– الخطورة تكمن فى استغلال براءة الاطفال و التلاعب بها
– هيمنة الفكر المتشدد يرجع لغياب وجود استراتيجية للدولة تمكنها من مواجهنة التطرف
– نحن بحاجة للتنسيق بين وزارتى التربية و التعليم و الداخلية لحصر اعداد المنتمين للجماعات
تعليقا لما حدث بمدرسة أمين محمود بريك الثانوية المشتركة بمركز ناصر التابع لمحافظة بنى سويف حيث رفض عدد من الطلاب تحية العلم فى طابور الصباح واصفين اياه بالكفر , قال د . كمال مغيث – الخبير التربوى بمعهد البحوث التربوية فى تصريح خاص ل ” وطنى ” : فى اعتقادى ما حدث جاء كنتيجة طبيعية و منطقية فى ضوء عنصرين اساسيين اولهما يتعلق بالماضى و بالتاريخ حيث انه فى الحقيقة اتبعت سياسة الرئيس المخلوع حسنى مبارك على تخريب منظومة التعليم و لاسيما ترك التعليم مرتع لجماعة الاخوان المسلمين ليفعلون به كما يشاءون حسب اهوائهم الشخصية بما اصبح ملاذ للجماعات الاسلامية و السلفية التى راحت تبث سمومها داخل وزارة التربية و التعليم عبر مختلف مفرداتها التعليمية من مناهج دراسية و انشطة و من ثم نشر مثل هذه الدعاوى بافكارها المتطرفة التى ترى ان الوطنية كفر و ان تحية العلم كفر .
و اشار د . مغيث الى ان الخطورة تكمن فى مدى التلاعب باطفالنا الصغار مستغلين فى ذلك براءة طفولتهم بكونهم لايزالون يتخبطون لا يعرفون كيف تكون الوطنية لنجدهم يقعون كفريسة سهلة امام جماعات كبيرة من المتعاطفين بل و المنتمين لتلك الجماعات من معلمين و مديرين و مفتشين يتحدثون للاسف من مخزونهم الشخصى وفقا لما يؤمنون و يعتقدون فيه و هنا التأثير السلبى لدى الطالب بتلقينه افكار متشددة و متطرفة من شأنها بث دعاوى سامة داخل مدارس تابعة لوزارة التربية و التعليم كان يفترض فيها الا تمارس بداخلها تلك الانتهاكات الصارخة فى حق ابنائنا و التى يتحتم عليها اعادة النظر فيما هم يخالفون دورهم التربوى قبل التعليمى من اجل تنشئة جيل متوازن فاعل محب لوطنه و مغتز بانتمائه اليه و و هنا على وزارة التربية و التعليم بمراجعة مديرياتها التعليمية على مستوى الجمهورية لتطهيرها من عملية الاخونة التى تمت بصورة كبيرة خلال الفترات السابقة فأن الاوان ان تكتشف تلك العناصر التى تهدد العملية التعليمية .
و عن العنصر الثانى الى ساهم فى وصول الحال بنا لرفض طلبة تحية العلم معتبرين ان تأدية التحية ” كفر ” أكد د . مغيث : انه على المستوى الحاضر لم يكن للدولة استراتيجية لمواجهة تأثير الجماعات المتطرفة سواء داخل وزارة التربية و التعليم أو غيرها من المجالات المختلفة و بالتالى ستجد مثل هذه الاحداث تؤكد هيمنة الفكر الدينى المتشدد داخل وزارة التربية و التعليم و ادارتها المختلفة .
اما عن موقف محافظ بنى سويف باحالة هؤلاء الطلبة للتحقيق ذكر د . مغيث : جاء موقف المحافظ طبيعيا فمن اضعف الايمان يتم احالتهم للتحقيق الا اننى كنت اتصور ان الامر فى حاجة ماسة لوقفة جادة من قبل وزارة التربية و التعليم لمواجهة هذه الظاهرة بشكل قانونى و ثقافى و علمى من ناحية اخرى . و لعل يفهم ضمنيا موقف الوزارة المتخاذل فى ضوء المشاكل القائمة على رأسها غضب المعلمين و فوضى نظام التعليم باعتبارها الهموم التى تواجه القطاع غير ان الواقع يشهد ان هناك هموما اخرى لا تقل اهمية و لكنها لم تكن فى اعتبار وزارة التربية و التعليم هذه الاشكالية تعد من بينها فلم تنشغل وزارة التربية و التعليم بقضية المواطنة و غرس قيم الانتماء للوطن و الاعتزاز بالانتماء اليه لنصل لما نحن اليه بل تترك الامور وفقا للظروف لتتعامل مع الموقف كل بحسب طبيتعه.
و استطرد د.مغيث حديثه قائلا : انه ينبغى على وزارة التربية و التعليم وضع سياسة متدرجة معنية بهذا الشأن بجانب حزمة من السياسات يصبح بموجبها التنسيق مع وزارة الداخلية لحصر اعداد المعلمين و المفتشين و المديرين المنضمين بالفعل لجماعة الاخوان المسلمين و لايزالوا قائمين داخل قطاعات الوزارة فى ظل صدور قانون يعتبر الاخوان المسلمين جماعة ارهابية بما يسمح لنا اقصائهم من العملية التعليمية , فما ينبغى علينا تفعيل ذلك القرار و تطبيقه على ارض الواقع حفاظا على النشىء و حماية لاجيال قادمة . ايضا اعداد لوائح و قرارات تدعم فكرة المواطنة و تحديد عقوبات مشددة لكل من يخرج على مبادىء الانتماء الوطنى الى جانب اعداد تدريبات و انشطة ثقافية خاصة بالمعلمين و الطلبة لدعم فكرة المواطنة .