كشفت مصادر بالجيش الليبي أن اشتباكات اندلعت في بنغازي مع قيام مجهولين بإطلاق صواريخ غراد على مطار بنينا، فيما أعلن عقيد في الجيش الليبي تجميد عمل المؤتمر الوطني العام.
ويأتي هذا الهجوم ردا على غارات جوية شنتها الجمعة طائرات يقودها ضباط في سلاح الجو ضد مواقع عسكرية تابعة لجماعات إسلامية متشددة في عاصمة الشرق الليبي. وانضم هؤلاء الضباط إلى قوة يقودها اللواء المتقاعد في الجيش خليفة حفتر الذي شارك في الثورة على نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011.
وشنت قوات حفتر صباح الجمعة، مدعومة بإسناد جوي من طائرات ومروحيات عسكرية، هجوما على جماعات إسلامية متشددة في بنغازي، معقل العديد من الجماعات الإسلامية المجهزة بأسلحة ثقيلة. وأسفرت تلك الاشتباكات عن 79 قتيلا و141 جريحا، بحسب وزارة الصحة، في حين وصفت السلطات الانتقالية هذا الهجوم بالمحاولة الانقلابية.
تجميد عمل البرلمان
تبني سياسة التعقل والحوار
من جانب آخر أعلن العقيد الليبي مختار فرنانة، قائد الشرطة العسكرية في بيان باسم الجيش الوطني تم بثه عبر قنوات تلفزيونية ليبية مساء الأحد، تجميد عمل المؤتمر الوطني العام (البرلمان) وتكليف لجنة الستين – المنوط بها صياغة الدستور – بالمهام التشريعية والرقابية في أضيق نطاق.
ودعا البيان الحكومة المؤقتة بالاستمرار في عملها حتى انتخاب البرلمان والرئاسة، وتفويض الجيش والشرطة والثوار الحقيقيين بمهام حفظ الأمن في البلاد. وأكد فرنانة في البيان أن الشعب الليبي لن يقبل أن تكون بلاده مهدا للإرهاب والمتطرفين، وأنهم استعادوا السلطة من يد من فرط في الأمانة.
وأشار البيان إلى أن ما تم من حراك في طرابلس يوم الأحد ليس انقلابا على السلطة، بل هو انحياز لإرادة الشعب الليبي. واستنكرت الحكومة الليبية المؤقتة في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين التعبير عن الرأي السياسي باستخدام القوة المسلحة وطالبت بالتوقف الفوري عن استخدام السلاح وتبني سياسة التعقل والحوار.
وتلا وزير العدل الليبي صلاح الميرغني بيانا. باسم الحكومة المؤقتة في ساعة مبكرة من صباح اليوم في أعقاب هجوم على البرلمان أمس من قبل قوات عسكرية موالية على ما يبدو للواء المتقاعد خليفة حفتر. وقال الميرغني إن شخصين قتلا وجرح 55 آخرون في الاشتباكات التي وقعت في مدينة طرابلس أمس الأحد. وطالب الميرغني بـالتوقف فورا عن استخدام الترسانة العسكرية التي يمتلكها الشعب الليبي، داعيا. الجميع للانضواء تحت الشرعية وتبني سياسة التعقل والحوار.
وفي أعقاب تلك التطورات أعلنت جامعة طرابلس تعليق الدراسة بها إلى أجل غير مسمى. وكان مصدر أمني قد ذكر لوكالة الأنباء الليبية أن هدوءا حذرا. شهدته مدينة طرابلس مساء الأحد بعد اشتباكات مسلحة استمرت عدة ساعات في محيط مقر المؤتمر الوطني العام استخدمت خلالها أسلحة ثقيلة ومتوسطة. ونفي نوري أبو سهمين، رئيس المؤتمر الوطني العام، أمس الأنباء التي تحدثت عن اختطافه من قبل مُسلحين هاجموا مقر المؤتمر. وقال أبو سهمين في تصريحات لــ وكالة أنباء التضامن الليبية إنه غادر مقر المؤتمر الوطني قبل دقائق من اقتحامه.
قطر تعلن قلقها وتدعو لضبط النفس للعناصر الموالية
اعربت صحيفتا الشرق و الوطن القطريتان اليوم عن اسفهما للوضع الفوضوي الذي تعيشه ليبيا نظرا للاقتتال المستمر وتغليب لغة الرصاص على لغة الحوار وتجاهل الفرقاء التضحيات الكبيرة والعظيمة التي بذلها احفاد عمر المختار في إنجاز ثورة 17 فبراير لنيل الحرية والكرامة وانهاء عهد الاستبداد.
