بدأ البابا تواضروس، بابا الاسكندرية وبطريريك الكرازة المرقيسة خلال العظة الاسبوعية بقراءة المعجزة الاولى التى قام بها السيد المسيح وكان يوحنا الحبيب حاضر فيها والتى ذكرت بانجيل يوحنا، موضحا أن القديس يوحنا كان قريب من السيد المسيح وهو من أوائل الذين دعاهم ليكون من تلاميذه وهو من عاصر كل المعجزات التى قام بها السيد المسيح.
وقال قداسته ” القديس يوحنا أراد ان يضع في بداية إنجيله بشارة المسيح المفرحة ونجده بدأ بمعجزة عرس قانا الجليل، وبدأت الحكاية ان ربنا يسوع – وكان مدعواً لهذا العرس- اختار أن يبدأ خدمته بمعجزة هذا العرس لعدة أسباب أولها ان السيد المسيح أراد ان يقدس حياة الاسرة ويكرمها ويحضر فيها حتي ان الكاهن يمسك الصليب ويقول يا من بارك عرس قانا الجليل بارك هذا العرس “.
كما ان السيد المسيح أراد ان يرفع لعنة المرأة لتبدأ حواء الجديدة (السيدة العذراء مريم) لتكون طريقنا وليكون بطنها هو المعمل الالهي لتجسد المسيح ، فجاء حضور هذا العرس وكأنه يخلق خليقة جديدة ،كما ان المسيح قدم هدية في هذا العرس وهو الخمر وكانت هذه المعجزة البداية المفرحة لخدمة ربنا يسوع حيث كان يتم للاستعداد للعرس لمدة أسبوع وزمان لم يكن هناك ماء نقى، وكان هناك ستة أجران مخصصة لحفظ الماء وتكون صخرية منحوتة من الصخر وكانت توضع في مدخل البيت وتملأ من خلال ماء الأنهار ومياه الأمطار ويستخدمون منها وكان في نفس الوقت يقدمون مشروب عصير العنب منعش مغذي مريح للجسم ولم يكن موجود المشروبات المتعددة الحالية فكان عصير العنب الطازج هو الوحيد الذي كان يقدم للضيوف وكانوا يسمونه باليونانية (كيروش) ومعناه عنب طازج ليس به نسبة تخمر، وكانت العادة انهم كانوا يقدمون الصنف الجيد وبعد ان ينتهي يقدمون البقية وعندنا في اللغة اليونانية والعبرية ثلاث كلمات تعبر عن كلمة خمر ،وليس لها مقابل في اللغة العربية سوي كلمة خمر وهي المقصودة في هذه المعجزة والكلمة الثانية بصفة عامة سواء كان عنب طازج او غير طازج ويسمي (يايين) اما عصير العنب المتخمر كان يسمي (سوكر) فهذه الكلمات الثلاثة تستخدم في اللغة العربية بكلمة خمر وليس المقصود بها النبيذ علي الإطلاق.
واستطرد قداسته فشرح المثل قائلا “ان اصحاب العرس بدأوا يشعرون بحرج بعد ان انتهي عصير العنب فتكلموا مع العذراء مريم التى تحدثت الى السيد المسيح الذى قال لها “(مالي ولك يا امرأة لم تأت ساعتي بعد) وكان المسيح ينتظر ساعة الصليب لكن العبارة التي قالتها العذراء “ليس لهم خمر” وكلمة خمر في الكتاب المقدس تعني الفرح وكانت العذراء تقول ليس لهم فرح وهو حال كل أبناء العهد الجديد، وهنا نعلم ان الفرح يغيب عن الانسان اذا حلت الخطيئة ، فطلب المسيح من الخادم ان يملئوا الأجران بالمياه وبالفعل ملؤها ثم قال لهم المسيح ان يقدموا منها للضيوف ، ولكن كيف يقدموا مياه للمدعوين؟!، لكن بعد ان ملؤوها تحولت الي عصير خمر وحدثت المعجزة وعاد الفرح للعرس كما عاد الفرح لكل البشر بصلب المسيح وهذا هو العنصر المهم في كتابات يوحنا الحبيب وهو المسيح المفرح وكلمة إنجيل هي البشارة المفرحة ، فإيمانك بشخص المسيح يعني استعدادك لان تأخذ نعمة الفرح الحقيقي وليس الوقتي بل فرح يملأ قلب الانسان .
والامر الثانى أن الكتاب المقدس هو رسالة فرح لذلك قال داود النبي لكل كمال رأيت منتهي اما وصياك فواسعة جدا، والأمر الثالث الذي يجعل مسيحنا مفرح هو انه موجود في الكنيسة علي الدوام فالكنيسة سر فرح حياتنا فوجودك وارتباطك الحي وممارسة الأسرار المقدسة يساعدك علي دوام هذا الفرح فيكون كالشجرة المغروسة علي مجاري المياه.
اما الامر الرابع الذي يجعل مسيحنا هو المفرح انه دائما يسند الانسان في ضعفه ، فاتح باب التوبة في كل وقت ، اما الامر الخامس انه يعد لنا الابدية في السماء، لذلك اي شخص يمر باي ضيقات ينظر الي السماء مكان للفرح.
وتابع البابا “إن هناك استفسارات حول عدم إجابته عن الأسئلة في العظة الأسبوعية”، موضحًا “أن البابا شنودة الثالث أجاب على مئات من الأسئلة ” ، مضيفاً “أننا أردنا التعامل مع الأسئلة الخاصة بكم بشكل مبسط حيث يتلقى المكتب الإعلامي التساؤلات، وجمعنا آلاف الأسئلة ورتبت على ثلاث حلقات تليفزيونية تذاع عبر القنوات المسيحية الثلاث أغابي، سي تي في، مارمرقس”، مؤكداً “أن الحلقات المسجلة حول أسئلة الشعب سيبدأ عرضها الأحد المقبل، وهي طريقة سهله تمكن من استعادة الأسئلة والإجابات عنها في أي وقت من الأوقات”.
كما قدم البابا التهنئة بمناسبة عيد “استشهاد القديس مرقس بالإسكندرية”، مضيفا “أننا فرحنا كثيرًا اليوم، وقبل الاجتماع قمنا بتطييب رفات مارمرقس في مزاره بالكاتدرائية”.