانه اى ان كانت الاراء حول الانتخابات لكن الحقيقة الثابته هو أن دور كل مواطن فى المشاركة والنزول للتصويت ضرورة ،أما عدم المشاركة فمن وجهه نظرى يعد نوع من السلبية فى هذه الحالة .”
الدكتور قدرى حفنى –أستاذ علم النفس السياسى – قال :”ان المرأة ستشارك فى الانتخابات غدا لكنى اجد هناك نظرة متفائلة اتمنى ان تكون واقعية ،متفائلة بمعنى انها يمكن ان تكون رؤية بعيده لكنها غير موجودة على ارض الواقع الان .خاصة ونحن نتحدث جميعا عن دونيه وضع المرأة وضرورة تمكينها فهل سنرى تغيرا فى هذه المعادلة .وبالرغم من أن المرأة تلعب دورا لكن لا يمكننا إنكار ان هناك عقبات كثيرة تتعرض لها المرأة فى بعض الطبقات الوسطى والفقيرة.فالمرأة لاتزال تجد صعوبة فى النزول و المشاركة فى الانتخابات فى اسرة الزوج فيها أخذ قرر عدم المشاركة فتجد المرأة عادة صعوبة فى ان تتمرد على قراره هذا أو ان تخالف رايه.
وبالرغم من ذلك اقول للمرأة المصرية إذا اتيحت لكى الظروف ان تشاركى فى الانتخابات فلا تترددى وشاركى الاخرين فى دعمهم للمشاركة وتحفيز المحيطين بك .فنحن نسعى لتغيير النظرة الى المرأة فى المجتمع بشكل اساسى .
وأضاف قدرى حفنى قائلا :”إن هذا الامر يجعلنا نطرح تساؤلات عديدة على رجال الدين فيما يتعلق بحدود طاعه الزوج او الاب داخل الاسرة فما هو رايى الكنيسة والازهر فى ذلك وبالمناسبة هذا الامر لا يعد تدخلا من قبل الجهات الدينية فى امور سياسية حيث اننا فى مصر لانزال لانعترف بما يسمى الزواج المدنى و بالتالى الذى ينظم العلاقة بين الزوجين داخل الاسر لاتزال هى المؤسسات الدينية .”