وحذرت الصحيفتان في افتتاحيتهما من دخول ليبيا الى حرب أهلية خاصة وان قطار الانتقال الديمقراطي لايزال في مساره ولم يصل بعد الى محطة الاستقرار والتعافي الوطني. ودعتا في هذا الصدد الى حوار وطني جاد يناقش القضايا الامنية وانهاء كافة المظاهر المسلحة وحل الميليشيات واحترام المسار السياسي ومؤسساته.
و قالت صحيفة الشرق ان ما يحدث في ليبيا من اقتتال امر مؤسف، ولا يمكن الاستهانة بنتائجه، لأن النار من مستصغر الشرر. فليس مقبولا ان يكون الرصاص هو لغة الحوار. واصفة ما يجري في بنغازي والعاصمة الليبية طرابلس بانه خطير ويهدد الامن والاستقرار والمنجزات التي تحققت والتي يستوجب العض عليها بالنواجذ وضمان الانتقال من الثورة إلى الدولة وتقوية مؤسساتها وتعزيز حكم القانون.
واشارت الى ان الوضع لا يزال هشا منذ الاطاحة بمعمر القذافي وقالت ان الليبيين يحتاجون إلى الارتفاع إلى مستوى المسؤولية، ومواجهة اللحظة التاريخية: بناء الدولة أم هدمها؟ وليس من عاقل يسعد بقتل اخيه، او يهدم بيته بيده.
وأكدت الصحيفة ان ما تحتاجه ليبيا الآن ـ اكثر من اي وقت مضى ـ هو حوار وطني جاد، يناقش القضايا الامنية وفي مقدمتها بناء جيش وطني قادر على النهوض بواجباته، وانهاء كافة المظاهر المسلحة وحل المليشيات وادماج القادرين ـ بعد تأهيلهم ـ ليكونوا في خدمة الوطن، واحترام المسار السياسي ومؤسساته، ومنح الحكومة الحالية برئاسة احمد معيتيق فرصتها الكاملة لإنجاح استحقاقات المرحلة.
كارثة ستتحول لحرب أهلية
ومن جهتها قالت صحيفة الوطن أن ليبيا تغرق في الفوضى. نذر حرب أهلية في ليبيا. هذا ما يمكن أن يلخص الوضع الليبي الآن. لكن سؤالا يتم تجاهله : ماذا سيفعل العالم العربي كي يجنب هذا الشعب كارثة تلك الحرب الأهلية التي تقترب بشدة من واقعه؟
واشارت الصحيفة بهذا الصدد الى ما عبر عنه الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية من قلق بالغ من تصاعد أعمال العنف هناك وتنديده باستخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية. غير انها قالت ان ذلك كله يبقى في مرحلة البيانات والتصريحات دون أن يتجاوزها الى التحرك الفعلي. بينما الواقع على الأرض يقول إن قتالا يجري بين الليبيين وإن دماء عربية تسيل.
واعربت الوطن عن اسفها لتأخر جامعة الدول العربية كثيرا على ليبيا والليبيين. موضحة بان البلاد تغرق في الفوضى منذ شهور دون تحرك يذكر. ودعت الى انقاذ ليبيا وعدم تجاهل الوضع الخطر الذي تعيشه في هذه الفترة ومحاولة انقاذها من الدخول في حرب اهلية هي في غنى عنها.
أنقرة تغلق قنصليتها في بنغازي
قررت تركيا، غلق قنصليتها في مدينة بنغازي الليبية، مؤقتا، بسبب تدهور الوضع الأمني في المدينة. وأفادت مصادر دبلوماسية في وزارة الخارجية التركية، بأن القرار جاء حفاظا على أمن موظفي القنصلية في بنغازي التي تشهد توترات واشتباكات دموية حاليا. .
وأضافت المصادر أنه سيتم اعادة فتح القنصلية عقب استقرار الأوضاع الأمنية هناك.
تونس تدعو مواطنيها إلى عدم السفر إلى ليبيا مؤقتا
دعت تونس مواطنيها إلى عدم السفر إلى ليبيا في الوقت الراهن وذلك حفاظا. على سلامتهم وتفاديا لكل طارئ أمني.
وقال بيان صادر عن الخارجية التونسية، ندعو المواطنين التونسيين إلى عدم التحول إلى الأراضي الليبية في الوقت الراهن إلا للضرورة القصوى وذلك حفاظا على سلامتهم وأمنهم وتفاديا لكل طارئ في مثل هذه الظروف الاستثنائية .
كما دعا البيان كافة أفراد الجالية التونسية في ليبيا في ظل هذه الظروف الأمنية السائدة حاليا إلى توخي أعلى درجات الحيطة والحذر في جميع تنقلاتهم.
