نظمت الهيئة القبطية الانجيلية للخدمات الاجتماعية المؤتمر الاقليمى الثانى للنهوض بحركة الاعاقة العربية تحت عنوان “حركة الإعاقة العربية بين الشراكة وبناء القدرات وأليات الرصد”. ويشارك فى المؤتمر – الذى يستمر لثلاث أيام – معاقين من كل الدول العربية
وبدأ المؤتمر بكلمة أندرية زكي – مدير الهيئة الإنجيلية للخدمات العامة. قال فيها أن مشكلة الإعاقة والمعاقين في العديد من البلاد العربية تعاني تقصيرا كبيرا عكس ما يعيشه المعاق في الدول الأوروبية من اهتمام بالغ ورعاية كاملة، وبخاصة في ظل ظروف توسيع وانتشار البطالة – والتي لم تؤثر أبدا في الامكانيات المادية التي تقدم لبرامج الرعاية الخاصة بالمعاقيين وتمنح غالبية الأدوات التي يحتاجها المعاق من كراسي المعاقين والعصا الرادارية التي تمنح للمكفوفين مجانا. ومن هذه المعطيات فإننا نقف أمام واقع الإعاقة في البلدان العربية التي يوجد بها قواني قليلة خاصة تحمل المعاق وتساعده.
هناك العديد من دول الخليج التي استفادت من تطور الرعاية في الدول الأوروبية واستوردت النظام المتطور كاملا إلي الكثير من جمعيات الرعاية المنتشرة في تلك الدول، ولكن بقيت القوانين خارج إطار التشريع الذي يحمي هذه الحالات طبيا وماديا، وعلي سبيل المثال قوانين التعليم لم تصل حتى اليوم في عموم الدول العربية من إيجاد مختصين لمراقبة سلوك الأطفال وتحديد بعض سلوكيات التخلف العقلي والتوحد وغيرها من الأمراض التي من المفترض معرفتها مبكرا من خلال السنوات الأولى للدراسة، ويترك الأمر للوالدين لمعرفة أنواع معقدة من هذه الأمراض – والتي لم يكتشفها العلم إلا في سنوات متأخرة حيث يعامل الطفل المعاق بنفس الطريقة التي يعامل بها الأصحاء ويمارس معه أحيانا أنواع من المهانة تؤدي إلي إضطراب نفسي شديد في غالب الأحوال.
وتابع أندرية زكي: تولي مصر أهمية خاصة لحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث يؤكد الدستور الجيد علي ضمان حقوق المعاقيين في توفير فرص عمل لهم تتناسب مع قدرتهم – وعددهم 12 مليون معاق، وكذلك المساعدة القانونية من خلال توفير مترجم إشارة في حال تعرضهم لآي مشكلات.
وهنا أشيد بالدور الكبير الذي قام به الدكتور حسام المساح – ممثل المعاقين في لجنة الخمسين، التي تولت إعداد هذا الدستور والذي تم مؤخرا تعيينه أمينا عاما للمجلس القومي لشئون المعاقين. من جهة أخرى صدر قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 متضمنا فصلا خاصا عن رعاية الطفل ذوى الاحتياجات الخاصة وتأهيله، ودور الدولة والجمعيات الأهلية والمنظمات غير الحكومية في تقديم الخدمة التعليمية للطفل المعاق.
وأضاف أيضا أن الهيئة القبطية شريك في التجمع العربي وأولت منذ زمن اهتماما كبيرا بهذه القضية لاسيما في المرحلة الأخيرة، فبخلاف ما تقوم به من الرعاية الطبية والاجتماعية للمعاقين وأسرهم، قامت مؤخرا باستحداث مشروع جديد يتمثل في إنشاء ورشة متنقلة وهي عبارة عن سيارة مجهزة تقوم بتوفير خدمة الصيانة لكافة الأجهزة التعويضية داخل مناطق تجمعهم في المناطق الفقيرة والعشوائية. يقوم بهذا العمل عدد من المعاقين ذاتهم والذين تم تدريبهم تدريبا متميزا في الخارج.
وقامت الهيئة بإنشاء أول ورشة متخصصة في تجهيز المباني خاصة الحكومية لخدمة المعاقين من خلال توفير وسائل الراحة الكاملة لهم داخل هذه المباني. وسوف يتم خلال الأيام القليلة القادمة افتتاح أول مبني تم تجهيزة داخل مستشفي الخليف العام – وهي مستشفى حكومية، ونتطلع إلي تجهيز عدد من المنشآت الأخرى خلال الفترة المقبلة.
وقامت سلفانا اللقيس – رئيس اتحاد المقعدين اللبنانيين، وطالبت ببناء حركة إعاقة قوية في العالم العربي وشراكة مع قطاعات أخري من المجتمع المدني بهدف رصد وبناء قاعدة معلومات حول قضايا الإعاقة في العالم العربي، وبناء وتعزيز الشراكات مع المنظمات الدولية وهيئات الأمم المتحدة في مجال الإعاقة والتنمية الدائمة.
