بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم والموافق يوم 21 فبراير أهدت الطفلة الأمازيغية المصرية “مريم فاروق” المستشار عدلي منصور – رئيس الجمهورية لوحة قامت برسمها بنفسها، تحمل حروف الأبجدية الأمازيغية “تيفيناغ”، ويأتي هذا الإهداء في إطار اعتراف الدستور المصري بالتعددية الثقافية والتنوع اللغوي
هذا وقد قامت والدة الطفلة السيدة أماني الوشاحي – مستشارة رئيس منظمة الكونجرس العالمي الأمازيغي لملف أمازيغ مصر ورئيسة مركز ميزران للثقافات المحلية بتسليم اللوحة إلى سكرتارية رئاسة الجمهورية صباح اليوم – الأحد.
جدير بالذكر أن “مريم فاروق” هي الطفلة الوحيدة في مصر التي تستطيع الكتابة بحروف “تيفيناغ”.
وفي الإطار ذاته أصدر مركز ميرزان للثقافات المحلية بيانا تحدث فيه عن معاناة اللغات المحلية من الإهمال والتهميش لعقود طويلة. وأضاف البيان: “ومع مطلع القرن ال21 انتفضنا نحن أبناء اللغات المحلية في مصر انتفاضة حقوقية، من أجل الحفاظ على لغاتهم من الاندثار والضياع، وقد حققنا مكتسبات طفيفة حتى أواخر عام 2010، وبعد أحداث 25 يناير 2011 خسرنا ما حققناه وعدنا مرة أخرى إلى نقطة الصفر، ومع الاحتلال الإخواني هبطنا بالخسائر إلى ما تحت الصفر، وكان لزاما علينا النضال للعودة إلى نقطة الصفر.
وبعد ثورة 30 يونيو المجيدة منتصف عام 2013 بدأت الأوضاع تتحسن تدريجيا، فتم تشكيل لجنة من 50 عضوا لتعديل دستور 2012، وضمت اللجنة ممثلا عن الناطقين باللغة النوبية “الحجاج أدول”، وخصصت جلسات استماع لأبناء الثقافات المحلية، خاصة النوبيين والأمازيغ، واستقبل السيد رئيس الجمهورية بالقصر الجمهوري ممثلين عن البجاوية، وقد تقدم المشاركين في جلسات الاستماع بمقترحات مكتوبة إلى اللجنة، تم تضمين معظمها بالمسودة النهائية للدستور، ويظل باب المقومات الثقافية بالدستور شاهدا على التعددية الثقافية والتنوع اللغوي في مصر.
يحل علينا اليوم العالمي للغة الأم هذا العام بمكتسبات ثقافية ولغوية، يحل علينا بالأمل في مستقبل مشرق للغات المحلية في مصر (الأمازيغية – النوبية – القبطية – البجاوية – الأرمينية)”
وقالت أماني الوشاحي لوطني: “اللغة هي الهوية فلو ضاعت لغتك ضاعت هوية، لذا يجب على أصحاب اللغات المحلية الاهتمام بلغاتهم، كجزء من حفاظهم على هويتهم ووجودهم”