وأكدت وزارة الخارجية التونسية أنها تتابع ببالغ الاهتمام وعميق الانشغال التطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا.
يذكر أن العاصمة الليبية طرابلس شهدت أمس الأحد اشتباكات مسلحة استمرت عدة ساعات في محيط المؤتمر الوطني العام (البرلمان) استخدمت خلالها أسلحة ثقيلة ومتوسطة إثر قيام مجموعة مسلحة باقتحام مقر البرلمان الليبي وقيامهم بإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى مقر المؤتمر، ومنع دخول الأعضاء للمقر، ما أسفر عن مقتل شخصين و55 جريحا.
الأردن يدعو رعاياه الى توخي أقصى درجات الحذر
دعا الاردن رعاياه في ليبيا الى توخي أقصى درجات الحيطة والحذر بسبب الاوضاع التي تمر بها ليبيا وعدم الاقتراب من أماكن الاشتباكات والتجمعات.
وطلبت وزارة الخارجية في بيان صحفي اصدرته اليوم من أفراد الجالية الاردنية الاتصال عند الحاجة على ارقام السفارة. يذكر ان السفير الاردني في ليبيا كان قد تعرض لحادث اختطاف وتم الافراج عنه الاسبوع الماضي.
الجزائر تغلق حدودها البرية مع ليبيا
قررت قيادة أركان الجيش الجزائري غلق كافة المعابر الحدودية مع ليبيا بصفة رسمية، كإجراء أمني احترازي، بسبب أعمال العنف التي تشهدها عدة مدن ليبية، والتي امتدت إلى العاصمة طرابلس.
وقالت قيادة الجيش إنه سيتم، في الوقت الراهن، فتح معبري الدبداب وتين الكوم أمام الجزائريين الراغبين في العودة إلى الجزائر، بينما الخروج من الجزائر عبر المعابر المشتركة، متاح فقط لحاملي الجنسية الليبية.
يأتي هذا القرار بعد أقل من ثلاثة أيام على سحب الجزائر لسفيرها، عبد الحميد بوزاهر، وغلق القنصلية الجزائرية بالعاصمة الليبية طرابلس، بعد أن أشارت مصادر إعلامية عن محاولة اختطاف السفير وأعضاء القنصلية في ليبيا.
وذكرت مصادر دبلوماسية لـ CNN بالعربية أن الوضع الجديد ولّدته الأزمة الليبية، وخاصة. عبر تدفق الأسلحة، والهجرة الجماعية للنازحين من المعارك المندلعة في ليبيا، عبر الحدود مع الجزائر.
من جانب آخر قال الخبير في الشؤون الأمنية لمنطقة الساحل، الدكتور أحمد الزاوي، لـCNN بالعربية: بالنظر إلى التهديدات والتحركات الحثيثة للجماعات المسلحة على الحدود الجزائرية الليبية، فإنه كان متوقعا. أن يحدث تهديد للسفارة الجزائرية في طرابلس، يليه غلق للحدود، وهذا ما قامت به الجزائر.
وأعرب الزاوي عن اعتقاده أن ما حدث، حينما حاولت مجموعات مسلحة اختطاف السفير الجزائري، يعكس الظروف الأمنية غير المستقرة التي تعرفها ليبيا، والتهديد الذي يلحق بالممثلين الدبلوماسيين، معتبرا. أن قرار إغلاق السفارة، وبعدها إغلاق الحدود البرية، هو إجراء نثمنه إلى أن يعود الأمن والأمان إلى ليبيا، بحسب قوله.
قائد الصاعقة ينضم إلى حفتر ضد الإخوان
وفي سياق الأحداث المتواترة في ليبيا، شهدت الأوضاع في ليبيا الكثير من التطورات خلال ساعات الليل، إذ أعلنت قوات الصاعقة في بنغازي والوحدات العسكرية في طبرق انضمامها لـمعركة الكرامة التي يخوضها اللواء خليفة حفتر، الذي تتهمه طرابلس بتنفيذ انقلاب، وتزامن ذلك مع بيان قطري بارز حول الأوضاع بليبيا، التي صدرت فيها أوامر لقوات من مصراتة بدخول طرابلس.
ففي بنغازي، أعلن آمر القوات الخاصة، العقيد ونيس بوخمادة، أن قوات الصاعقة هي مع إرادة الشعب ومعركة الكرامة التي يقوم بها الجيش الوطني ضد الإرهاب في موقف مؤيد للواء خليفة حفتر، مضيفا أن قواته في قتال مستمر منذ سنة ونصف في ضرب أوكار الإرهاب بكافة أنواعه وتعهد بمواصلة قتال من وصفهم بـالخوارج والتكفيريين.
