أليه جديدة للسلامة النفسية والعقلية والجسمانية للرئيس
دراسات تؤكد مدة الرئاسة لا يجب أن تزيد علي عشر سنوات
نريد رئيس سريع البديهة بطئ الغضب
تسلم الدكتور عادل عدوي وزير الصحة والسكان والمجالس الطبية المتخصصة قرار إجراء الكشف الطبي البدني والذهني علي المرشحين لرئاسة جمهورية مصر العربية، وأوضح أن القرار يتضمن تقدم المرشح للمنصب بطلب لتوقيع الكشف الطبي عليه للإدارة العاملة للمجالس الطبية المتخصصة، وبناء عليه سوف تقوم الإدارة بإعداد تقرير طبي بنتيجة الكشف الطبي البدني والذهني علي طالب الترشح يتضمن بيان ما إذا كان طالب الترشح مصابا بمرض بدني أو ذهني يؤثر لي أدائه لمهام رئيس الجمهورية من عدمه.
وسوف تقوم المجالس بتسليم أصل التقرير الطبي إلي طالب الترشح لكي يتمكن من تقديمها إلي اللجنة العليا للانتخابات ضمن الأوراق المطلوبة للترشح.
كما سيتم استكمال الأوراق والمستندات مثل: صورة ضوئية من الرقم القومي علي الوجهين، مع عدد 6 صور شخصية حديثة وإيصال سداد مقابل الخدمة وبعد تقديم الأوراق سيتم تحديد ميعاد لإجراء الكشف والتحاليل الطبية عن طريق اللجان المتخصصة.
ومن جانبه أوضح الدكتور أسامه الهادي رئيس المجالس الطبية المتخصصة أن الكشف الطبي سوف يتم من خلال 4 لجان احدهن للعيون، ولجنة النفسية والعصبية، ولجنة الأمراض الباطنية، ولجنة الجراحة، وسيتم الاعتماد علي أطباء تلك اللجان من المعينين والجزء الأكبر من أساتذة الجامعات المختلفة، واستشاريين وزارة الصحة، علي أن يكون الحد الأدنى للجنة الواحدة 3 أطباء من أساتذة والاستشاريين ويمكن في بعض اللجان أن يصل العدد إلي 5 أطباء، وسوف تقوم تلك اللجان بالكشف ومراجعة الأبحاث والفحوص ووضع تقريرها علي حده ثم تجميع التقارير ويتم إصدار النتيجة المجمعة والنهائية للرأي الطبي في حالة المرشح.
وأشار إلي أن المعايير التي سيتم تطبيقها علي المرشحين هي نفسها الموجودة من قبل والخاصة باللياقة الصحية للتعين في الوظائف الحكومية العامة، بالإضافة إلي معايير أخري منصوص عليها بالفعل وسيتم اعتمادها من قبل اللجان الطبية العليا المتخصصة للالتحاق بهذا المنصب الرفيع الذي يتطلب مهارات خاصة.
وأوضح انه سيتم تحديد أسعار لتلك الاختبارات وان الكشف والنتيجة سوف تستغرق أسبوعا كاملا شاملا فترة التظلم، حيث يمكن للمرشح التظلم من نتيجة الكشف ويتم إعادة الكشف عليه من لجان أخري بتشكيل مختلف لإبداء الرأي خلال 48 ساعة من نتيجة الكشف الأول.
وأضاف أن التقرير الطبي سوف يتم تسليمه للمرشح بنفسه، وسوف يتم طباعته علي ورق مؤمن لا يمكن التزوير فيه، بالإضافة إلي أن التحاليل والفحوصات سوف تتم في احد المستشفيات التابعة لوزارة الصحة فقط.
وقال أن طالب الكشف الطبي للترشح عليه أن يتقدم لهذا الإجراء قبل إغلاق باب الترشح بأسبوع علي الأقل حتى تتمكن المجالس من إنهاء الكشف الطبي عليه وحول هذا الإجراء المهم كانت الآراء للخبراء في هذا التحقيق:
تجربة جديدة
علق علي هذا الإجراء الدكتور مختار غباشي رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات القانونية قائلا:
الكشف علي مرشحي الرئاسة يعد آلية جديدة لأول مرة تطبق في مصر وحتى علي مستوي الدول العربية كلها ولكن في دول العالم المتقدمة في أوروبا وأمريكا يعد هذا شيء طبيعي لان هناك بالفعل كشف دوري سنوي، فأصلا مرشحي الرئاسة في تلك الدول يكون لديهم شهادات صحية تؤكد سلامتهم النفسية والعقلية والجسمانية أو علي الأقل الأمراض العضوية لديهم لا تكون عائق لتوليهم منصب الرئاسة، كما يتم الكشف عليهم بشكل دوري كل عام تقريبا للتأكد من سلامتهم حتى بعد تولي منصب الرئاسة ونحن نطالب في مصر أن يكون هذا الإجراء ليس فقط لشخص الرئيس ولكن أيضا لكل متخذي القرار سواء الوزراء أو المحافظين.
كما أن هناك دراسات نفسية أجريت في الخارج تبين منها أن الإنسان الذي يتولي أعمال في منصب رئاسي (خاصة رئيس الجمهورية) لا يجوز أن يستمر في هذا المنصب أكثر من عشر سنوات علي الأكثر لأنه تبين أن الإنسان في هذا المنصب وتحت ضغوط ومقتضيات المنصب ومسئولياته ومهما كانت سلامته النفسية والعقلية، يفقد كثير من قدراته الخلاقة والابتكارية بعد هذه الفترة، ومن هنا كان تحديد أن تصبح مدة الرئاسة في الخارج في أمريكا مثلا أقصي مدة فترتين كل فترة أربع سنوات وفي فترة أيضا فترتين كل فترة خمس سنوات، والرئيس يمضي أيضا علي إقرار بسلامته الصحية.