وطالبت بتكوين وقيادة حملات تطالب كافة الجهات المعنية بوضع سياسات خاصة لذوى الإعاقة علي المستوى الوطني والإقليمي والدولي مؤكدة أن حركة الإعاقة تستطيع المساهمة بشكل واقعي في إعادة بناء الدول – لاسيما في منطقتنا العربية.
أما غادة همام – مدير مكتب مؤسسة الدياكونية في مصر وهي مؤسسة سويدية تعمل في 30 دولة، طالبت بضرورة رعاية الفئات الخاصة في المنطقة العربية من خلال وضع قوانين تؤكد علي دور المعاقين في إعادة بناء الدولة باعتبارهم أشخاص لهم حقوق وليس كم مهمل من البشر، مستشهدة بنموذج الهيئة القبطية الإنجيلية بالعمل مع المعاقين ومطالبة باستثمار هذا النموذج في مختلف الدول العربية.
وأيضا حسام المساح – الأمين العام للمجلس القومي للإعاقة في مصر، أكد علي أهمية دور المعاقين في مصر والذي تجلى بوضوح في أعقاب ثورة 25 يناير. والاهتمام بمشاركة المعاقين في إعادة كتابة الدستور الجديد، والذي كان من نتيجته تشكيل المجلس القومي للإعاقة باعتبارة ثالث مجلس قومي في مصر – بعد حقوق الإنسان والمرآة. ويعد بمثابة وزارة تتولى رعاية شئون المعاقين في مصر وهو ما جعل المرشحين الرئاسيين – حمدين صباحي والسيسي – أن يحرصا علي لقاء المعاقين في جلسات خاصة للاستماع إلي مطالبهم والعمل علي تفعيلها حال وصول أي منهما لكرسى الرئاسة. مؤكدا أن المعاق يحتاج إلي حقه في التعليم والصحة والعمل، ومطالبا بفتح كافة المجالات أمام المعاقيين بما فيها فتح مجال الترشح للانتخابات الرئاسية، ولتولى الوظائف القيادية في المجتمع كوزراء ومحافظين.
جافيد عبيدي- رئيس المنظمة الدولية للأشخاص المعاقين في العالم، وهي منظمة تضم 125 دولة حول العالم، قال أن هناك عدد من الاتحادات التي تشكلت حول العالم لرعاية فئات بعينها من ذوي الإعاقة كالمكفوفين. ومن هنا جاءت فكرة تكوين منظمة ترعى كافة شئون الإعاقة في العالم كانت تهتم منذ نشأتها وحتى عام 2011 بالتركيز علي المعاقين في عدد من الدول العربية ولكنها بدأت منذ عام 2011 بالتركيز علي العالم العربي وبعض الدول الأفريقية والأسيوية.
وأكد أن الأشخاص ذوي الإعاقة في أوروبا يختلفون عن مثيلهم في أسيا وأفريقيا، مؤكدا علي تركيز المنظمة علي رعاية المعاقين في المناطق الفقيرة حول العالم، داعيا كافة الهيئات الدولية بالاهتمام بالجنوب كما يهتمون بالشمال، وعدم التفرقة في معاملة المعاق في دولة عن دولة أخرى.
وأكد أيضا أن الرسالة التي حملها الربيع العربي في مصر هي أن المعاقيين في مصر لهم دور هام في إعادة بناء المجتمع.
أما شعيب شكلين – المقرر الخاص بالإعاقة للأمم المتحدة، قال أن حقوق الأشخاص من ذوي الإعاقة التي يجب أن نهتم بها وفقا لما جاء بالاتفاقية الخاصة بالمعاقين التي وقع عليها 145 دولة ينبغي أن يتم تفعيلها مع حكومات الدول التي وقعت عليها ، ولاسيما فيما يختص بالتعليم والصحة وإزالة العقبات التي تقف حائلا دون حصول المعاقين علي حقوقهم، فإن شأنهم شأن الاصحاء حول العالم.
وأعلن أنه سوف يلتقي خلال زيارته في مصر بالأمين العام لجامعة الدول العربية، ليتعرف علي ما تقوم به الجامعة نحو الأشخاص من ذوي الاعاقة. حيث أن 80% من معاقي العالم يعيشون في الدول النامية والجنوب وهم من يحتاجون إلي الاهتمام بهم ورعايتهم من قبل المنظمات الدولية.
كما دعا إلى وجود منتدي افريقي يعمل علي تنمية الصوت القادم من الجنوب ونقله إلي كافة دول العالم بهدف وضع أولويات خاصة تقوم بها الحكومات من أجل تحقيق طموحاتهم وأهدافهم.