قدم البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال عظته الأسبوعية، التعازى لأهالى ضحايا حادث بنغازى بليبيا، طالبًا من الله أن يعزيهم ويعطيهم الصبر, قائلا: “إن هولاء يصلون من أجلنا فى السماء الآن, وذلك لاستشهادهم لعقيدتهم الدينية باسم السيد المسيح”.
وأكمل تواضروس، أن الكنيسة تصلى من أجل فاعلى هذا العمل الإجرامى حتى يعودوا إلى الصواب ويدفع الله بداخلهم روح المحبة, مؤكدًا، أن الخير دائمًا متواجد وينتصر على الشر، وهذا ما تدعو إليه الأديان السماوية, فالله دائمًا يعطى الفرصة للإنسان الخاطئ حتى يرجع عن فعله، ويتوجه إلى فعل الخير والمحبة.
جاء ذلك اثناء اثناء عظتة الاسبوعية الاربعاء القادم ، ليقدم نموذجا للتسامح غير مسبوق ، حدث ذلك في تزامن لة دلالة ، اول زيارة لرئيس الوزراء الجديد المهندس ابراهيم محلب ،كانت للمقر البابوي بالعباسية ، للتعزية في مقتل السبعة مواطنين اقباط ،قتلوا علي الهوية في ليبيا ، ارتبطت عظة البابا بزيارة رئيس الوزراء ،بمطالبة الشباب القبطي في الجنازة بالقصاص .
القتل علي الهوية والعقاب المؤجل:
صدق او لا تصدق انة في الفترة من 1990 وحتي الان ، قتل من المواطنين المصريين الاقباط علي الهوية (230) قبطيا علي الهوية ، في حوادث عنف طائفي ، ولم تقدم فيها قضايا سوي النذر القليل ، واغلبها تمت فيها تبرئة القتلة لعدم كفاية الادلة ،وكان الراي العام المصري عامة ،والمسيحي خاصة قد اصيب بحالة من الخوف ، والشعور بالغبن تجاة ما يحدث للمواطنين المصريين الاقباط ، من ليبيا غربا ، وحتي كوم امبو جنوبا ،و في اسبوع واحد ، تختلف طرق القتل ولكن الضحايا اقباط ، حتي الموتي القبط لم يسلمون من الاستهداف ، يا الهي نحمي الموتي ام الاحياء؟
نبدأ بالقتل علي الهوية في الاراضي الليبية التي يستهدف فيها الاقباط ، حول ذلك يقول الباحث مينا ثابت:
هذه ليست اول واقعه لاستهداف مواطنين مصريين على خلفية هويتهم الدينية داخل الاراضى اللييبية ،
ففى النصف الاول من فبراير لعام 2013، تم اعتقال قرابة 50 مواطن مصرى مسيحى وتوجيه تهم اليهم بالتبشير، كما تم تعذيبهم و ادى ذلك لاستشهاد احد المواطنين و يدعى ” عزت حكيم عطا الله ” و تبعه اعتصام للنشطاء الاقباط امام السفارة الليبية بعد تخازل السلطات المصرية و تقاعسها عن التدخل و حل الازمة القائمه آن ذك، كما انه فى نهاية ديسمبر من عام 2012 تم استهداف كنيسة مصرية بمدينة مصراته و ادى ذلك لاستشهاد 2 من المسيحيين المصريين و اصابه اخرين
و اليوم ( الاثنين 24 فبراير) بحسب الروايات الرسمية و المنقوله عن مصادر موثوقه، فإننا بصدد حادث جديد لاستهداف مسيحيين مصريين على خلفية هويتهم الدينية داخل الاراضي الليبيه، و يرجح تورط جماعة انصار الشريعه و المصنفه كمنظمة إرهابية لنجد انفسنا امام حادث اغتيال 7 من ابناء مصر طلعت صديق بداوي، هاني جرجس حبيب، مدهى جرجس حبيب، فوزي فتحي صديق، إدوارد ناشد بوليس، أيوب صبري توفيق، سامح صبري توفيق)–(على ارض عربية نتيجه فقط لاعتقادهم الدينى
ليصبح استهداف المسيحيين المصريين ليس فقط داخل حدود مصر، بل امتد الي ليبيا ، و وسط كل ذلك تقف الدولة المصرية و وزارة الخارجيه فى موقف العجز و الضعف التام و عدم القدرة على اتخاذ موقف واضح من الاستهداف لابناء وطنهم دواء فى الداخل او الخارج
من ليبيا الي كوم امبوا ياقلبي احزن:.