ولان التجربة جديدة في مصر فكان لابد من وضع قواعد للتأكد من هذا الجانب ولذلك كان اللجوء لوزارة الصحة لتشكيل لجان متخصصة للكشف علي مرشحي الرئاسة من كل الجوانب.
وجاء ذلك أيضا كرد فعل للتجربة التي مررنا بها خلال فترة حكم مرسي ولم يكن هناك شفافية وذكر للحقائق حول انه اجري عملية بالمخ وأيضا في السنوات الأخيرة من حكم مبارك وكان يجب أن يتنحي بعد تدهور حالته الصحية.
والآن انتهي عصر الرئيس الأزلي الأبدي حتى توافيه المنية.
سلامة الوطن
كما تحدثنا في هذا الموضوع مع د. شاكر مفتاح استشاري الأمراض النفسية والعصبية ومدير عام الصحة النفسية الأسبق بوزارة الصحة فتحدث قائلا:
اللجوء إلي جهة رسمية في الدولة لتشكيل لجان لفحص مرشحي الرئاسة من المفترض أن يكون مصدر ثقة ولابد أن يتم انتقاء أعضاء هذه اللجان ممن لهم سمعة طيبة، وليس لهم أي انتماءات سياسية لفئة بعينها أو لشخص ما، وان يقف أعضاء هذه اللجان علي مسافة واحدة من جميع المرشحين للرئاسة، ولان هذا التقليد لأول مرة يطبق في مصر فهو في منتهي الأهمية خاصة بعد ما عانينا منه في فترة الحكم السابق والتي لم يكن التخبط في اتخاذ القرارات فيها راجع إلي مرض نفسي أو عقلي ولكن لان الشخصية التي كانت تحكم لم تتوافر فيها الصفات التي يجب أن توجد في الرئيس، فالمبدأ العام في التعاملات بين أفراد أو حتي هيئات أن تكون مبنية علي أساس سليم وعلي أساس المسئولية القانونية أو المدنية الكاملة تجاه الطرف الأخر حتي يتوافر عنصر الارادة الكاملة النافية للجهالة، وتوافر المعلومات السابقة التي يتفق عليها الطرفان، والا يصبح الاتفاق باطل من اصله هذا علي مستوي التعامل العادي فما بالنا بمصير شعب، ولكي نوضح الأمور بشكل أكثر لابد من البداية ان نعرف ان هناك فرق بين القيادة والإدارة، وقد ترتقي الإدارة الناجحة إلي مرتبة القيادة، والقيادة الناجحة لأي كيان ومنها الدولة تؤدي إلي سلامة الوطن ولاياتي ذلك إلا من خلال شخصية كاملة النضج وخالية من أي أمراض نفسية وعقلية حتي تستطيع اتخاذ قرارات بعد الاقتناع بدوافع واحتياج لاتخاذ هذه القرارات وما يترتب عليها من نتائج (سلبية أو ايجابية) لان القرارات المتذبذبة والغير مدروسة قد تؤدي إلي نتائج من الصعب تداركها وأيضا القرارات التي لم يتم اتخاذها في الوقت المناسب أو بعد فوات الاوان مما يترتب عليه نتائج تضر بمصلحة الوطن.
وهذا ما حدث خلال حكم مرسي فكان يتم اتخاذ القرار والتراجع فيه في اليوم التالي او بعد عدة ايام وهناك تصريحات وكلام غير مسئول اثر حتي علي علاقاتنا بالدول الاخري وتكاتف مع جهات اثرت علي امن واستقرار الوطن ليومنا هذا ونحن نعاني حتي الان من اثار هذه الفترة رغم انها لم تكن زمنيا فترة طويلة ولكن العواقب كانت وخيمة.
ولقد شاركت علي مدي سنوات الاختبارات النفسية للمقبولين في الكلية الحربية ومن اهم الصفات التي يجب ان يتحلي بها الشخص المتقدم مثلا الانضباط والطاعة والعقلانية، وكيف يعرف الشخص متي يعترض وعلي أي شئ يعترض ورغم ان الشخصية السوية لابد ان تتحلي بالايمان والثقة بالنفس لا انها لابد ن تعرف ان هناك من هم أكفأ واكثر خبرة في مجال معين ويمكن الاستعانة بهم عند الحاجة ويمكن اشاركهم في اتخاذ القرار، وهذا لا يقلل من شان الرئيس او القيادي.
وبسؤال د. شاكر عن بعض الاختبارات التي توضح سلامة الشخص النفسية قال:
يعد المظهر الخارجي للشخص وطريقة كلامه وردوده احد المعايير التي توضح سلامته النفسية من عدمها فمثلا لا يجب أن تكون طريقة كلام الشخص هجومية او عدائية سيكوباتية أي معادي للمجتمع فهناك اشخاص يمكن ان ياخذوا اشياء بالقوة ليست من حقهم ثم لا يستعملوها بل وقد يتخلصون منها فلدي شاب كان يعالج قتل اثنين بسبب ورقة (جرنال) وهذا يتفق الان مع الاخوان وانصارهم فهم يعادون المجتمع ويقومون بامور تدميرية معتقدون انهم اصحاب حق ورايهم صحيح والباقين مخطئين وكفرة واذا عدنا لمواصفات الشخص الذي يجب ان يكون رئيس لابد ان يكون سريع الفهم والبديهة وبطئ الغصب ولا يستفذ بسهولة.