الانبا مكاريوس : الأمير تادرس بالمنيا أول كنيسة يصلى فيها قداس العيد بعد إعادة إعمارها
القس إبرام طناس : نطالب بسرعة ترميم الكنائس الاثرية بدلجا
القمص ميخائيل استراس : القوات المسلحة بدأت إعادة إعمار دير الأمير تادرس بالسنجا احد الكنائس الأربعة التي تعرض نهب والحرق بالفيوم
الكنيسة ليست مجرد حوائط و جدران انها جماعه المؤمنين و السيد المسيح هو رأس الكنيسة … بالرغم من اننا جميعا نعلم ذلك الا اننا بالفعل لمسنا ذلك عن قرب حينما رأينا الصلوات ترتفع فى قداسات عيد القيامة ليست فقط من الكنائس و الكاتدرائيات
لكن ايضا من وسط حطام الكنائس التى تهدمت و إحترقت فى أعقاب احداث فض إعتصام رابعه فى شهر أغسطس الماضى فى العديد من المحافظات … والتى أكدت ان افراح القيامة لا تتاثر اذا كانت الصلوات داخل كاتدرائية أو وسط حطام و رماد …
إقتربنا من أكثر الأماكن التى تم حرق وهدم الكنائس بها بعد فض إعتصام رابعه . ومحافظة المنيا كانت الأكثر تضررا حيث لحق بها ما يقرب من 65 % من أعمال الحرق و الهدم و الاتلاف التى حدثت على مستوى محافظات الجمهورية .
الأمير تادرس بالمنيا أول كنيسة يصلى فيها بعد إعادة إعمارها
تحدثنا الى الانبا مكاريوس – اسقف عام المنيا – فقال : ” صلوات قداس العيد والاحتفال به قمنا بها داخل الدور الاول بكنيسة الامير تادرس بإيبارشية المنيا و هذه الكنيسة كانت من ضمن الكنائس التى أضيرت و لكن بدأ العمل باعادة بنائها و إعمارها مرة أخرى ، حيث شملها قرار المرحة الاولى الذى يشمل إعادة إعمار 10 مواقع فى مصر كلها ،ما بين كنائس من كل الطوائف ومؤسسات ايضا كانت قد تضررت . ومن ضمن الكنائس داخل قرار المرحلة الاولى كنيسة الامير تادرس و هى بالفعل يتم العمل فيها الان و الاحتفال بالعيد وقداس شم النسيم يقام بها داخل الدور الاول الذى تمكن الانتهاء من بنائه فى شهر مارس الماضى . وهى تعد بذلك أول كنيسة امكن الصلاة فيها و لو جزئيا من الكنائس التى اضيرت عقب احداث فض اعتصام رابعه فى 14 اغسطس الماضى .”
و يضيف نيافة الانبا مكاريوس قائلا:” من الكنائس والمؤسسات التى اضيرت ايضا فى مدينة المنيا : مدرسة القديس يوسف الكاثوليك ،وهناك مواقع فى أماكن اخرى فى محافظة المنيا منها مغاغه وملوى ،و محافظات تضررت ايضا و تم حرق وهدم كنائس بها ،و هى : اسيوط ،بنى سويف ،الفيوم ،سوهاج .ولكن نسبة الكنائس والمؤسسات التى اضيرت بعد فض اعتصام رابعه كان هناك 65 % من مجموع ماحدث فى محافظة المنيا فقط. حيث أن الكنائس التى اضيرت على مستوى محافظة المنيا مابين الطوائف المختلفة 16 كنيسة . “
الفرح الروحى الحقيقى