اللواء حسن السوهاجي مدير أمن أسوان، كان قد تلقي إخطاراً من مأمور شرطة مركز كوم امبو(الاثنين الماضي) يفيد بإلقاء مباحث كوم أمبو القبض على محمود م ع 31 سنة، صيدلي ومقيم حى السبعين كوم أمبو، وذلك عقب عمل التحريات اللازمة حول الواقعة، وأثبتت التحريات أنه عانى من مرض نفسى، ما دفعه لارتكاب الواقعة. وتعود تفاصيل الواقعة إلى تعدى مسلحين مستقلين سيارة رينو على صيدليتين في مدينة كوم أمبو مساء ذلك اليوم، حيث بدأت الواقعة بدخول 2 من المسلحين على صيدلية المحبة ملك الدكتور سمعان . ف .إ، الكائنة بحى السبعين في مدينة كوم أمبو، وقاموا بالاعتداء على اثنتين من العاملات هناك، ما أسفر عنه إصابة إحداهما بطعنة في الكتف من “مطواة” ونقلت إلى مستشفى كوم أمبو المركزي، والأخرى لفظت أنفاسها الأخيرة متأثرة بطعنة في رقبتها. ثم انتقل المسلحان إلى صيدلية أخرى بذات الحى على بعد أمتار، وهى صيدلية الدكتور مايكل بدير وتعدوا على العامل هناك ثم فروا هاربين. وكان شهود العيان قد أكدوا أن شخصين مجهولين كانا يستقلان سيارة رينو سوداء دون لوحات معدنية توقفا أمام صيدلية المحبة بحى السبعين في مدينة كوم أمبو، وطعنوا الفتاتين اللتين تعملان بالصيدلية بالأسلحة البيضاء، ما أدى إلى وفاة إحداهما وتدعى “مادلين.”، وإصابة الأخرى. وعلى الفور انتقلت قوات الشرطة لموقع الأحداث وتم نقل المتوفاة إلى المشرحة والمصابين الثلاثة إلى مستشفى كوم أمبو المركزى لتلقي الإسعافات الأولية والعلاج اللازم.
من القتل علي الهوية للعقاب الجماعي:
شارك المواطنيين المصريين الاقباط في ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ولكنهم عوقبوا علي ذلك من القوي المحافظة سواء كانت دينية او غيرها، ومن 25 يناير وحتي 30يونيو 2012، سقط 41 قتيلا ،(23في ماسبيرو،6في امبابة،2نزلة رومان بابو قرقاص ،و2 بابو قرقاص ،8 بمنشية ناصر)ومن 30يونيو2012 حتي احداث بني غازي قتل 32،ناهيك عن العقاب الجماعي والاعتداء الكلي او الجزئي علي ما يقرب مائة كنيسة ، ومئات الممتلكات الخاصة بأقباط ،وكأن شئ لم يتغير من جراء الثورتين !!
عشرة مذابح في رقبة مبارك :
كان الاقباط ورغم تأييد اغلب النخب المدنية والاكليروس للحزب الوطني ، الاانهم قتل لهم علي الهوية (157) قتيلا منهم (100) في عشرة مذابح: مذبحة منشية ناصر بأسيوط (13) قتيل ،4مايو 1992، مقتل (6) امام دير المحرق 11مارس 1993،مقتل (10) في عزبة البداري بأسيوط 1996،مقتل (10) في كنيسة العذراء بابو قرقاص 1997أمقتل (2) بكوم الزهير بابو قرقاص 1997، مقتل (2) في الكشح 1999، مقتل (21) في الكشح بسوهاج 2000،مقتل (3) بالعمرانية 2009، مقتل (6) نجع حمادي 2010،مقتل 27 فيتفجيرات القديسين بالاسكندرية 2011.
اغتيالات فردية (57) قتيلا:
منهم علي سبسل المثال :عوض شاروبيم طناس بابو قرقاص في 17/2/1997، لعدم دفع الجزية للجماعة الاسلامية، ولنفس السبب ومن نفس الجماعة قتل ،محسن وديع جرجس وايهاب امين غبريال في 2/7/1996،وسمير نصيف بقرية منتوت بابوقرقاص في 1/9/96،وزاخر يوسف زاخر وسعيد زاخر بقرية بني عبيد بابو قرقاص 2/10/96،ومايكل عياد من ابو قرقاص 4/10/96.
وهناك امثلة لمن قتلوا في كنائس اومن أجل بناء كنائس مثل :طفل قتل في العديسات بالاقصر8/1/2006 ، وفؤاد فوزي بالزقازيق 1/2/2006، ومقتل احد المصلين بكنيسة القديسين بالاسكندرية 14/4/2006 .
اضافة لمقتل اخريين من اجل استحلال اموالهم مثل جواهرجيين في نجع حمادي 1992، وجواهرجي في بشتيل 2006، هذة نماذج لقتل اقباط علي الهوية و90% من هذة الحوادث لم تقدم لمحاكمات ، والبعض منها قدم للمحاكمات ولعدم كفاية الادلة تمت تبرئة المتهمين ، وفي قضايا اخري كانت التحريات تشير الي ان الفاعل مريض نفسيا مثل مقتل احد المصلين في كنيسة القديسين 2006 أو من قتل موظفة صيدلية كوم امبو الاسبوع الماضي ، وفي ماسبيرو والخصوص وابو قرقاص حكم علي الاقباط بأحكام كبيرة ، وفي تفجيرات القديسين 2011 لازال المحامي جوزيف ملاك يقدم البلاغات والقضايا للحصول علي محضر التحريات (اي انة لا توجد قضية حتي الان)!!
ومازال المواطنين المصريين الاقباط يضحون من أجل الوطن ، يتماهون مع الارض ، يدفعون الدماء ، (لم نذكر في التحليل الا من قتلوا علي الهوية ) ولم نذكر من استشهدوا من اجل الوطن ، او من لم نتحقق من سبب مقتلهم .
ستظل دماء الاقباط في انتظار الدولة المدنية الديمقراطية ، دولة القانون والمساواة والعدالة بكافة اشكالها ، فهل يطول انتظار القصاص؟