القى غبطة البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعى بطريرك الموارنة الكاثوليك و كاردينال الكنيسة الجامعة كلمة ترحيب فى استقبال قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بكركى فى 27 مارس.
فقال غبطته .. صاحب القداسة، ألمنا أن نكون التقينا صباح اليوم فى صلاة الوداع المؤثرة لراحة نفس المثلث الرحمة مار أغناطيوس زكا الأول عيواص ، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق ، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى العالم ، الذى أحببناه واحترمناه وتعاونا معه ومع رعاة كنيسته وشعبها بروح الإخوة والمحبة .
لكننا نتعزى ونفرح بلقائنا الروحى والأخوى والكنسى الذى يجمعنا فى هذا المساء مع نيافة الكردينال Kurt Kock رئيس المجلس الحبرى لوحدة المسيحيين ، وأصحاب الغبطة البطاركة ، وسيادة السفير البابوى فى لبنان ، وأصحاب السيادة ممثلى أخواننا البطاركة الذين تعثر عليهم الحضور ، إما بداعى السفر ، وإما لدواعٍ قاهرة .
فباسم أبينا البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس وأسرة هذا الكرسى البطريركى المارونى من أساقفة وكهنة ورهبان وراهبات وموظفين ، أرحب بكم ، صاحب القداسة ، وبهذه الوجوه العزيزة من أباء الكنيسة الذين شرفونا بحضورهم ، كما أرحب بالوفد المرافق لقداستكم من مطارنة وأباء ومدنيين . 3. هذا اللقاء الكنسى المسكونى عزيز على قلبنا ، لأنه يشكل لنا مناسبة فريدة ، كنا ننتظرها بفارغ الصبر ، لكى نقرأ سوية ، فى ضوء إنجيل ربنا يسوع المسيح وعلى أنوار الروح القدس وعلى أساس خبرتنا التاريخية المشترك ووجودنا ، بإرادة إلهية فى مصر والأراضى المقدسة ولبنان وسوريا والعراق وسائر بلدان الشرق الأوسط والعالم العربى ، منذ عهد المسيح الرب والرسل وولادة الكنيسة . ففيما يتخبط عالمنا العربى المشرقى فى أزماته الدامية المتنوعة ، نرجو أن تتحول أزماته هذه إلى آلام مخاض ، يولد منها عالم متجدد بالقيم الروحية والإنسانية والوطنية . رجاؤنا هذا يرتكز على إيماننا بإنجيل يسوع المسيح الخلاصى ، إنجيل المحبة والإخوة ، إنجيل الحقيقة والحرية ، إنجيل العدالة والسلام . ويحتم علينا هذا الإنجيل أن نكون صوتاً واحداً فى إعلانه والشهادة له ، وبدء واحدة فى مساعدة أبناء أوطاننا العربية ، شعوباً ومسئولين ، ليجتازوا بالحوار والتفاوض ، على أساس من الحقيقة والثقة ، وبروح المصالحة ، هذه المرحلة التاريخية الصعبة والحاسمة . ونساعدهم لكى يسيروا نحو إحلال سلام عادل وشامل ودائم ، وبناء أوطان تحترم كرامة الإنسان ، وقدسية الحياة البشرية ، والتعددية ، وقيم الحرية المعطاة لنا من الله كهبة ثمينة ، ولا سيما حرية التعبير والرأى والإيمان والعبادة .
و أضاف قائلاً: لابد من أن نجدد قوانا وجهودنا فى عمل كنائسنا المسكونى المشترك ، سواء بالشكل المباشر ، أم بواسطة مجلس كنائس الشرق الأوسط الذى نوليه ثقتنا ودعمنا ، فيأتى عملنا المباشر ، ومن خلال مجلس الكنائس ، ليعزز المسكونة الروحية ، ومسكونية الخدمة ، والمسكونية الراعوية ، من أجل أزدهار كنائسنا واحياء هوياتها ورسالاتها ، والمحافظة على ابنائنا وبناتنا فى هذه الأرض المشرقية التى باركها الله ، وتجلى عليه سره ، ومنها أطلق تدبيره الخلاصى ، وأعلن إنجيل الإخوة والسلام
مضيفاً: أننا ندرك تمام الإدراك أن رسالتنا فى هذا الشرق العربى هى أن نكون مع إخواننا المسلمين بكل إخوة وتعاون ، عيشاً مشتركاً تغنيه القيم المسيحية والقيم الإسلامية . وفى عالم ملتوٍ ومغرض يدعو ويعمل ويجهد فى سبيل إزكاء الصراع بين الأديان والثقافات والحضارات ، فإن رسالتنا ، كمسيحيين ومسلمين ، فى هذه البقعة من العالم ، أن نظهر إمكانية العيش الهادئ وحوار الحياة والثقافة والمصير بين المسيحيين والمسلمين وسواهم من أبناء الديانات الأخرى .
و أختتم قائلاً: قداسة البابا تواضروس ، أيها الأخوة الأباء الأحباء نشكر عناية الله التى جمعتنا ، ونودع من جديد روح أخينا البطريرك مار أغناطيوس الأول فى أحضان رحمة الآب السماوى ، راجين أن يكون لقاؤنا نقطة أنطلاق لمسيرتنا الكنسية المشتركة فى الشهادة لإنجيل المسيح الخلاصى فى شرقنا المعذب والمحبوب.