ويستطرد نيافة الانبا مكاريوس ، ويقول : ” بالرغم من اننا نصلى القداسات و نحتفل بالاعياد داخل كنائس محترقة و متهدمة الا أن ذلك كان له اثرا ايجابيا على الناس على العكس من توقع البعض ، حيث أصبح هناك مفهوم جديد للكنيسة، فهى ليست مجرد أعمدة وحوائط وقباب لكنها هى جماعة المؤمنين معا وأن السيد المسيح هو سر جمال الكنيسة الحقيقى. وبالفعل قداسات الاعياد التى قمنا بالصلاة داخل كنائس محترقه تماما و متهدمه فى عيد الميلاد المجيد كانت من اروع الصلوات و القداسات ، فلم يكن هناك اى فخامه فى المبانى أو مظاهر الجمال التى يمكن أن ينشغل بها المصلون وبالرغم من ذلك كان من اجمل القداسات قداس عيد الميلاد بكنيسة الانبا موسى الاسود بالمنيا – والتى اعتقد أن هناك احتمالية لإعادة إعمارها فى المرحلة التالية – كانت قداسات بها احساس مختلف الاعداد كانت أكبر بكثير من المعدل المعتاد للحضور بالكنيسة . وكان بالفعل يمكننا القول أن هذا القداس بدون اى مبالغه يعد بمثابة الفرح الروحى الحقيقى ، فالمصلون كانون يقفون وسط الحطام يصلون دون أن يهتموا بآثار الهدم أو الحرق وكانوا فخورين و فرحين . “
أما فى إيبارشية دير مواس بالمنيا وتحديدا فى قرية دلجا فقد تم حرق و هدم 3 كنائس و حتى الان لم يتم إعمار اى كنيسة منهم و لذلك تقام صلوات و قداسات الاعياد عى حالها.
تحدثنا الى القس ابرام طناس – كاهن كنيسة العذراء والانبا ابرام بقرية دلجا، فقال :” إن قرية دلجا بإيبارشية دير مواس و التى شهدت احداث مروعة فى اعقاب فض إعتصام رابعه سواء حرق أو هدم أو إتلاف لثلاث كنائس أو للعديد من بيوت ومنازل الأقباط بالقرية أو فرض إتاوات على الاقباط. وبالرغم من أن هناك ثلاثة كنائس أضيرت بالقرية وتم هدمها بالكامل و حرقها و هى : كنيسة السيدة العذراء الاثرية من القرن الرابع الميلادى ، وكنيسة الشهيد مارجرجس الاثرية ، وكنيسة الانبا إبرام ..الا اننا حتى الان لم يتم تجديد اوإعادة إعمار اى كنيسة منهم فقط تم وضع خرائط وجاء مهندسين من قبل القوات المسلحة للمعاينة ، لذلك فان احتفالاتنا بالعيد والقداسات كانت داخل الكنائس المتهدمة و المحترقة و التى لم يتبق منها سوى حوائط مملوءة بالسواد من جراء الحرق، فمثلا كنيسة الانبا ابرام لم يتبق فيها سوى الحوائط كما اشرت و قمنا باستخدام الأجولة لتكون بمثابة نوافذ . “
القس اسطفانوس شحاته كاهن بإيبارشية سمالوط بالمنيا ،فقال : ” ان بعد الاحداث التى شهدتها محافظة المنيا و تعرض الأقباط و الكنائس للعديد من المخاطر ، أصبح ملحوظا تزايد نسبة حضور الناس للكنائس لحضور القداسات و الاحتفال بالاعياد حتى لو كانت هناك تهديدات مباشرة على الكنائس، فالمصلون لا يتاثرون بها بل بالعكس تاثيره على المستوى الروحى كان ايجابيا .
وفى إيبارشية الفيوم حيث تهدمت و احترقت 4 كنائس فى ذات الأحداث تحدثنا الى القمص ميخائيل استراس – وكيل مطرانية الفيوم، فقال : ” فى الفيوم توجد 4 كنائس احترقت وتهدمت ، و من ضمن هذه الكنائس كنيسة الامير تادرس السنجا والتى بدات فيها أعمال إعادة البناء بصورة جديه بمعرفة القوات المسلحه و لم يتم الصلاة فيها بالعيد لانها لم تكتمل بعد . وسوف يتم تجديد الثلاث الكنائس الاخرى التى اضيرت بالفيوم على التوالى فى المرحلة القادمة .