وتبع بيان بوخمادة، الذي اشتبكت قواته أكثر من مرة مع جماعة أنصار الشريعة في بنغازي خلال الأشهر الماضية، إعلان عناصر القواعد العسكرية والجوية والبحرية والمخابرات والشرطة العسكرية وكتيبة عمر المختار ومديرية الأمن الوطني بطبرق انضمامهم لـمعركة الكرامة ضد الإرهاب وذلك في بيانات متلاحقة.
أما غرفة عمليات ثوار ليبيا فقد نددت بما وصفتها بـلعمليات العسكرية المتكررة على الشرعية التي ارتضاها الليبيون عبر صناديق الاقتراع، وضحوا بالدماء لأجلها مضيفة أن ما قالت بأنه زمن الانقلابات قد انتهى، وتعهدت بالتصدي بكل حزم لمحاولات الحالمين للوصول لسدة الحكم فيها على ظهور الدبابات واعتبرت أن الأحداث في طرابلس وبنغازي انقلاب عسكري صريح ومكتمل الفصول على شرعية الدولة.
كذلك أعلنت رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي التزامها بالشرعية في ليبيا، وأضافت أنها تراقب الأحداث الدامية التي تشهدها مدن عدة في ليبيا، وتعمل على وقف نزيف الدم، الذي يُحدث الفوضى والانقسام بين الليبيين، ويعطي الفرصة لأعداء الوطن من إرهابيين وانقلابيين وغيرهم ليقوموا بأفعالهم الدنيئة.
تأمين العاصمة طرابلس
وفي تطور نوعي، أمر رئيس المؤتمر الوطني العام، نوري أبوسهمين، بتكليف ما يعرف بـقوات درع المنطقة الوسطى بتأمين وحماية المراكز الحيوية في العاصمة طرابلس، على أن تبدأ تلك القوات بدخول العاصمة خلال ساعات، ورأى البعض بالخطوة منعطفا جديدا، خاصة وأن تلك القوات، ومعظمها من مدينة مصراتة، تعتبر من بين أقوى الجماعات المقربة من الحركات الإسلامية، وسبق لها أن تحدت أكثر من مرة الوحدات التابعة لمدينة الزنتان، الموجودة أيضا بالعاصمة.
سياسيا، عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية القطرية عن القلق من الانقسامات السياسية والأوضاع الأمنية التي تمر بها ليبيا والتي تهدد بتقويض عملية الانتقال إلى الديمقراطية التي تلبي تطلعات الشعب وناشد المصدر، المعنيين بـضبط النفس والتزام الهدوء وندد بمحاولات المس بالمؤسسات الشرعية باستخدام القوة العسكرية على حد تعبيره.
أمريكا: عمليات إجلاء محتملة من ليبيا
ضاعف الجيش الأمريكي عدد طائراته التي تقف بحالة تأهب في إيطاليا استعدادا لإجلاء الأمريكيين من سفارة العاصمة الليبية، طرابلس، على ضوء تصاعد العنف، طبقا لمعلومات تلقتها CNN.
وقال مسؤول عسكري: عملية الإخلاء قيد المراجعة على مدار الساعة، لافتا إلى وصول أربع طائرات إضافية من طراز أوسبري في-22، ليل الأحد، إلى قاعدة سيغونيلا بإيطاليا، لتنضم إلى أربع أخرى و200 جندي مرينز جرى تحريكهم إلى هناك الأسبوع الماضي.
وتزايدت حدة العنف في ليبيا مع حملة قادها الجنرال خليفة حفتر للتصدي للمليشيات المسلحة في بنغازي، في خطوة وصفتها طرابلس بـالانقلاب وتوسعت رقعة العنف إلى العاصمة طرابلس، ما دفع بدول عربية لسحب بعثاتها الدبلوماسية وإغلاق حدودها.
وأوضح المسؤول العسكري إن أوسبري، التي يمكنها الإقلاع والهبوط عموديا كالمروحيات، وتتسع لأكثر من 20 راكبا، ستكون جاهزة للإقلاع بعد ست ساعات من إخطارها، وستتيح الطائرات العسكرية الإضافية للجيش إجلاء أكثر من 200 شخص من السفارة.
ويشار إلى أن عناصر مشاة البحرية مارينز والطائرات، جزء من فريق الاستجابة للأزمات، وتتمركز في مدينة مورون الإسبانية، وانشئت عقب الهجوم على المجمع الدبلوماسي الأمريكي في بنغازي عام 2012، لتوفير قدرات عسكرية للتحرك سريعا خلال الأزمات.