يؤكد الفن في المجتمعات المعصرة على التوازن بين البيئة وتأثيرها على الإنسان.. وهو ضرورة لارتباط الواقع بالخيال وإندماجهما .. فيعطي القيم الجمالية للحياة .. وينطوي على الأشكال المختلفة التي يتفاعل معها الفنان
.. معتمدا على ملامح البيئة ..تطل علينا في لوحات الفنان فريد فاضل التي أضفت على أفكاره مزيدا من المعاني في تكوينات يتناول فيها الانسان المصري والشباب الواعد وأطفال المستقبل في بورتريهات تعكس روح مصر الأصيلة .. تلك المعاني الموروثة تفيض على العالم أجمع ثقافة وتحضرا في عالم مليء بالجمال والتفاؤل والخير.
تستقبلنا لوحات الفنان فريد فاضل المعروضة حاليا بقاعة بيكاسو بالزمالك بترحاب دافيء نرى فيها رؤية الفنان للمشهد المصري متجاوزاً الواقع السياسي إلى صميم الهوية المصرية والحضارات الأصيلة التي لا تتغير بفعل الزمن.
قدم مجموعة من إبداعاته تحت عنوان “مصر بلدنا كلنا” صاغها بأسلوبه في تكوينات تتجلى فيها قدرته على الجمع بين العمل الفني وبين شاعرية هامسة تضفي وميضاً أخاذا على الملامح والأشكال.. فهي بمثابة نافذة نطل منها على تربة مصر السمراء وعاداتها نجد فيها حبه للفن وإرتباطه بأرضه..نلمس فيها بعدا ثالثا ذلك هو الصراع بين الهوية المصرية.. والحضارات المترسبة في وجدانه وبين ثقافة مكتسبة يفرضها دور الفنان مع ألوانه التي ترسم دائما بمسحة من البهجة والغموض معاً.
وهذا المعرض أحدث إبداعاته الفنية حيث تعبر عن حكمة الأمثال الشعبية والأقوال المأثورة مثل لوحة “إتفضل شاي” وأخرى عن “طفلة من سيوة” .. و”العائلة” وغيرها من لوحات جمعت بين فن البورتريه والطبيعة الصامتة في تكوينات تفوح منها مساحات اللون ولمساته الحية .. وبين الأشكال والمساحات الرمزية معبراً عن حكايات الإنسان حيث مصر بلدنا كلنا .. بإسلوبه الواقعي ومهارته في إستخدام ألوانه .. تؤكد خبرته لما هو موجود بالحياة في مصر سواء الريفية والصعيدية والواحات وملامحها المحببة.
قدم لنا فريد فاضل لوحات عن رؤيته للإنسان المصري والبيئة بها حلول جمالية يثري بها رصيده الفني .. ويتمثل ذلك بما يضيفه على لوحاته من صفاء ذهني وخيال تشع منها جماليات المكان.
تحية وتهنئة للفنان فريد فاضل على هذه المجموعة التي تعتبر إنعكاسات للباحث الذي لا يهدأ .. وإستطاع من خلالها أن يفجر طاقات تعبيرية وفنية تسهم في إثراء الحركة الفنية المصرية المعاصرة.