أضاف القمص إستراس:”ولأن الكنائس المتهدمه و المحترقة لم يتم تجديدها حتى الان فنحن نقوم بصلاة القداسات بشكل عام و حتى قداسات الاعياد فى هذه الكنائس بوضعها الحالى وهى محترقة وعيد الميلاد والقيامة يتم الصلاة فيها بنفس الطريقة . ولكن بالرغم من ذلك فأن هذا الامر لا يؤثر على الناس و على حضورهم للقداسات خاصة فى الاعياد بل على العكس الناس اهتمت، وكان عندها حماس اكثر لحضور القداسات .
تهدم الكنائس لم يمنع أفراح القيامة
وفى محافظة بنى سويف تحدثنا الى القس انجيلوس القمص مقار – كاهن كنيسة مارجرجس الواسطى – فقال إن أحداث الديابيية ببنى سوسف فى شهر اغسطس الماضى لم تشهد فقط تعرض الأقباط و ممتلكاتهم للحرق و النهب حيث تم الاعتداء على مجموعة من بيوت الاقباط ، بل قد تعرضت كنيسة الملاك و الانبا انطونيوس للحرق بشكل كامل ، والكنيسة لم يتم تجديدها حتى الان .
و أضاف القس أنجيلوس قائلا : ” بعد تعرض الكنيسة للحرق كانت الصلوات تقام فى قاعة المناسبات بالكنيسة الا انها لم تتسع لعدد المصلين بها، و لذلك عادت الصلوات فى وسط حطام الكنيسة مرة اخرى و كذلك اقمنا صلوات أسبوع الآلام و العيد فى وسط الحطام . ولكن من وجهه نظرى أن ما حدث للكنائس من اعتداءات وهدم و حرق جعل الناس تأتى أكثر للكنيسة، و فى الاعياد حتى من كانوا لا يحضروا قداسات الاعياد اصبحوا الان يهتموا بالحضور رغم صعوبه الصلاة وسط حطام كنيسة محترقة ، فالمردود الروحى لما حدث من تحطيم للكنيسة كان ايجابيا عكس ما توقع البعض .”
و إستطرد القس أنجيلوس قائلا:”: بالاضافة للكنائس المحترقة و المتهدمة فى مختلف محافظات الجمهورية بعد الاحداث الاخيرة فى شهر اغسطس الماضى فهناك ايضا كنائس وجمعيات مخصصة للصلاة مغلقة منذ سنوات، و السبب دائما و ابدا هو ” الدواعى الامنية ” ..فنحن فى احتفالنا بالاعياد نجد انفسنا فى أكثر من محافظة بالصعيد بين كنائس متهدمة و محترقة و بين كنائس مغلقة و نجد انفسنا امام واقع الصلاة و الاحتفال بالاعياد اما وسط الحطام أو فى كنائس تبعد عن أهالى القرى عدة كيلومترات ..لكن فى كل الاحوال هذا لايمنعنا عن الاحتفال و الفرحة بقيامة السيد المسيح . “
وأتفق معه فى الرأى أسامة رفعت – محامى مطرانية أسوان – وأضاف : ” كنيسة الماريناب بأسوان لاتزال مغلقة ، و بسبب ما حدث فى اسوان من اشتباكات مؤخرا فالاوضاع الامنية غير مستقرة ولم يكن هناك بكل تأكيد اى مجال لفتح الكنيسة و الصلاة فيها فى العيد فى ظل ما تعانى منه المحافظة . لكن هذا لم يجعل الناس تعزف عن صلاة قداس العيد، فالصلوات جميعها تمت بدير الانبا باخوم الذى يبعد عن قرية الماريناب بحوالى 7 كيلو مترات. و يتكبد المسيحيون هنا كل هذه المشقة ليشاركوا فى الاحتفال بالعيد ، ونحن نأمل ونصلى من اجل ان تهدأ الأوضاع فى محافظة اسوان و أن يتوقف نزيف الدماء .”