ذكرت صحيفة واشنطن بوست الامريكية اليوم انه مع دخول مفاوضات السلام في الشرق الاوسط مرحلة حرجة، عكف الرئيس الامريكي باراك اوباما على حث الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال لقائهما يوم امس الاثنين على اتخاذ ما وصفها بـ “قرارات صعبة للغاية” من اجل الحفاظ على مضي المفاوضات التي تدعمها الولايات المتحدة نحو اتفاقية سلام دائمة بعيدة المنال بين الفلسطينيين والاسرائيليين
تنهي عقود من الصراع القائم بينهما. ونقلت الصحيفة عن اوباما، خلال اجتماعه مع عباس في البيت الابيض، قوله “نحن بصدد اتخاذ بعض القرارات السياسية الصعبة والمخاطر في حال اردنا المضي قدما، وامل ان نرى تقدما في مسيرة المحادثات خلال الايام والاسابيع القادمة”.
واشارت الصحيفة الى ان الموعد النهائي الذي فرضته الولايات المتحدة على الفلسطينيين والاسرائيليين للاتفاق على اطار لاتفاقية سلام قد اقترب من نهايته (بحلول نهاية شهر ابريل القادم)، مضيفة ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري يريد من كلا الجانبين الاتفاق على مجموعة من المبادئ التي ستوجه دفة المفاوضات النهائية حول عدد من القضايا العالقة منذ فترة طويلة، مثل حدود الدولة الفلسطينية وما اذا ستكون عاصمتها القدس الشرقية ام لا. ونوهت بان المحادثات وصلت على ما يبدو الى طريق مسدود بسبب اصرار اسرائيل على ان تتضمن اتفاقية السلام اعتراف فلسطين بإسرائيل كدولة يهودية، وهو المطلب الذي يرفضه عباس.
ونقلت عن عباس قوله، خلال اجتماعه مع اوباما، “ان الوقت ليس في صالحنا، وخاصة نظرا للوضع الصعب للغاية الذي يمر به الشرق الاوسط والذي تواجهه المنطقة بأكملها”. وفي اشارة الى مسألة الاعتراف باعتبارها نقطة شائكة، قال عباس “منذ عام 1988 اعترفنا بقرارات الشرعية الدولية، وكان ذلك موقفا شجاعا من جانب القيادة الفلسطينية في ذلك التوقيت، وفي عام 1993 اعترفنا بشكل واضح بدولة إسرائيل”، مشددا على اهمية مواصلة العمل من أجل التوصل الى حل يقوم على أساس الشرعية الدولية وحدود 67، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب ايجاد حل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين.
واشارت الصحيفة الى اللقاء الذي عقده عباس مع كيري قبل اجتماعه مع اوباما، قائلة ان وزير الخارجية الامريكي يحاول من جانبه التأكد من ابقاء كلا الجانبين (الفلسطيني والاسرائيلي) على التزاماته من اجل استمرار المفاوضات بينهما. وكان الفلسطينيون قد وافقوا على الامتناع عن التوجه الى الامم المتحدة لكسب مزيد من الامتيازات خلال فترة المفاوضات، في حين وافق الاسرائيليون على اطلاق سراح عدد من المعتقلين الفلسطينيين.
وقد لاقت هذه التنازلات عدم استحسان واستياء من قبل الاطراف السياسية المتشددة من كلا الجانبين، حيث يرى كل طرف ان التنازلات مبالغ فيها لصالح الجانب الاخر. وفي السياق ذاته، وصفت مجلة تايم الامريكية اللقاء الذي جمع بين اوباما وعباس بانه بمثابة “غزوة جديدة في حقل الغام دبلوماسية” -بسبب تعقد وضع المحادثات بين الفلسطينيين والاسرائيليين- وهو الارث الذي ترك اوباما معظمه الى وزير خارجيته جون كيري، حسب تعبيرها.
وذكرت انه قبل عدة اسابيع فقط من انتهاء المهلة الزمنية التي حددتها واشنطن لإتمام اطار محادثات السلام، يأمل اوباما ان يتغلب الضغط الرئاسي على حس التشاؤم المتنامي على كلا الجانبين ازاء المفاوضات، مشيرة الى لقاء مشابه عقده اوباما منذ نحو اسبوعين فقط مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، حث خلاله نتنياهو على اتخاذ “قرارات صعبة” لدعم استمرار المحادثات، وهو المطلب ذاته الذي طلبه من الرئيس الفلسطيني يوم امس.
واشارت الى ان اوباما اشاد بعباس باعتباره “قائدا طالما نبذ العنف وسعي باستمرار لإيجاد تسوية دبلوماسية وسلمية تسمح بحل الدولتين والعيش جنبا الى جنب في أمن وسلام . دولة تسمح باحترام كرامة وسيادة الشعب الفلسطيني، ودولة تسمح للإسرائيليين بالتمتع بالأمن والسلام مع جيرانهم”.