في22سبتمبر الماضي أطلقتوطني الدعوة لتأسيس صندوق تعويضات الأقباط بهدف تعويض الأسر القبطية التي تعرضت لضربات الإرهاب منذ30يونية 2013 وماتبع ذلك منذ14أغسطس2013 حيث حاولت جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية الانتقام منهم وعقابهم لنزولهم مع المصريين ثائرين ومتمردين علي حكم محمد مرسي…
لكن بالرغم من فشل الجماعة في شق الصف الوطني وفصل الأقباط عن المسلمين وفشل رهانها علي استدراج الأقباط لمستنقع الاستقواء بالخارج,كانت النتيجة أن فاتورة الخسائر التي حاقت بالأقباط في أرواحهم ثم في ممتلكاتهم ومصادر رزقهم فادحة وامتدت عبر عشر محافظات في ربوع مصر وبلغت تقديرات التعويضات المطلوبة لهم نحو65.50مليون جنيه.
أطلقتوطني الدعوة للإسهام في تعويضات ضحايات الإرهاب في22سبتمبر مقترنة بنشر التفاصيل الكاملة لجميع حالات المتضررين ونوع الضرر الذي حاق بهم ثم أعقبتها في3نوفمبر الماضي بنشر القيم الإجمالية لحصر التعويضات المستحقة في كل محافظة من المحافظات العشر…وبدأت مند نشر الدعوة في تسجيل أسبوعي لقوائم إسهامات أهل الخير في الصندوق المذكور حتي بلغت جملته اليوم وطبقا للقائمة رقم(21) المنشورة علي هذه الصفحة مبلغ يناهز850000.00 جنيه(ثمانمائة وخمسين ألف جنيه).
إذا بعد انقضاء خمسة أشهر علي إطلاق الدعوة بلغت حصيلة ماتم جمعه مالا يتجاوز 1.30% من القيمة المستهدفة, وبالرغم من ضخامة المبلغ المحصل إلا أنه يعجز تماما عن الوفاء بالهدف من التعويض للضحايا إذا تصورنا أن توزيعه علي جميع الحالات المسجلة بنفس النسبة سوف يسفر عن صرف بواقع مبلغ1300جنيه(ألف وثلاثمائة جنيه) لكل مائة ألف جنيه من التعويضات المقررة…وهنا أعترف أن الهدف من التعويض سيتبخر ويتوه تحت عنوان عدالة التوزيع.
رأيت أن أشرك الجميع -أهل الخير الذين أسهموا علاوة علي المتضررين الذين ينتظرون الفرج-في تقدير الموقف الذي بلغناه بعد أشهر خمسة,وأري أن الاستسلام لتعجل التوزيع الآن علي المستحقين سيكون أمرا عديم الجدوي…لذلك أعيد إطلاق الدعوة مرة ثانية لحفز أصحاب القلوب الرحيمة والمقتدرين ورجال الأعمال من أجل تنشيط الحصيلة وتحقيق الحد الأدني الكريم الذي يسمح بسداد نسبة مؤقتة ولو حتي10% من التعويضات المقدرة للضحايا تعينهم علي استئناف حياتهم وأنشطتهم وأرزاقهم.
ولعله من المناسب في هذا الإطار أن تبادر الجهات التي سبقت وأسهمت في مساعدة أو تعويض هؤلاء المتضررين -بجانب المتضررين أنفسهم-بالإعلان عن الذين شملتهم كافة أوجه الرعاية حتي يمكن إخراجهم من كشوفات حصر المتضررين طرفنا,وذلك لصالح من لم تمتد له أيدي التعويض حتي الآن.
لقد سبق لـوطني في ظروف كثيرة سابقة أن تدخلت وفتحت أبواب الإنقاذ والرحمة لضحايا التطرف والإرهاب والكوارث التي حاقت بالأقباط,ونجحت دائما في إقالتهم من عثرتهم وفي تأمين الموارد اللازمة لإعالة من فقدوا عائلهم وتربية وتعليم الأطفال الذين فقدوا ذويهم واستئناف أعمال من دمرت متاجرهم أو حرقت حقولهم وقتلت مواشيهم, بالإضافة إلي ترميم وتجهيز منازل من تركهم الإرهاب بلا مأوي…لكن الحقيقة أنه لم يسبق أبدا أن تصدتوطني لكارثة بهذه البشاعة والشيوع وفداحة الخسائر,وهو الواقع المؤلم الذي يقف وراء إعادة إطلاق الدعوة لتدعيم حصيلة صندوق التعويضات هذه المرة…والأمل أن تجد الدعوة صدي طيبا لدي أصحاب القلوب الرحيمة وأن يصبر علينا أصحاب القلوب المنكسرة.