بروح اكاديمية اصيلة ومنهج علمى سليم كتب الدكتور رامى عطا كتابه الجديد عن القديس الارشيدياكون حبيب جرجس -كرمة مشتهاة – والصادر مؤخرا عن اسقفية الشباب بتقديم لنيافة الحبر الجليل الانبا موسى والذى وصف الكتاب قائلا
هذه دراسة وافية عن القديس الأرشيدياكون حبيب جرجس، باعث الكلية الإكليريكية من توقفها لفترة، وأساس نهضة التربية الكنسية (مدارس الأحد)، حيث وضع لها مناهجها في الطفولة والشباب، وأسس فروعها مع مجموعة من تلاميذه في كل أنحاء القطر والسودان…
وفي جلسة المجمع المقدس للكنيسة القبطية، المنعقدة في ٢٠ يونيو ٢٠١٣ وفي عهد البابا تواضروس الثاني البابا الـ ١١٨ تم الاعتراف به كقديس، وإعلان طوباويته، ضمن مجمع قديسي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ويضيف الانبا موسى قائلا
ركيزتان أساسيتان اعتمد عليهما القديس حبيب جرجس: الإكليركية… ذلك لإعداد طلبة الجامعة والخريجين وإعداد الخدام، لتخريج كهنة مستنيرين، مُدربين على الخدمة والرعاية، والركيزة الثانية هي: التربية الكنسية… أي مدارس الأحد التي تبدأ من سن الحضانة، إلى أجيال مرتبطة بالسيد المسيح والكنيسة المقدسة والوطن المحبوب…
ومن الملاحظ في المجهودات الممتازة للأرشيدياكون المتميز حبيب جرجس، اهتمامه بتكوين شخصيات متكاملة:
1- شبعانـة روحـيــــــــاً
2- مستنيــــرة فكريــــــاً
3- سليمـــــــــة نفسيـــــــاً
4- صحيحة جسدياً
5- ناجحة اجتماعياً
قال عنه قداسة البابا شنودة الثالث: غيرة حبيب جرجس كانت غيرة تمثل العمل الإيجابي في عمقه. لم يحدث إطلاقاً أنه انتقد الضعف والضياع الموجودين في عصره. وإنما كان إن وجد نقصاً، يبحث كيف يعالجه، دون أن يدين أحداً.. لقد كان رجل بناء ماهرًا حفر أساسًا ووضع حجرين لبنائين: أحدهما هو الإكليريكية، والثاني هو مدارس الأحد.. وجاهد حتى ارتفع البناءان، وآوى إليهما أولاد الله. هذه هي غيرة حبيب جرجس، البناءة، العمالة، الإيجابية.
وبالفعل كانت مناهجه تغذي مكونات الشخصية الإنسانية وهي: الروح– والعقل– والنفس– والجسد– والعلاقات الاجتماعية وذلك في محيط: الأسرة– والكنيسة- والمجتمع… وهكذا ينشأ الطفل القبطي، من الجنسين، نشأة شاملة متكاملة، تجعله عضواً حياً في جسد المسيح، ومواطناً صالحاً يقتدي به الجميع.
ويضم الكتاب صفحات من حياة الراحل الأرشيدياكون حبيب جرجس، وبعض مجالات نضاله وكفاحه، في الإكليريكية ومدارس الأحد والتأليف، مع التركيز على مجلة (الكرمة) التي أصدرها بالقاهرة سنة 1904م وأصدر منها سبعة عشر مجلداً، حيث استمرت في الصدور لنحو سبعة عشرة سنة غير متصلة، من سنة 1904م إلى سنة 1912م ومن سنة 1923م إلى سنة 1931م، وتضمنت صفحاتها الكثير من الموضوعات القيمة والمقالات المُشبعة في كثير من المجالات الدينية والاجتماعية، وضمت مجموعة من أبرز الكتاب والباحثين في عصرها.
كما يتضمن الكتاب في نهايته نص محاضرة عنوانها “أين نجد السعادة؟”، كان الأستاذ حبيب جرجس قد ألقاها على يومين، في يومي الخميس 6 و13 أبريل سنة 1911م، في نادي جمعية اتحاد الشبان المسيحيين بالقاهرة، وهي محاضرة قيمة تعكس ثقافة المحاضر وإطلاعه الواسع فضلاً عن فكرة الروحي العميق.
ومن ثم يمثل هذا الكتاب إطلالة على حياة شخصية مصرية عظيمة أثرت في مسيرة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ونهضتها طوال سنوات القرن العشرين، بل أن لتلك الشخصية تأثيرها الحي والفعال إلى اليوم،وبصفة عامة تمتاز كتب الدكتور رامى بالعمق والثراء المعرفى .لانه لم يتخلى عن روح الباحث المتمتع بالفضائل المسيحية فيجمع بذلك بين الروح العلمية والرسالة الروحية .الامر الذى يميز كتابته ويجعلنا فى اشتياق لها .